أرشيف الشعر العربي

لآلــئ الشِّعــر

لآلــئ الشِّعــر

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
يَقولُ : تَـرْتَجِلُ الأَشْعَـار تُنْشِدُهـا وَزْنـاً وَقَافِيـةٍ قَـيْـداً وإِعـسـارا
دَعِ القْـوافـيَ والأَوْزَانَ ! إِنَّ بِهَـا رَجْـعَ التُّـراثِ وأَغـلالاً وأَوضـارا
ودَعْ بَلاغَـةَ أَجْـدَادٍ وقَـدْ غَبَـروا واتْبَعْ هواكَ ومَا قَدْ شاءَ واخْـتـارا
و " اغْسلْ " كَلامَك أو "طهّره" إِنّ به مِنْ السِّنين، مِنَ التّاريخ ، وإِغبارا
واتْركْ قَواعِـدَهمْ واهْـدِمْ دَعـائِهُمْ واجعل " حديثك " بينَ الناس أَسرارا
واجْعَلْ مِنَ الشّعرِ ألغازاً تـدورُ بِهِمْ لا يَفْقَهُ القومُ مـا قَـدْ قِيـلَ أو دارا
حُـرّاً يُعِيـدُ أَساطيـرَ الخَيـالِ بِـهِ ويَنتَشي بِـضَلالٍ حَـيْثُمـا سَـارا
يَهيمُ في كلِّ وادٍ مِـنْ ضـلالَـتِـه مَعَ الشياطـينِ إِقْـبَـالاً وإِدْبَـارا
كُـلُّ القَـدِيم قَدِيـمٌ لا يُـبَـالِ بِـهِ وجَـدِّدِ اليـوم أَهْـوَاءً وأَفْـكـارا
ومَزِّقِ "الشَّكلَ" لَيْسَ "الشَّكْلُ" ذا صِلَةٍ بالدِّينِ ! أَنْشِبْ بهِ ناباً وأَظفَـاراً
كلُّ الشياطين جَالَـتْ في مَنَـازِلِـهِ تُغْري وتُطلِقُ أَعـوانـاً وأَنْـصَـارا
فَكَمْ جَذَبْنَـا بأَلْـوانِ الخِـدَاع فَتـىً هَــوَى يُـرَدِّدُ أعـذاراً وإِعْـذارا
فَقُلْتُ : وَيْحَكَ ما قَـدْ قُلْـتَ إِنَّ بِـهِ مِنْ فِتْنَـةِ الشَّـرِّ أو مِنْ وقْـدِه نارا
الشِّعْـرُ حُـرُّ بِـأَوْزَانٍ وقَـافِـيـةٍ مـلءَ المَيَاديـنِ دفَّـاقـاً وزَخَّـاراً
إذا تَجَـرَّدَ مِنْها غـابَ في ظُـلُـمٍ بَيْنَ المَجَـاهِـل إِجْـدابـاً وإِقْفـارا
كَـأَنَّـهُ هَـذَرٌ لـمُ يُبْـقِ آصِـرَةٍ لَهُ مَعَ الشِّعْـرِ لا صَحْبـاً ولا جَـارا
لَـمَ يَتْرُكُوا نَسَباً للشِّعْـرِ أَو رحِمـاً يَاوَيْـلَ مَنْ قطَّعَ الأرْحـام أَو جَـارا
لاّلـئُ الـشِّعْـرِ أَوْزانٌ وقـافِـيـةٌ تَشِـعُّ مِنْ وَهَـجِ الإِبْـداعَ أَنْـوارا
الشِّعْـرُ فَنُّ وآلافُ السِّنـين بَنَـتْ لآلـئَ الوزنِ أو صَاغَـتْ لَه الغَـارا
لِسَانُـهُ لُـغـةُ الـقُـرْآنِ آيَتُهـا إِعْـجـازُه دَارَ إِجْـلالاً وإِكْـبـارا
وَعَبْقَـرِيُّ عَطاءِ الشعْـرِ قَافِـيـةٌ تَجْـري مَعَ " البَحْر " إِنشاداً وإِبْحارا
الشِّعْرُ فنُّ إّذا مـا قُلْتُـه انتفَضَـتْ مِنْكَ الجَوارح تَحْنَـانـاً وَتَـذْكَـارا
