أرشيف الشعر العربي

رسالة المسجد الأَقصى إلى المسلمين

رسالة المسجد الأَقصى إلى المسلمين

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
أنا المسجدُ الأَقصى ! وهذي المرابعُ بقايا ! وذكرى ! والأَسى والفواجـعُ
لقد كنـتُ بين المؤمنيـن وديـعـةً على الدّهرِ ما هبّوا إِليَّ وسارعـوا
يَضمُّـون أَحـنـاءً عليًّ وأعْيُـنـاً وتحرُسني مِنْهم سيـوفٌ قـواطـعُ
زُحوفٌ مع الأَيامِ موصولـةُ العُـرا فترتجُّ من عزْم الزُّحـوف المرابـع
إِذا أعوزَ القـومَ السـلاحُ تواثُبـوا تجـودُ قُـلـوبٌ بالوفـا وأضالـعُ
وعَـهْـدٌ مـع الله العلـيِّ يـشـدُّهُ يـقـينٌ بـأنَّ الـمـرءَ لله راجِـعُ
وأنّ جِنـانَ الخُـلد بالحقّ تُجْتَلَـى وبالـدَّم تُجْلَى سـاحـةٌ ووقـائِـعُ
مواكبُ نورٍ يملأ الـدهـرَ زحْفُهـا فيُشـرقُ منها غَيْهَـبٌ ومطـالِـعُ
وتَنشُرُ في الدنيـا رسـالـةَ ربِّهـا فَتُصغِيْ لها في الخافِقَين المسامـعُ
وتنشُـرُ أنـداءً وتَسْـكُـبُ وابـلاً فتخضّـرُّ ساحـاتٌ ذَوَتْ وبَـلاقـعُ

* * *

فما بالُ قومي اليوم غابُوا وَغُيِّبـوا وما عادَ في الآفـاقِ منهمْ طلائـعُ
وما بال قومي بدَّلوا ساحَةَ الوغـى فغابَـتْ ميـاديـنٌ لهـم ومصانِـعُ
وما بَالُهمْ تَاهوا عن الدرب،ويَحَهمْ ! فجالـتْ بهم أهـواؤهمْ و المطامـعُ
فغـابَ نـداءٌ ما أجـلَّ عَـطـاءَه تُـردّدُهُ في كـل أفـقٍ مـجـامِـعُ
وكانتْ ميادينُ الشّهـادةِ سـاحَهـم فصـارَ لَهُمْ مـلءَ الدّيـارِ مَرَاتـعُ
وفي كلِّ يـومٍ مَهْرَجَـانٌ يَضُمُّنـي وتَنْدُبُنـي بيـن القصيـد المدامِـعُ
وكانـت دمـاءُ المؤمنـين غنيّـةً تُصَـبُّ وأرواحُ الشهـودِ تـدافِـعُ
فأصبَحْتُ ، يا ويحي ،أَحاديثَ مَجْلسٍ وأدمـعَ بكَّـاءٍ حَوتْـه المضاجِـعُ
وكان يُدوّي في المياديـن جـولـةٌ فصـارَ يُـدوّي بالشعـاراتِ ذائـعُ
وَكمْ كنْتُ أَرجو أن تكون دُموعُهـمْ دِمـاءً تُرَوّى مِن غِناهـا البَـلاقِـعُ

* * *

أَيذْبَحُنـي أهُلي ويَبكـونَ بَعْـدَهـا عليَّ ؟ ! لقد سَاءتْ بذاك الصنائِـعُ
فَكَـمْ تاجـرٍ أَلقـى بِلَحْميَ سِلْعَـةً وقَدْ عَزَّ في الأسواقِ منها البَضائِـعُ
فهـذا يُنـادِي بالتجـارة جَـهْـرَةً وذاك يُـواريـه شِعـارٌ مـخـادِعُ
فغاصُـوا جميعاً بِالوُحُـولِ وَغُيَّبوا بتيـهٍ ودارَتْ بَيْنَ ذاكَ المصَـارعُ

