أرشيف الشعر العربي

صِـدْقُ الوَفَـاءِ

صِـدْقُ الوَفَـاءِ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
مـا كان لِله مِنْ وُدٍّ ومِـنْ صِلَـةٍ يَظلُّ في زَحْمَةِ الأَيَّـامِ مَوْصُـولا
يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفـاءِ بِـه يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمـولا
كأنّـه الزّهَـرُ الفـوَّاحُ روضتُـه هذي الحَياةُ يَمُـدُّ العُمْـر تجميـلا
ما أَجْملَ العُمـرَ في بِرّ الوفاءِ وما أَحْلـى أَمانيـه تقديـراً وتفعيـلا
وما يكـون لِغَيْـر الله لا عَجَـبٌ إِذا تَـغَـيَّـرَ تقطيعـاً وتبْـديـلا
لا يُفسِد الودّ مِثْلُ الظـنِّ يَفْتَحُ مِنْ شَـرٍّ ولا يَرْتضي للخَيْـر تَعْليـلا
يَظَلُّ يُغلِقُ أَبوابَ الرضـا غضبـاً جَهْـلاً وينشُـر إِفساداً وتَضْليـلا
تُبْنَى المودَّةُ مِنْ جُهْدِ السّنينَ رضاً ويَهْـدِمُ الظـنُّ ما نَبْنِيه تَعْجِيـلا
وتُشْرِقُ النَّفسُ من نُور الهُدى أَملاً حقّاً ويمْلؤُهُا ظـنُّ الهـوى قَيـلا
يَظلُّ بالظنِّ صَدْرُ المرءِ مُضطربـاً " بالقيل والقال " تَحْويراً و تأوِيـلا
يَجْلو التَّبَيُّنُ ما في الصَّدرِ من رِيَبٍ ويحفـظُ الـودَّ مَجْلوّاً ومـأمـولا
يَبْني التُّقى النُّصحَ بين الناس نَهْجَ وَفَا ويَحْسب الظنُّ نهجَ النصح تجهيلا
يظَلُّ بِالنُّصْحِ حَبْلُ الـوُدِّ مُتَّصِـلاً بِـراً وصَفْواً وإحسانـاً وتنْوِيـلا
كمْ مَزّق الظنُّ مَنْ قَدْ كَانَ يجمعهم صدقُ الهُدى ووفـاءً كان مبـذولاً
حَالتْ بِهِمْ صُورُ الأيّـام واخْتلفَـتْ بِهِـمْ ليـالٍ وعاد الحبْل مَبْتُـولا
وكيـف يَصْـدقُ ظَنٌ دُونَ بَيِّنَـةٍ تردُّ من شُبْهـةٍ ،تَنْفي الأقَـاويـلا
هذا هـو الدِّيـن والإِيمـانُ بَيَّنَـهُ لنـا الكتـابُ بياناً ليس مجهـولاً
فأيْنَ ، ويْحيَ ، أنْداءُ الظِّلال وقَـدْ سَرَى النَّسيمُ بها بُشرى وتهْليـلا
تُلقي النَّميمـةُ أَلـوانَ الفسادِ وقـد تُخْفي الحقيقةَ تزويـراً وتهويـلاً
تُزَيِّنَ الشرَّ بين الناسِ ! تَقْطَعُ مـن وشائـجٍ ! تَقْتُـل الإنسانَ تقتيـلاَ
مـا بين غِيْبـةِ مُغْتـابٍ وفِرْيَتِـهِ تفـرّقَ الناسُ تشتيتـاً وتضليـلا
تمزَّقـت رِحـمٌ مَوْصُـولـةٌ بِهِـمِ فَبَـاتَ لحْمُهُـمُ مَيْتـاً ومـأكـولا
نُعْمى مِن الله !حُسْنُ الظنّ بابُ تُقىً يُدني الحقيقْـة أو يَنْفي الأباطيـلا
وإِنَّه الصِّـدقُ يَجْلـو كُلَّ خَافيـةٍ ويُنْزِلُ الحقَّ في الأَحْنـاءِ تَنْزيـلا
صدقٌ ونُصْحٌ وصَفْوٌ في النفوس بَدَا عَزْمـاً يَظَـلُّ مَعَ الإيمانِ مَبْـذولا
لا يَربْطُ النَّاسَ في الإسلام غَيْر عُرى عَهْـدٍ توثَّـقَ تكريمـاً وتفضيـلا
عَهْدٍ مع الله شَدَّتهُ النّفـوسُ تُقىً جيلاً يَمُدُّ على حَبْل الوفـا جيـلا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان النحوي) .

المسجد الأقصى

مهرجــان القصيــد (1)

الجــمــال

لغـتي الجميلـة

حـب ووفـاء


مشكاة أسفل ٢