أرشيف الشعر العربي

درّة الأقصى مُحمَّد الدرّة وأبوه جمال الدرّة

درّة الأقصى مُحمَّد الدرّة وأبوه جمال الدرّة

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
ضُـمَّني يـا أبـي إِلَـيْـكَ ! فَإِنـي خائفٌ ! والـرصـاص حـولي شـديدُ
ضُمّني ! و احمـني ! فما زالَ يَنصَـ ـبُّ علينـا رَصَـاصُـهُمْ و يَـزيـدُ
لا أرى في يَـدَيـكَ أَيَّ ســلاح لا ولا في يَدِيْ سـلاحٌ يُــفـيــدُ
كـيف نـلـقـى عـدوّنـا عُـزَّلاً و هْـ ـوَ لديه سـلاحُـه والحشــودُ
ضُـمَّني ! ضُـمَّـني ! ولسْتُ جباناً إنّ عزمي ، كما عـلـمـتَ ، حـديـدُ
أنا من أُمّـة بَـناهـا رسـول اللّـ ـه والوحيُ والكـتـاب المـجـيـدُ
غيـرَ أنّ الهَـوَان رُعْبٌ فَفِـيـه نُـذُرٌ وَ لْــوَلَتْ وفـيـه وَعـيــد
نَـزَع الـذُلُّ عـن مَـحَيّـايَ آما لاً وغابَـتْ مَـعَ الـفَـضـاءِ الـوعودُ
هاهـم المجرمون ! ويحي ! وحوشٌ نَفَـرتْ أم جـحـافِـلٌ وجـنــودُ
أقبـلوا يـا أبي ! و دوّى رصـاصٌ كـلُّ سـاحٍ عـواصـفٌ ورعــودُ

* * *

لا تخفْ يـا بُني! صـبراً! فإن اللّـ ـه يـقْـضي مِنْ أمره مـا يُـريــدُ
وحْدَنـا نحنُ يا بُـنيَّ ! فَـصَـبْراً كـلُّ ركـنٍ نَـرْجُـو حِمـاهُ بَـعـيدُ
كـيفَ جِئـنا هُـنا! و كيفَ حُصِرنا لا أرى مـلجـأً إلـيـه نَــعــودُ
إنّـه الله وحْـدَه مـلـجــأ الخـا ئـف يـأوي إلى حمــاه الشـريـدُ

* * *

عـجـبـاً يا أبي لَـديْـهِمْ سِـلاحٌ فـاتِـكٌ نارُه لظــىً و وَقُـــودُ
جَـرَّدونـا بُـنيَّ منه ! رَمَـوْنــا ثــمَّ دارَتْ بنا لـيـالٍ سُـــودُ
قلـتَ لي يا أبي : مَلايـينُ هُمْ في الـ أرض ، نْحنُ المليـارُ أوقَـد نَـزيدُ
هل يَرانا الأرحام في الأرض ؟ هل هَـ ـبَّ أبيٌّ أو مُـشْـفِـق ،أو نجيدُ
أيـن إخواننـا ؟! وأين بنـو العَمِّ ؟! وأيْـنَ الأَخـوال ؟! أيـن الجدود ُ؟!

* * *

وتوالى الرّصـاص ! و المــوتُ دفّـا قٌ و دوّى نــداؤه المـفـؤودُ
شَدَّهُ خَـلْفَ ظَـهْـرِهِ واستـغـاثـتْ أضلُعٌ أو حـناجِـرٌ أو زُنُـــودُ

* * *

يا أبي ..! يـا .. .. ! وغابَ منه نِداءٌ و طوتهُ عَـنّا فـيـافٍ و بـيـدُ
أسْـكَـتَـتْـهُ رصَـاصَـة ورمـاه في ذراعَـيْ أبـيـه قلـبٌ حـقـودُ
ضمَّـه ضمة المـودّع ! والدمْــعُ لهيـبٌ على الهـوان شَهـيـدُ
أسكتـتْـهُ رصَـاصَـةٌ ثمَّ أُخْــرى وطوى صَـوَتَـه النّديَّ حــدودُ
رجّعَـتْـهُ كـلُّ الـرّوابـي دوِيّــاً وصداه علـى الـزّمـانِ جَـديـدُ
غيـرَ أن الآذانَ صُـمَّـتْ فـأغْـفَـتْ أعْيُنٌ دُونهـا ونـامَـتْ جُهـودُ
ضمّـه ضَـمّـةً إلى الصدْرِ يَسْـ ـكُب فيـها حَـنـانَـه ويجــودُ
الحنـانُ الـندي ! والأمَـلُ الضــا ئـعُ ! تيـهٌ أمـامــه ممــدودُ
كــلُّ سـاحٍ مـع الضجيـج خــلاءٌ كـلُّ دْربٍ أمـامَـهُ مَـسْــدودُ
أفـرغَ الـشـوق َ فـوقَـهُ فَـجَـرتْ بالشَّـوقِ منـهُ دماؤه والـوريـدُ

* * *

وابـلُ مـن رصاصـهم صُـبّ! لكن رَمَق لم يَـزَلْ لـديـه يجـــودُ
مـالَ للخَـلْفِ وارتخـى سـاعِـداهُ وارتخى مِنْـه عزمُه المـشـهـودُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان النحوي) .


المرئيات-١