جماجم مجفّفة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنـانـا | لماذا لم تغلقي ، كما اعتدت ، | شبابيك السماء | على أطفالك | كي يناموا هادئين | ( الكوابيس | ضفادع الليل | وقع أقدام الجنود الهاربين | من الأناشيد إلى كتاب الموتى | … ) | أطفالك خائفون ، إنانا ، | من سقوط الليل عليهم | مثل جدار يائس | تثقبه العصافير الحديدية | و الوعود الطلسمية | فلم تعد مساحة أصابعك اليسرى | تكفي لـتُـظـلِّـلهم | و تخفي ما وراء الرّيح | من دمّ مُـلوَّن | كحلوى العيد | و ما وراء الرّيح | من نُـجـم | تحاصر أضلعهم | وهي تَـحْـبُــــــو ….. و تحبو | تعبوا ، إنانا ، تعبوا | من وصف جثث | بلا ملامح | و من رصف كريّاتهم البيض | ملاجئ لروح تحجَّرت | و من ترديد أشعار المتنبّي | … | لكأنّك لا تُدركين حدود الوهم | و الأمنيات البعيدة | و لا تدركين ما حمَّلتك الأساطير | من شجن | و ما نثرت لك الخطاطيف | من جماجم الورد البابليّ | تعبوا ، إنانا ، تعبوا | فـلكِ الخلايا موزَّعة | على مشهدٍ مَيّتٍ للرافدين | لك اعتذارات بساتين سومر كلّها | عن الشبق الحرام | كي لا تغضبي علينا مرّة أخرى | وتمدّدي أطرافك طوفانا | و عواصف | فـلم نعد نحتمل | أن نرى الآبار | تفيض دمّــا | و لم تعد أوتار الرّبابة | مهيّأة لـتنغيم انحيازنا | لـلـبـكـاء | … | لـكأنّ وردة عينيك | لم تكتمل بعد | و لم ترتو | حتّى ترين يدي | و هي ترسم بالماء | ظلّين مختلفين | لنجمة شاردة | و تغزل من خيوط الطيف | شكلا أنيـقا | للجمجمات | …… | إنـانـا ، | هل كان علينا | أن نهب الرّيح أشلاءنا | كي نحمي الورد | من تربة الوادي العقيم | و هل كان ينبغي | أن نكون الحلقة المفقودة | لنثبت للطبيعة | أنّنا أبناؤها الحلال | و قـد | شــرّدتـنـا | التـوابـيـت | … | و حـمّـلـتـنا | التـعـاويــذ | غربـة أخـرى | .... | إنـانـا ، | ربّما يجيئنا الليل | من تناسل الأشباح | و هي ترتجف | ربّما يُمطّط الخوف | شـرايين طينـتنا | فـتَنْفلق | ربّما تكون الرّياح اللّواقح | أرجوحة النّـار | بين جمجمتين | أو ربّما تكونين أنتِ | نطفتنا القديمة و لكنّنا | نظلّ غيما | فنفتضّ من العمر | قطرته القادمة | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مراد العمدوني) .