في ليالي الخريف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في ليالي الخريف الحزين | حين يطغى علي الحنين | كالضباب الثقيل | في زوايا الطريق | في زوايا الطريق الطويل | حين أخلو و هذا السكون العميق | توقد الذكريات | بابتساماتك الشاحبات | كل أضواء ذاك الطريق البعيد | حيث كان اللقاء | في سكون المساء | هل يعود الهوى من جديد ؟ | عاهديني إذا عاد .. يا للعذاب | عاهديني ومرت بقايا رياح | بالوريقات في حيرة واكتئاب | ثم تهوي حيال السراج الحزين | انتهينا.. أما تذكرين؟ | انتهينا.. وجاء الصباح | يسكب النور فوق ارتخاء الشفاه | وانحلال العناق الطويل | أين آلام يوم الرحيل؟ | أين لا لست أنساك واحسرتاه؟ | ** | في ليالي الخريف | حين أصغي ولا شيء غير الحفيف | ناحلاً كانتحاب السجين | خاف أن يوقظ النائمين | فانتحى في الظلام | يرقب الأنم النائيات | حجبتها بقايا غمام | فاستبدت به الذكريات | الغناء البعيد البعيد | في ليالي الحصاد | أوجه النسوة الجائعات | ثم يعلو رنين الحديد | يسلب البائس الرقاد ! | في ليالي الخريف | حين أصغي وقد مات حتى الحفيف | والهواء - | تعزف الأمسيات البعاد | في اكتئاب يثير البكاء | شهرزاد | في خيالي فيطغى علي الحنين | أين كنا؟! أما تذكرين | أين كنا ؟! أما تذكرين المساء؟! | ** | في ليالي الخريف الطوال | آه لو تعلمين | كيف يطغى علي الأسى والملال؟! | في ضلوعي ظلام القبور السجين | في ضلوعي يصبح الردى | بالتراب الذي كان أمي: غدا | سوف يأتي فلا تقلقي بالنحيب | عالم الموت حيث السكون الرهيب! | سوف أمضي كما جئت واحسرتاه | سوف أمضي وما زال تحت السماء | مستبدون يستنزفون الدماء | سوف أمضي وتبقى عيون الطغاة | تستمد البريق | من جذى كل بيت حريق | والتماع الحراب | في الصحارى ومن أعين الجائعين | سوف أمضي وتبقى فيا للعذاب! | سوف تحيين بعدي ، وتستمتعين | بالهوى من جديد | سوف أنسى وتنسين إلاّ صدى | من نشيد | في شفاه الضحايا -وإلا الردى . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .