في أخريات الربيع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ضياء الحقول ياغنوة الفلاح في الساجيات من أسحاره | أقبلي فالربيع ما زال في الوادي فبلي صداك قبل احتضاره | لا تصيب العيون إلا بقاياه و غير الشرود من آثاره | دوحة عند جدول تنفض الأفياء عنها و ترتمي في قراره | و على كل ملعب زهرة غيناء فرت إليه من أياره | ** | في المساء الكئيب و المعبر المهجور و العابسات من أحجاره | مصغيات تكاد من شدّه الإصغاء أن توهم المدى بانفجاره | أرمق الدرب كلما هبّت الريح وحف العتيق من أشجاره | كلما أذهل الربى نوح فلاح يبث النجوم شكوى نهاره | صاح يا ليل فاستفاق الصدى الغافي على السفح و الذي في جواره | فإذا كل ربوة رجع يا ليل و نام الصدى على قيثارة | أين منهن خفق أقدامك البيضاء بين الحشيش فوق اخضراره | مثل نجمين أفلتا من مدارين فجال الضياء في غير داره | أو فراشين أبيضين استفاقا يسرقان الرحيق من خماره!! | ** | أنت في كل ظلمة موعد و سنان ما زال يومه في انتظاره | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .