أعددت ُ مائدتي وهيأت ُ الكؤوس |
متى يجي ء |
الزائر المجهول ُ ؟ |
أوقدت ُ القناديل َالصغار |
ببقية ِ الزيت المضيء ِ |
فهل يطول ُ الانتظار ؟ |
أنا في انتظار سفينة الاشباح ِ تحدوها الرياحْ |
في آخر الساعات قبل توقف الزمن الأخير |
في أعمق الساعات ِ صمتا ً : |
حين ينكسر ُ الصباح ْ |
كالنصل فوق الماء حين يخاف طير أن يطير ْ |
في ظلمة الرؤيا |
سأركب موجة الرعب الكبير ْ |
وأغيب في بحر من الظلمات ِ ليس له حدود ْ |
أنا في انتظار الزائر الآتي |
يجيء بلا خطى |
ويدقّ دقته ُ على بابي .. ويدخل ُ في برود ْ |
أنا في انتظار الغامض ِ الموعود تحماه الرعود ْ |
والريح |
ُيوشك ُ أن يحل الوقت ُ |
والأفق الطويل |
خال ٍ وليس هناك ظل سفينة ٍ |
يبدو الوجود ْ |
كالقوس مشدودا ولكن |
لاعلامة َللرحيل ْ. |
سقطت فنارات العوالم ِ دون صوت ٍ والرياح ْ |
هي بعدُ سيدة الفراغ وكل متجه ٍ مباح . |
وتغيرت طرق الكواكب ِ فوق خارطة ِ السماء |
الآن تكذب ألف بوصلة ٍ تشير الى الفناء |
وعلى مسار الوهم ترسم خطها القلق َ القصير ْ |
مامن مغامرة |
هو التيه المجرد في العراءْ |
أتذكّر الموتى |
ولون دموعهم في الزمهرير |
( ولعلهم كانوا جميعا قبل ذلك أبرياء ) |
لم يهلكوا جوعا ولا عطشا وإن كانوا ظماء ْ |
ماتوا بداء الوهم ِ |
ليس لطائر البحر الجميل ْ |
شكل ٌ وقد |
لاينزف ُ الدم من قتيل ْ |
أتذكّر ُ المدن الخفية في البحار |
أتذكّر الأموات |
والسفن َ الغريقة والكنوز ْ |
وسبائك َ الذهب المصفى والعيون اللامعات ْ |
وجدائل َ الشعر ِ الجميلة ِ في القرار |
منثورة َ |
وأصابع الأيدي المحطمة النحيلة ْ |
مفتوحة لا تمسك الامواج |
في الطرق الظليلة ْ |
في القاع تنتثر النياشين المدوّرة الصقيلة ْ |
وتقر ّ أسلحة القراصنة ِ الكبار ْ |
ياطالما أسريت ُ عبر الليل ِ أحفر في القرار ْ |
طبقات ِ ذاك الموت ، |
أتبعت ُ الدفائن في السكون ْ |
أستنطق الموتى أرى ماكان ثم وما يكون ْ |
وأشم رائحة السكون الكامل الأقصى |
أريدْ |
أن لا أمثـّل من جديد ْ |
آلام تجربة العصور ْ |
أن لا أُقطّع بالتوتر ، أو أسمّر بالحضور ْ |
أبصرت آدم في تعاسته ِ ورافقت الجيوش ْ |
في أضخم الغزوات ِ نئت ُ بحمل آلاف النعوش ْ |
غنيت آلاف المواسم ِ |
همت ُ في أرض الجمال ْ |
ووصلت ُ أطراف المحال ْ |
ورأيت كيف تدمّر ُ المدن المهيبة في الخفاء ْ |
شاهدت مايكفي وكنت الشاهد الحي ّ الوحيد ْ |
في ألف مجزة ٍ بلا ذكرى |
وقفتُ مع المساءْ |
أتأمل الشمس التي تحمرّ كان اليوم عيد ْ |
ومكبرات الصوت ِ قالت : كل انسان ٍ هنا هو مجرم ٌ |
حتى يقام على براءته الدليل ْ |
وسمعت أبواق الغزاة تضج ّ |
في الليل الطويل ْ |
ورأيت ُ كيف تشوّه الأرواح ُ جيلا بعد جيل ْ |
وفزعت ُ من لمعان مرآتي : لعلّي كالمسوخ ْ |
مسخ ٌ تقنّعه ُ الظلال ْ |
وعجبت منها دمعة ً في القلب ِ تأبى أن تسيل ْ |
والدمع مهما رق ّ هل يكفي لمرثية ِ الجمال ؟ |
الوقت أدرك رعشة ًفي الريح ِ |
تعكسها الصخور ْ |
الوقت ُ أدرك موجة تنداح ُ من أقصى الدهور ْ |
الوقت ُ أدرك لست وحدي |
يعرف القلب ُ الجسور ْ |
أن الرؤى تمّت وأن الأفق يوشك ُ أن يدور ْ |
أنا في انتظار اللحظة العظمى |
سينغلق المدارْ |
والساعة السوداء سوف تُشلّ تجمد في الجدار ْ |
أنا في انتظار |
والساعة السوداء تنبض نبض إيقاع ٍ بعيد ْ |
رقّاصها متأرجح ٌ |
قلِق ٌ يميل الى اليمين ْ |
الى اليسار ِ |
الى اليمين ِ |
الى اليسار ِ |
الى اليسارْ . |