نشيد أول: |
(لو تعلمين كم أتألمُ عندما تكون الكلمات ثياباً لا تليق الثياب بظلك |
تعتقدون أني ألعب… تظنون أني أكذبْ أنتم لا ترون ما يخبئ قلبي)(*) |
من آي نافذةٍ مهمله |
من آي وقتٍ ولجت… هذا الفضَاء العتيق |
هادئةً هكذا كيمامه |
رائعة كتراتيل فيروزَ… كجدول يرتوي في السحر |
هو… ذا.. عالمي الفوضوي… فادخلي |
أيا سحابةَ جذلي بللت شفتي وأنا أحتضر |
أدخلي كأحلام الشتاء… كالمطر الخجولِ |
لا أحد يسألُ النبياتِ العذارى |
عن بطاقات السفرْ |
* * * |
هل كنت تعرفين أنك منذورةٌ… لي… |
في الغيابْ |
حين كنتُ أطوِّفُ تلك التضاريس البعيدة |
حين أغوتني النساءُ بلغة الجذبِ والمعصية |
حين توضأتُ بالرجس في معبدٍ للأفاعي |
وحين أفقتُ من سكري |
كان النزيفُ ضياعاً |
ثم أعلنتُ إليكِ |
رحيلاً يطولْ |
(*) هذا التضمين(()) من ملحمة مجنون ألزا لأراجون. |
* * * |
السماء الثالثة |
(السماء الثالثة على صورة مملكة |
أسمها الزهرةُ… فيها المرآة ملكْ |
والرعية موكولةُ بالفرح) |
* * * |
حين بدأتُ أتهجى طقوسكِ الأولى |
غادرتني أعواميَ المنهكَة |
لدي بابكِ المنحوتِ |
من فرح مطهمٍ بالشموخ |
ترددتُ طويلاً |
أكلُ أعوامِكِ من العصافير |
وكل هذا الغناء… |
من السدرةِ الرابعه…؟ |
فمن أين…؟ |
وكيف تدخلُ هذي المدائنُ في هودجٍ مستباحْ…؟! |
تسامقْتِ كسنديانةٍ في الشتاء.. |
وأنا أرتقي ذاك المدارْ |
أريدُ غفوةً في براح الدوالي |
و ها أنتِ تُنشرينَ ظفائرَكِ |
على النافذه |
ويصدحُ خطوكِ في نبضِ الحروف |
وأنا ولدٌ يشتعلْ |
إلى أين تفرُ خصلةٌ حمقاءُ.؟ |
أمَا تعبتْ يداكِ… |
من نَزقِ الانسياب. |
* * * |
(كل يقظة مثل آخر |
هي أن أراك |
كأني من جديد أوقِّع هدنتي) |
في كل صباحٍ أخرج من غيبوبةِ الرؤيا |
تستيقظينَ كسولةً.. |
كامرأةٍ ألغت مواعيدها مع الكحل |
تطلُ من نافذةِ سمائها الرابعه… تنادي: |
(أيها الولد عد إلى وطنك) |
يبعثُني اللهُ فتياً |
وينفخُ في جسدي دِفئاً أنيق |
قدرٌ مذهلٌ هذا الذي يُخرجُ العاشقَ حياً… |
من المنفي |
ويقذِفه إلى ملكوتٍ مبجل |
سأعطيكِ الآنَ… |
سأعطيكِ… معزوفتي ثم أرحلْ |
لقد آن لقيثارتي في الحضرةِ أن تَصمِتَ… الآن |
وكفي… |
*** |
*** |
نشيد ثاني: |
(أن أكون هسهسة النار |
ذاك الذي كان كاعترافِ |
أو صلاة الريح في شعرك.. المتماوج) |
* * * |
كان صيفاً معتوهاً يتجوَّلُ في ظفائرها |
كألهٍ بدائي… |
ظَلِّ الدروبَ في ظلمةِ الأزمنة |
حطِّ على سنديانةٍ تعرتْ في مَرايا الفصولْ |
هذا ملاذٌ لا يشبهُ رغبةَ الأرضِ والطينِ |
هنا يلتقي العاشقُ… |
والمطرْ |
*** |
*** |
نشيد ثالث: |
