موقف الرمال موقف الجناس..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ضمني، | ثم أوقفني في الرمال | ودعاني: | بميم وحاء وميم ودال | واستوى ساطعاً في يقيني | وقال: | أنت والنخلُ فرعانِ | أنت افترعت بنات النوى | ورفعت النواقيس | هن اعترفن بسر النوى | وعرفن النواميس | فاكهة الفقراءِ | وفاكهة الشعراءِ | تساقيتما بالخليطين: | خمراً بريئاً وسحراً حلالُ | أنت والنخل صنوانِ | هذا الذي تدعيه النياشينُ | ذاك الذي تشتهيه البساتينُ | هذا الذي | دَخَلت إلى أفلاكه العذراء | ذاك الذي | خلدت إلى أكفاله العذراء | هذا الذي في الخريف احتمالُ | وذاك الذي في الربيع اكتمال | أنت والنخل طفلان | واحد يتردد بين الفصول | وثان يردد بين الفصول: | أصادق الشوارع | والرمل والمزارع | أصادق النخيل | أصادق المدينة | والبحر والسفينة | والشاطىء الجميل | أصادق البلابل | والمنزل المقابل | والعزف والهديل | أصادق الحجارة | والساحة المنارة | والموسم الطويل | أنت والنخل طفلان | طفل قضى شاهداً في الرجال | وطفل مضى شاهراً للجمال | أنت والنخل سيان | قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ | وهن يداك | وصرتَ سماكاً على سمكهن | وهن سمَاك | وهن شهدن أفول الثريَّا | وأنت رأيت بزوغ الهلال | تسري الدماء من العذوق | إلى العروق | وتنتشي لغة البروق: | أي بحر تجيد؟ | أي حبر تريد؟ | سيدي لم يعد سيدي | ويدي لم تعد بيدي | قال: | أنت بعيد كماء السماء | قلتُ: | إني قريب كقطر الندى | المدى والمدائنُ | قفر وفقرُ | والجنى والجنائنُ | صبر وصبرُ | وعروسُ السفائنِ | ليلٌ وبحرُ | ومدادُ الخزائنِ | شطرٌ وسطرُ | قالَ: | يا أيها النخلُ | يغتابك الشجر الهزيل | ويذمُّك الوتد الذليل | وتظلُّ تسمو في فضاء الله | ذا ثمرٍ خرافي | وذا صبر جميل | قال: | يا أيها النخلُ | هل ترثي زمانك | أم مكانك | أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك | حين استبد بك الهوى | فشققت بين القريتين عصاك | وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة | والأهلة حول وجهك مستهلةُ | والقصائد في يديك مصائدُ | والليل بحر للهواجس والنهارُ | قصيدة لا تنتمي إلا لباريها | وباري الناي | يا طاعنا في النأي | اسلم، | إذا عثرت خطاك | واسلم، | إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك | وما خطاك؟! | إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ | فلا أراك | إلا شميماً من أراك. | |