أغني . . |
لـهذا الر ذاذ الذي ضمخ القلب هذا السماء |
إيه أوراس * يا مطرا ينعش الغرباء |
الطريق طويل . . طويل . . |
و هـا أنت بحر الزخم ! ! |
متعب أن نسافر في الصمت قال |
وجدير بناء أن نجاهد فينا الألم ! |
خذ يدي إليك |
وافترش زندي المتوهج . . خذني إليك |
إنني شاعر مثلك الآن يا عاشقي |
فالتحفني ونم ! |
نصطفي نحن لون الغمام |
نصطفي نحن كل الألم |
تصطفينا الجراح التي أبدا تلتئم |
وسوى الله والعاشقين |
الوجود عدم . . |
* * * |
آه يا بن السبيل |
للتي ضيع العمر نافذة في الفؤاد |
وبوابة للحلم . . |
فانصهر في ضلوعي طويلا طويلا |
وفي قمة الانصهار ابتسم ! ! |
دم العاشقين دمي . . |
ودم الشهداء دمي . . |
ولا عاصم اليوم للعاشقين سواي |
فالتحف بـي ونـم . . |
* * * |
مرّ من ها هنا شاعر |
كان يحمل في كفه "دقلة النور" ** |
قيل: استراح قليلا على جرحه ما التأم ! ! |
وحين أفاق رأته سماه |
رآها بكـى . . بكى التمر |
لاحت كنخلته . .الحنين |
كم أحس بوخز الحنين |
لهذا اللقاء الذي لم يتم ! ! |
هل لـهذي الدموع رؤى ؟ ! |
ربـما . . |
ردنـي للطريق التي ضيعتني أنا عـاشق |
وفي مقلتي الندى والحلم |
أبحث الآن عنها . . |
وعن وطـن ضاع مني |
ولا بد للحزن أن يحتوينا |
ولابد أن يعترينا السأم . . |
لكي نلتقي . . ولكي ننسجم ! ! |
* * * |
شاعر كان يحمل حزن القبيلة في قلبه |
وعيون الألم . . |
يزرع الشوق في الطرقات وفي الخلجات النغم |
متعبا كان |
مثل السماء التي أمطرته أسى |
وكان . . . . |
السماء تبين لعاشقها |
يشعر القلب أن المسافات موغلة في البعاد |
وأن التنكر للصمت صار الملاذ الأخير |
فليبح لي الفؤاد الأصمْ |
كل هذي الفجاج ارتوت من دمي |
كل هذي الأكفّ رمتني |
هم انتهزوا وقفتي في البلاط وحيدا |
لكي يصلبوني . . |
ربما هو ذا الهذيان الذي أرّق العاشقين |
فارفعوا عن سمائي القلم |
ودعونا (ننام معا) فمًا يستحم بفم . . |
* * * |
من سنين نمت في فؤادي أنا نخلة |
تعشق الكبر كانت ككل القمم . . |
لم أر وجهها . . |
كان حلما صغيرا . . ومن يومها لم انم ! ! |
كنت أعشقها حتى موتي |
وأعشقها، ثم أعشقها كالألم . . |
والتقينا معا . . |
لحظة لليقين الذي ضيع العمر |
آمنت يا وجهها بالهوى . . |
ولكنني بعد لم أستقم ! ! |
* * * |
كم سنينا مضت ؟ ! |
قبل يوم وبعض من اليوم |
هل ممكن خلق كل السماوات في لحظة |
واجتياز بحار السأم ؟ ! |
السؤال الذي حير الناس في الطرقات |
وفي العمق مدّ الزخم |
أنـا وحبـيـبـي أنـا |
رحلتان لهذا الأبد . . |
موجتان . . ولا بحر غير الكبد . . |
سافري . . |
قمة الجرح والبوح أنت |
ادخلي مملكات فؤادي التي لم يطأها أحد . . |
سافري في دمي . . |
ربما قدر أن نموت معا ذات يوم |
وفي عمقها حزن هذا البلد . . |
مؤمن بـك |
والله يشهد أنـا معا عاشقان |
وهو أنـا أحد . . وهو أنـا أحد ! ! |
فاذكري . . |
دمعتان لحبي أنـا |
وردتان وبيت من الشعر أو من ضنى |
أتراني أحب النساء جميعا |
بعينيك يـا فـاتنة ! ! |
إيـه يـا "بـاتنة" *** |
أنت يـا هذه الدرة الفاتنة |
متعب أن أحبك |
إنـي أحبك حدّ العياء وحد الغضب |
