أرشيف الشعر العربي

مُحاوَرَة

مُحاوَرَة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

كانت عيناها تتَجوَّلُ في أعماقي

عبرَ زِحام القاعة .. والمائدة الخاوية الأطباقْ

ترقبُ وجهي في جلستيَ المُنطويةِ

تنبشُ بالأحداقْ ..

.. في طَيَّاتِ الرُّوحِ

عساها تكشفُّ سِرَّاً يبرقُ في عينيَّ

وتُخفيهِ الأعماقْ

كنتُ أُراوِغُ مِخلبَ عينيها

حتَّى جاءت

مَرَّت عبرَ الحَشد كموسيقى تنقِلُها الرِّيحُ إليَّ

مَضت تسألُني

- لا أعرِفُكَ .. فَمَن أنتَ ومِن أينَ أتيت ؟

- يا سيِّدتي طيفٌ عابِرْ

جِئتُ على مَتنِ السُّحُبِ العابرة فضاءاتِ الأيام

حتَّى أهرُبَ من وحشةِ روحي بعض الوقت

- لا تتلاعب بالكَلِمات

أراكَ تُحِبُّ امرأةً .. وتحاولَ أن تُخفي هذا العِشقَ الآن !

- يا سيِّدتي لم تعشِقني من زمنٍ إلا الأحزان

ولم يتَجوَّل في أعطافِ القلبِ شُعاعيْ حُبٍّ منذُ زمان !

- أنتَ تُراوِغ !

عيناكَ الشَّارِدتانِ تشي بالعِشق

بامرَأةٍ يتراقَصُ طيفُ مفاتِنِها خَلْفَ شُرودِكَ

وتُضيءُ بِلَمسِِ أَنَامِلِهَا أَعْمَاقَ الرُّوْح !

- سيِّدتي إني …

- أنتَ تُضَلِّلُني !

- إني أشرُدُ خلف الذَِكرى حين تُباغِتُ قلبي بِنِصالِ مرارتِها

ذكرى الأيام الخرساء تمُرُّ على جِسرِ العُمرِ بِعرباتٍ سوداء ..

.. فتسقطُ تحتَ العجلاتِ الأقدام

ذِكرى العشق الأول

تتفتَّحُ أوراقُ القلبِ الخضراءَ لِمَرْآهُ

إلى أن تَذبُلَ ..

حين يُحّلِّقُ مُرْتَحِلاً لِنداءِ ظلام

ذِكرى خُضر الأيِّام

نثَرَتهَا الرِّيحُ وداسَتْهَا الأقدام

- إني لا أفهم !

كيفَ تُشَدُّ لهذا التيهِ وأنتَ وقفتَ أمام ممالكَ حُسني !

ألا يُبهِرُكَ جمالي ؟

ألا أُلهِمُكَ ؟

- مالي والإلهام ؟

يا سيدتي .. لا يَعْرِفُ كيفَ يُحَلِّقُ بسمواتِ العشق

.. من ائتَلَفَ الآلام

فدعيني في ملكوتِ شرودي

طيفاً يرحلُ خلفَ غيومِ الذِّكرى حين تُلَوحُ

وعودي للأضواء ..

.. تُرَاقَصُ بين كئوس المدعوين على صَخبِ الأنغام !

يا سيِّدتي

لا يشغلُني العِشقُ الحالِمُ والإلهام

يشغلُني أن أجِدَ خَلاصاً

يعتقني من أَسْرِ العُمرِ

لأُفلِتَ من مُرِّ الأيَّام

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حمزة قناوي) .

الموت في دقات

لحظة اللقاء

حُلم النهار البعيد

الحلم على ساحل المتوسط

ما الذي تنتظِر


ساهم - قرآن ٢