أرشيف الشعر العربي

فـلـق الـصـبـاح

فـلـق الـصـبـاح

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
رَجِّـعْ دَوِيَّـكَ في البطاح ودَمْـدِمِ وانهض لَملْحَمـةِ الجِهَـادِ وأقْـدِمِ
رَجِّعْ نِداءَكَ في الوِهَاد وفي الذُّرَى وبكُلِّ مُنْعَطَـفٍ يَحـنُّ إِلى كَمِـي
واطْرُق بِصَيْحِتِك الفضاء فهاهنـا خَنَقُـوْا النداءَ وأطْبَقُـوا فوقَ الفَمِ
وارْفَعْ نِداءَكَ في السماء يطُفْ على أَفْلاكهـا حُرّاً وَبَـيْـنَ الأنْـجُـمِ
مَنْ ذا يُجيبُكَ والدُّنا قَـدْ سَكَّـرَتْ أسْمَاعَها والدَّارُ قبضةُ مُجْـرِمِ ؟ !
فَارْفَعْـهُ للرَّحمن خَفْقـة مُـوقِـنٍ بـالله لا غِـرٍّ وَ لا مُـتَـوهِّــمِ
وَاْلجَأْ إِليْـه فَلَـم تَـزَلْ أبْـوَابُـهُ مفْتُـوحَـةً للسَّائِـلِ المُتَـوسِّـمِ
المُشْرَعاتُ عَلَى الرُّبى مـا بالُهَـا طُوِيَتْ وما بَـالُ الفتَى لْم يَـحْـزمِ
مَا بالُهُـمْ وَقَفُوا وأضْحى زَحْفُهُـمْ كالـبرق مِنْ أُفقٍ شحِيـحٍ مُظْلِـمِ
هَـلاَّ نَشَـرْتَ الفَجر في جنباتِـه ونشرت مِنْ بَرْقِ العـزائم والـدَّمِ
فانْهضْ ! فَهَاتِيكَ الرُّبى قد فوَّحتْ بالعطْرِ مِنْ عَبق الجِهَـادِ المُلْهِـمِ
أَمجَـادُ تـاريـخ وَوحـيُ نُبُـوة وَجَـلالُ إِسْـراءٍ وَعِـزَّةُ مُسْلِـمِ
وَرَفيقُ آيَاتٍ تمُـوجُ بِسـاحِـهَـا نُـوراً فَيَغْمُـرُ مِنْ رُبىً أو مَعلَـمِ
قُدْسِيَّـةُ الأنـوار يَخشَـعُ عنْدَهـا قَلبي ويطْهرُ مِنْ هَـوىً أو مأْثَـمِ

* * *

يَا رَبْوةَ الأقْصَـى حَنِينُـكِ أدْمُـعٌ وأنينُ صَدْرِكِ مِنْ جَـوىً لَمْ يُكْتَـمِ
تَتَلَفَّتـين ! وأَيْنَ إعصـارُ الفتـى يُنْجيـك مِنْ رَهَقِ الإِسَارِ المُحكَـمِ
تَتَلفَّتِـين ! وَ كُـلُّ يـوم ثــورْةٌ عَصفَتْ وَقَيْدُك في الوغَى لَمْ يُحْطمِ
أيْـن الفَتَـى لله يَـدْفَـعُ خطـوَهُ وثْبـاً كَبَـارقٍ صَارِم أو لَهْـذَمِ ؟!
ويَـدُقُّ أبْـوابَ الجِنَـانِ علَى دَمٍ حُـرِّ وَعهْدٍ في الوَغَـى لَم يُثْلَـمِ

* * *

فانْهَضْ إذا أَوْفَيْتَ خُطـةَ مُؤمـن وصَـدَقْتْ نَهْجَ الفَارِس المُتَرَسِّـمِ
وَتَحفَّـزَتْ كُلُّ الرُّبى ! يَا حُسْنَهـا والغَـارُ فَوقَ جَبِيِنهَـا والمِعْصَـمِ
وازّيَّنَـتْ بالـزّاحفـين كَـأنَّهـم فَلَـقُ الصَّبَاحِ جَـلاَ عَبيرَ العَنْـدَمِ
كُـلُّ المَيَـادِيْـنِ التـي هَيّجْتَهـا هَبَّـاتُ خَـطَّـارٍ ولَهْفْـةُ مُعْلَـمِ