* * *

فما أَنـا جُدْرانٌ تَـدورُ وسَـاحَـهٌ ولكنّـنـي أُفْـقٌ غَـنـيُّ وواسِـعُ
يَـمُـدُّ لِيَ الآفـاقَ وحيُ رسـالـةٍ وحَبْـلٌ متـينٌ للمنـازِلِ جـامِـعُ
رياضٌ يَرِفُّ الطيبُ منهـا وتَغْتَنـي مِنَ الطّيـب سَاحَاتٌ بهـا ومَرَابـعُ
فِمنْ مُهْجَـةِ الإِسْـلام مَكّـةَ خفقتي ومِنْ طيبَةٍ وحيٌ إلى الحـقِّ دافـعُ
ومـن كـلِّ دارٍ مِـنَبـرٌ ومـآذِنٌ بيـوتٌ تـدَوِّي بالنّـداء جَـوامِـعُ
قُلـوبٌ لهـا خفقُ الحيـاةِ وأضْلُـعٌ تجيـشُ وآمـالٌ غَـلَـتْ وَوَدائِـعُ
تظـلُّ عُـروقي بـالحيـاةِ غنيَّـةً إذا اتّصلتْ بين الدّيـار الشـرائِـعُ
وأَيُّ حَـيـاةٍ دونَ ذلك تُـرْتَـجـى إذا انتزَعْتني مِنْ ضُلوعي المطَامِـعُ

* * *

ونادَى مُنـادٍ حَسْبُنَـا كِسـرةٌ هنـا ونَادَى سِـوَاهُ نَرْتَجـي ونُصـانِـعُ
وطافتْ على الدُّنيـا الهـزائمُ كلُّهـا شعـارٌ يُـدَوّي أو ذليـلٌ وضـارعُ
تَشُـدُّ عليَّ اليـوْمَ قبْضَـةُ مُجْـرِمِ وَيَجْتَـالُنـي مَكـرٌ لـهُ وأصـابـعُ
وفي كلّ يوم ، وَيْحَ نَفْسي، مَسَارحٌ تُـدَارُ وأَهْـواءٌ عَـليْهـا تَـنـازَعً
تُدَارُ خيوطُ المكْـر خَلْـفَ ستارهـا ىوتُـعْلَـنُ آمـالُ عَليْهـا لَـوامِـعُ
ويَطْـوِي عَلى هُوْنٍ أسايَ وذِلتـي شِـعَـارٌ يُـدَوّي أو أمـانٍ روائـعُ
تُمزَّقَ أَوصَالـي وتُنْـزَعُ مُهْجتـي ويُطلَـبُ نَصْـرٌ والنُّفوس خَواضِـعُ
يقولون " تحريرٌ " ويُجْرون صَفْقَـةً عَليْهـا شُهودٌ ضِامنـون وبـائـعُ
يقولون " تقريـر المصير " ! وإنّـه لَتدميـرُ آمـالٍ : فَمُعْـطٍ ومـانِـعُ
يفـاوضُ فيه الشـاةَ ذئبٌ وثعلـبٌ وقد مَهَّـدَتْ عَبْـر السنينَ الوقائـعُ
يقولـونَ : أهلُ الدار أدرى بِحالِهـا وأيـن هُمُ ؟ ! إني إلى الله ضـارعُ
وأهليْ ! وما أهلي سوى أُمَّـةٍ لهـا من الله عزمٌ في الميـادين جـامـع
وصـفٌّ يشـدُّ المؤمنين جميعهُـم كأَنَّهُـمُ البُنْيـانُ : عـالٍ ومـانـعُ
إذا لـمْ تَقُمْ في الأرض أمَّـةُ أَحمـدٍ فكلِّ الذي يُرْجَى عَلى السّاحِ ضائـعُ
حنانيكَ يا أَقصَـى ! حنانَيـك كُلَّمـا خَطَـرْتَ وشدَّتنـي إليـكَ النّـوازعُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان النحوي) .

حـب ووفـاء 2

لغـتي الجميلـة

مهرجــان القصيــد (1)

طوفان تسونامي

الجــمــال


مشكاة أسفل ٢