ابن السّماء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هرميس: هو ابن السّماء و لكنّه | من النفص تركيبه و التمام |
صناع الطّبيعة، بل صنعها | فمنها دمامته و الوسام |
يسّف إلى حيث لا ينتهي | و يسمو إلى قمة لا ترام |
و يسقى بكأس إلهيّة | مرنّقة بالهوى و الأثام |
نقيضان شتّى فما يستقرّ | على غضب منهما أو رضاء |
تحدّى الحياة و آلامها | ببأس الجبابرة الأعلياء |
يزيد عتوّا على نارها | و يلمع جوهره من صفاء |
و ينشقّ عن نضرة قلبه | و إن طمرته ثلوج الشّتاء |
هو المرح الشّارد المستهام | شرود الفراشة عند المساء |
حبته الألوهة روحا يرى | و ينطق عنها بوحي السّماء |
يحسّ الخيال إذا ما سرى | و يلمس ما في ضمير الخفاء |
و يبتدرّ النّجم في أفقه | فيرشفه قطرة من ضياء |
أرته السّماء أعاجيبها | وروّته من كلّ فنّ بديع |
فضنّ بلألاء هذا الجمال | و خاف على كنزه أن يضيع |
أبى أن يبدّده ناظراه | فأطبق جفنيه ما يستطيع |
فإن شارفت الأرض نادت به | ففتّح عينا كعين الرّبيع |