* * *

أمَـلٌ عَلى أجْفَانِنـا وكُـبُـودِنـا وعَلى مُحَيَّـانَـا وَفَـوقَ المبْسـمِ
أمَـلٌ كَأَنَّ الفَجْـر في بسَمَـاتـه ورَفيفُـهُ بَيْن الطُّيـوف الـحُـوَّمِ
وَنَضُـمُّ في أَحْنائِنا شَرَف الهَـوَى والشَّـوْقُ بَيْنَ مُجَنَّـحِ و مُكَـتَّـمٍ
لله مـا تَهْفُـو القُلُـوبُ إلى غَـدٍ زَاهٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان مُـوَسَّـمِ
ومَواكِـبُ الإِيَمان تَجْلو نَصْـرَهَـا لتُعيـدَ لأْلأَةَ الفُـتُـوحِ الـيُـتَّـمِ
وَمَجَـامِـعُ الدُّنيا تُرَدِّدُ حَـوْلهـا الله أكْـبَـر ُ أقبِـلي وَتَقَـدَّمِـي
لا تَنْثَنـي إِلا وفَـتْـحٌ مُـشْـرقٌ وَكَريمُ عِرْضِكِ في الْوَغَى لْم يُكْلَـمِ
دَارُ مَبَـاركـةٌ وسَـاحُ ربـاطهَـا بَابُ الجنَان وآيةُ الشِّوقِ الظَّمِـي
يَا يَـومَ أنْ ثَارَتْ هُناك قَـوَافِـل تَتَـرَى تَشُقُّ منَ العَجَـاج الأَقْتـمِ
ما صَدَّهُـمْ فَقْـرُ العَتاد ولا أسَـى ذاكَ الإِسـارِ ولا فَـدَاحَـةُ مُغْـرَمِ
مَـا صَدَّهُـمْ خَدَرُ القَرِيبِ ولَهْـوُهِ وَهَـوانُ أحْـلامِ الغُـفَـاةِ النُّـوَّمِ
شـدُّوا أكُفَّـهُـمُ كـأنَّ زِنَـادَهـا وقْـدُ العَزيمَة في لَهِيـب مُضْـرَمِ
مَا كَان فِيها لو نظرُتَ سوَى الحَصى قد أرْعَدَتْ في الأُفْقِ إرْعَادَ الكمِـي
وكَأنَّهَـا قَصْفُ المَدافَع ولْـوَلَـتْ ما بَيْنَ أعْراسِ الجِهَـادِ وَمَـأْتِـمِ
وَحَنـاجِـرٍ خَفَقَـتْ كَأَنَّ دَويَّهَـا رَعْـدٌ يُجَلْجِلُ أُو زَئِيـرُ الضِّرْغَـمِ
تركَـتْ قِـلاعَ الغَاصبـين كأنَّهـا تَهْـوي بِمُنْصَدعِ الجِـدَار مُهَـدَّمِ

* * *

أمَـلٌ يُدَاعِبُـهُ الخَيالُ فَهلْ تُـرى صدَقَ الخيَالُ وَجَـدَّ بَعْدَ تَوَهُّـمَ ؟!
أمْ أنّـهُ بَـرْقٌ ! فـيـا لعَـزائـمٍ هبَّـتْ عـلى نهْـجٍ أدقَّ وَأَحْـزمِ

* * *

يَا خُطَّـةَ الإِيَمانِ ! إِنَّ جَـلاءَهـا بَيْنَ النّـزال وبينَ رأْيٍ مُـحْـكَـمِ
شَرَفُ الفَعـالِ يُصَانُ بَيْنَ أسـنَّـةٍ تَجْلُـو عَلَى المَيْدَانِ نَهْجَ المُسْلِـمِ
تَمْضِـي السنُونَ وَكُلُّ يَوْمٍ خِدْعـةٌ بَيْنَ " الحُلُـول " وأَنَّـهُ المتَظَلِّـمِ
وَنَكَـادُ لاَ تَرْضَى هَـوَانَ خديعَـةٍ إِلاَّ طَـوَينَـاهَـا بـحَـلٍّ أشْـأَم
يَا أُمَّـةَ الإِسـلاَمِ دَرْبُـكِ مُقْفـرٌ مـا بَيْنَ أوهَـامٍ تَدُورُ و مَزْعَـمِ
فَدُرُوبُهـا شَـوْكٌ أَشَـدُّ عليك مِنْ خَرْط القَتَـادِ ومِنْ مَـذاَق العَلْقَـمِ
شَـرَكُ المُسَاومَة التي تَـرْجينهـا شَـرَكُ يَمُـدُّ إِليـك نَـابَ الأرْقـم
هَـلاَّ أفَقْـتِ عَلى المَيَاديـن التي تَهْدي إِلى وَضَح السّبِيِـل الأقْـوَمِ
حَقُّ الشُعُوبِ يَنَالُـه خَطْفُ القَنَـا والـرَّأيُ رأيُ المُؤمِـنِ المتَقَـدِّم
فرِدي حِيَاضَ المَوْتَ حَتى تُوهَـبي عِـزَّ الحَيَاةِ وأقْدِمـي لا تُحْجِمـي

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان النحوي) .


المرئيات-١