أربعاء الفرجة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذلك الأربعاء | الوحيد الذي مرّ متشحاً بسواد الغيوم | والوحيد الذي لم يدع ما يدلُّ عليه | سوى شجر ذابل | وسماء ملبَّدة بانكساراتها | وطيور تحوم... | ذلك الأربعاء | تقدّمنا نحو آخر فصل من الحرب | آخر ضوء على الدرب | قبل انكفاء الحياة | وقبل انطفاء توهجها في النجوم!! | ..... | ذاك أني ابتليت بها | فتورّطت في حبها | حين شبّت غوايتها في دمي الملتهب | على أقحوان اللقاء | تهدّج أمل الأنوثة مستسلما لابتهاج أساريره | إذ رآني انحنيت | وقد أسكرتني أغاني العنب | فاجأتني بقامتها | وبطلعتها الساحلية ذبتُ | إلى أن تدفقت في بحرها المضطرب | كيف لي يا إلهي | وقد غمرتني شساعتها أن أقاوم تلك الفتن | ذاك أني ابتليت بها, واتّبعت هواي | فلم تكفني طيبة القلب | لم تكفني نيّتي لأمرّ على كلّ تلك المحن! | وما كان لي غير أن أتقدم في الحرب حتى نهايتها | علني سأضرّسُ أنيابها بدمي الممتحن | تبارك هذا الذي يتماوج بيني | وبين الحبيبة تحت سماء الوطن!! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالكريم قذيفة) .