(أنتِ في قميص المساءِ الطويل يا حبي… |
يا امرأتي كما تنزل الشعلة من المشاعل على الأرض |
حبي لها… من كل لغةٍ… لها زنار محلول) |
* * * |
في غبشِ الندى في بذرة الخلقِ |
منذُ المدى الأخضرِ |
كل الأحلامِ المكنونةِ في حُلمِ الكونِ و… |
كل العصورِ البدائية |
كانت ريشةً في أصابعي |
رأيتُ صورتَك على بوابةِ الكلمات |
حين فآجاني النصُّ |
الآن أُعلنُكِ؟ امرأةً؟ على ممالكِ العشبِ |
تُسرحُ شعرَكِ؟ ألزا؟ ترتبُ فوضى الظفائر |
وترتبُ المائدةْ… |
* * * |
جئتِ إلى مُدني من زاويةٍ مهملة |
طوقتكِ الحروفُ وابتدأ الرقصُ |
وحين أسقُطُ بذرةً عادتْ إلى المبتدا |
لك ما في هذي المدائن المقفلة |
من سندسِ المجدِ وأباريق الغناءْ |
إني رسمتُكِ قبل إنطفائي على جبهاتِ النساءْ |
رسمتُكِ في المداراتِ وفي مفكرة الفصولْ |
رسمتُكِ مطراً أبيضَ عندها كان المطرْ |
رسمتُكِ ليلكاً على الشرفاتِ فكان ربيعَ العيونْ |
رسمتُكِ قبلةً على صفحاتِ ذنوبي المثقلةْ |
على وشوشاتِ طلوع البذارْ |
*** |
*** |
نشيد رابع: |
(يا ليلاً منيراً ونهاراً معتماً |
وغائبةً عني بين ذراعي |
ولا شيء آخر يبقى فيَّ… ألا ما تمتمت به اللذة منك… |
تجعلُ الحياةَ قصيرة) |
* * * |
لكِ أسماءٌ كثيرةْ… |
في البساتين وفي تضاريس الضجَّة الصامتة |
لكِ أسماءٌ كثيرةٌ تنزُ باللذة المنتقاهْ |
أحملُ أسماءكِ كلها في جرابِ القلبِ طالعةً كالسنابلْ |
ما تبقى… باطنٌ… جوهرٌ سرهُ لا يذاعْ |
الآن… هل لي أن أترجِمَ اسمَكِ في النشيدْ |
لا عاشق قبلي ولا آخر بعدي يلقاك بالعرس البهيج |
لا أعرف لغة المفردات المشبوقة اللاهثة |
أحيانا... تكونين الفراشة الملكة |
أو كل الفراشات تتشكل كالمظلة |
تغيبين في رونقٍ للحضورِ المجنح |
وحدي أراكِ في محفلٍ من زنابقْ |
أيتها النبية المطهرة بالسحر والتماءم الوثنية |
أنا الولدُ... حارسُ المعبد والسدرةِ الرابعة |
في يدي شعلة الراهب العاشقِ |
وهذا النصُّ بدايةٌ للصلاةِ مثابةٌ للهصيلْ |
* * * |
(لا أستطيع أن أحبك أبدأ |
لطول ما أحبك) |
* * * |
كل يومٍ يأتي جوادُك يركضُ في حديقة اللأمنتهى |
وفي الصباحات المطيرةِ بالسحبِ |
أحتمي بالسنديانةِ... الباسمة |
تلوحين بمناديل من العشب وكبرياء المهرة الخجلي |
فأين أخفيت خرائط العشقِ... |
و هذي الوسائد أنكرت كل سؤالْ؟ |
* * * |
دخلتِ من نوافذي المهملة |
ستبوحُ لك منكِ خطوةٌ هاربة |
عندها يبدأ العزفُ ينسابُ خارج الصمتِ |
غيبوتي تحملُ النصَ إلى حيث يلتقي |
جوهرَ المستحيل |
وحدكِ في ملكوت أحلامي... سجينة |
ووحدي في يقظة العزفِ واقفٌ منذُ زمنْ |
بين الجديلةِ والجبينْ |