فاصلبيني طويلا طويلا |
ولا تسأليني السبب . . |
إيـه يـا بـاتنة .. |
من زمان يحاصرني الحلم . . |
يتبعني في المحطات، في جامعات البلد . . |
باحثا عن هوى . . عن يد تشرئب إلـي . . |
أحمل الله واسم صفية وشما بقلبي |
وأبحر، أبحر حتى الأبد . . |
وهـا أنـا في حضنك الآن |
يـا أمّ أوراس . . فاحتضني تعبي المستجد . . |
* * * |
( الظلال التي غادرته هناك . . |
سكنته هنا |
الظلال وما بعد أحلامه . . موسم للضنى ) |
ذلك قلبي أنـا ! ! |
وأنـا وحبيبي أنـا سورتان |
وكل الذي يشغل الناس في الطرقات |
موسم للكلام الذي ضيع الوطنا |
الكلام الذي ضيع الزرع والضرع والممكنا |
وحبيبي أنـا |
كل ما يحتفظ القلب من أرضه |
سوسنه، وحنين لفصل جديد |
تموت هناك . . وتعود هنا . . |
وأنا وحبيبي أنـا . . غيمة تعبر الوطنا . . |
وحبيبي أنـا . . |
كان من ضيع الزمنا . . |
كان من ضيع السفنا .. |
يقرأ الله من قلبه، يقرأ الناس من قلبه |
وحبيبي أنـا |
كان يحمل هذي البلاد على قلبه |
كنت أحمله الوطنا . . |
* * * |
هي ذي لحظة العرى يا آخر الملكات |
هي ذي أجمل الأغنيات |
فافتحي الصدر لـي |
خبئي العمر فيه رؤى |
وامنحيني القليل من الصمت والصبروالكلمات . . |
خبئيني قليلا..لكي أدخل القلب فتحا جديدا |
وكي لا أحبك كالأخريات . . |
* * * |
يحاصرني وجهك الآن |
كل الدروب ملغمة بالحنين إليك |
وتنتابني لحظة للتجلّي . . |
يفجرني شوقي الآن |
كل القصائد، كل الشوارع تنزف مثلي |
وتشتاق مرحلة للرحيل الطويل . . |
متعب أن نسافر دون انتماء |
يظللنا حزن يلدتنا والنخيل . . |
وها أنت في أول الدرب تعتنقين التوزع |
مثلي |
وعيناك أرجوْحتان لهذا الربيع الذي سوف |
يـأتـي |
تراه سيأتي ! ! |
وها أنت سيدتي ملكونت انتمائي |
وفصل التجلي . . |
فلو تسمحين |
قليلا من الصمت – إني أصلّي ! ! |
احبك يا وردة هي كل جمال النساء وأحلى |
هي النبض حين يصلى لها القلب وصلا |
أحبك كم ذا أحبك |
عز هوانا و جلاّ ! ! |
* * * |
نحن حين نحبّ |
نرى الله فينا يقينا بـأنا |
وإن ضيعتنا صنوف القضاء |
نلتقي في الوداع |
نلتقي في الضياع . . |
نلتقي في النسيم الربيعيّ، |
في الشفق المغربيّ وفي رقصات الشعاع . . |
نلتقي حبّ أوراس يجمعنا |
نلتقي قدر المستطاع . . |
* * * |
فؤادي أنـا |
بحر من يعشقون الخطايـا |
ومن يبدعون الخطايـا . . |
فمزق ستاره يا حبّها . . وحطّم جميع المرايا |
لتحملني الآن صدقا إليها . . . |
وتزرعني في الحنايـا . . . |
النخيل بأوراس يا غربتي |
ظمئ للظمأ ْ . . |
كل هذه البلاد جنان سبأ |
وحدنا العاشقان هنا |
وحدنا الضائعان هنا |
وكلانا صبأ ْ ! ! |
فيا نخلة الغرباء ويا خيمة الغرباء |
خبئيني قليلا . . لكي اسكر الآن منك |
وأحلم أحلم انك في العمق أنت البقاء |
آخر القول يا نخلتي |
عرف هذه المدينة لا يرحم الغرباء |
وعزاء الغريب هنا |
دمعتان وأوراس والشهداء . . |
هوامش : |
* أوراس : الجبل الذي انطلقت منه الثورة الجزائرية وهو رمزها الوطني |
** دقلة النور : أجود أنواع التمر في الجزائر وفي العالم |
*** باتنة : مدينة في الشرق الجزائري على بعد 300 كلم من العاصمة |