حزن كنعان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هي كف يافا أشعلت شطآنه | في ذروة من نورها و وجيبها شدت علاها | في ظلام صاغه الشيطان | من قتلى الحضارة | راكضين الى جحيم اشعلوه مسومين بعارهم | ومن الجنود الواقفين على المنابع | ممعنين | ومانعين | وصاعدين على ركام من جرائم | لا تكفُّ | فلا يجف من الدماء سوى الدماء على الدماء | هو شاعر ما مات | أبصر ليله يذوي فأشعل صبحه | شدته يافا | من مزاج الخيل | لم تسأله مذا يفعل الشعراء عند الفجر | ماذا يفعل الغرباء في ليل شديد الهول | ماذا يفعل الإنسان | ولا وطن | ولا منفى | ولا رأس | ولا بأس | ولا شمع | ولا اشلاء | هي كف مانحة | فماذا يفعل الإنسان ولا نفس | ولا روح تصان | ولا يد تعطي خيار الكف | لا تغني | ولا يغني كفاف العزة البيضاء | هي كف يافا | من بقايا مرمر | وعناد حور | والتقاء عراقة عظمى من الأنهار والأجساد | فجرها لنا كنعان | واستلقى على ظهر البسيطة | مرجئاً بوابة الأحزان | وفواكه النسيان | لدموع يافيين | ما اقترفوا من الآثام غير جمالهم | شدتهم الدنيا على ظهر الرحيل ولم يزل | فيهم بياض ضارب في الضوء | ولا سكر | ولا ثمل | نجوم من كروم من خليل | من حنايا النور | في الأجساد | والبور | والأرواح | والكلمات | والفعل المضارع | والثبات | وحدَّةٌ | من أبيض التاريخ حتى الزرقة الخضراء | متأرجحين | على ضفاف | من غيوم | من تمور | من نخيل | من منافٍ لا تغربهم ولا تحنو على اطفالهم | عند المفارز | عند شارات المرور | وفي بهيم الليل والأضواء ناعسة | وشاعلة هي الأصداء | هي كف يافا | لا تزال بعيدة | وقريبة مني الوعود | إلا البنت | ياالله | هذي البنت لا تدري لماذا | لا ينام الليل في عيني | لا يصحو بها فجر | ولا عند الضحى | تمشى الهويني | في العيون نؤومة | وتعيد اشجاري لي الرزقاء | هي كف يافا | لا تكف عن العطاء اذا تجهمت السماء | هي التمام لنقص ايام الصحاري | واكتمال القادرين على العطاء | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد جبر الحربي) .