في صُورةٍ جَمَعَتْ أَلْوانَهـا فَزَهـتْ وحـرّكَتْ من بَدِيع اللَّحْـنِ أوتـارا
وخفقَـةٍ عَبْقـرِيُّ الفَـنِّ يُطلِقُهـا رَوائِعـاً مِنْ غَنِيِّ الشعْـر أَبْـكـارا
كَأَنْهـا اسْتَلْهَمَـتْ مِنْ كُـلِّ قَافِيـةٍ لَحْـنـاً تموحُ به الأَشْعَـارُ أَشْعـارا
وعطّـرَتْ بالقـوافـي كـلَّ رَابِيَـةٍ وزيَّنَتْ بالقـوافي السَّـاح والـدَّارا
وأَطْلَقَـتْ في سَماء الشِّعْر أَنْجُمَهَـا لآلِئـاً وعَـلـى الآفـاقِ أقْـمـارا
كَأنّمـا اتَّسَعَـتْ للشِّعْر سَـاحَـتُـه فَكَانَ بَحْراً وهِاجَ الـبَحْـرُ إِعْصـارا
لا يرْكَبَنَّ غَبَابَ البَحْـرْ غيـرُ فتـىً جَلْدٍ تمـرَّس إِقـلاعـاً وإِبـحـارا
يَخُوضُـهُ كُلُّ ذي عَزمٍ ومـوهِبَـةٍ ويَنْثَي العَـاجِـزُ المضطـرُّ إِدْبـارا
يَغُـوصُ يَطْلُـبُ مِنْ أَعْماقِـه دُرَراً ويَعْتَلي ظَـهْـرَهُ جُـوْداً وإصْـدارا
هذي " البُحورُ "بُحُورُ الشِّعْرِ ، واهِبَةٌ للصَّادقـين عُـلاً يَزهـو وأَعْمـارا
وإِنّ فِيها لأَصْدافـاً تُصَـانُ بِـهـاَ لآلِـئُ الـشِّعْـرِ أوْزانـا وَأقْــدَارا
الشعْرُ بَابَانِ : بَـابٌ منْ أَبـالِسَـةٍ يُوحُـون بالشَعْـر آثـامـاً وأَوزَاَرا
وزُخْرُفاً لم تَـزَلْ تَرْضَـاه أَفْـئـدَةٌ تَلقَى به النَّـارَ أو تَلْقـى به العـارا
وشاعَـرٌ من هُدى الرَّحْمنِ خَفْقَتُـه مَعْنى ولفظـاً وأشْـواقـاً وإيثـارا
يَطُـوفُ في الكوْنِ يَلقَى مِنْ عَجائبه آيـاً تُـفَتِّـح للأَلْـبَـابِ أَسْـفـارا
يهتـزُّ من شَوْقِهِ للحقِّ ، يَخْشَعُ في جَلاَلِه رَهَـبـاً يَـغْـشَـى وأَذكَـارا
ويُطلِـقُ الشِّعْـرَ أَنـداءً مضمّخـة كالـرّوضِ تلقاهُ أَنـواراً وأَثْـمـارا
يَفيضُ فِيه الجَنى في ظِـلِّ وارِفـةٍ تُفجِّـرُ الماء يَنبُـوعـاً وَ أَنْـهَـارا
هذا هو الشّعْرُ !شِعْرُ المُؤمنين جَرَى يَرْوي مَعَ الدَّهْـر أَمثـالاً وأَخْبـارا
كَأنَّـه يَهَـبُ الأَحْـداثَ خَفْقَتـهـا يَجْـرِي فَيَمْـلأُ أَسْماَعَـا وأَبصـاراً
حتَّى إِذا سَمِـعَ الأَشعـارَ أُطْـلِقُهـا رَوْضـاً تـفـتَّـح أوْراداً وأَزْهـارا
فعادَ عن غَيِّـه وارتَـدَّ من عَجَـبٍ يُرَجّـع الشّعـرِ إِعْجـابـاً وإِكْبـاراً
يَقُـولُ هذا هُو الشّعْـرُ الحَلالُ جَرَى عِطراً يَمُـوجُ وسِحْـراً بَيْنَـهُ دارا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان النحوي) .


ساهم - قرآن ٢