أرشيف الشعر العربي

خليليَّ هل من رقدة أستعيرها

خليليَّ هل من رقدة أستعيرها

مدة قراءة القصيدة : 5 دقائق .
خليليَّ هل من رقدة أستعيرها لعلي بأحلام الكرى أستزيرها
ولو علمت بالطيف عاقته دوننا لقد بخلت جهلاً بما لا يضيرها
إذا انتقبت أعشى النواظر وجهها ضياءً وإشراقاً فكيف سفورها
فما ضرّها رفعُ الستور وإنما يردّك عنها نورها لا سُتورها
ليهن مروطَ الخسرواني إنهُ يباشر منها بالحرير حريرها
هلالية الانساب والبعد والسنا فلسنا بغير الوهم يوماً نزورها
يحفُّ بها في الظّعن من سر عامرٍ بدورُ دجى ً هالاتهنَّ خدورها
إذا زينَ الحليُ النساء فإنه تزيّنهُ أجيادها ونحورها
وإنّ بقلبي نحوهنَّ لغلَّة ٌ يقوّم معوجَّ الضلوعِ زفيرها
نزلن بروض الحزن فابتسمت به ثغور أقاحٍ والعيونُ ثغورها
وفتّح ذيلُ الطل أجفان زهرهِ فلاحظنا زرقُ العيون وحورها
فهل عند غصن البانة اللّدن أنه تناسبهُ أجيادها وخصورها
أيا من لعينٍ لا يغيضُ معينها ورمضاء قلبٍ ما يخفُّ هجيرها
إذا خطرت من ذكر علوة خطرة ٌ على كبدي كاد النوى يستطيرها
وأطلب منها ردَّ نفس بكفّها وهل ردّ نفساً قبلها مستعيرها
وأهوى تداني أرضها لا لبغية ولكنَّقلبي حيث سارت أسيرها
فطمتُ فطام الفِلو نفسي عن الصبى فريعت له ثم استمر مريرها
وسرتُ ولليل الأحم شبيبة على كل أفق والصباحُ نثيرها
بفضلة مرقال أمون كأنها يناط على بعض الأهلَّة كورها
تبارى فتبري كلّ حرف كأنما على سية ٍ من نبع قوس جديرها
يخيل لي أن الفيافي مصاحف ودامي آثار المطيّ عشورها
هداهنّ في الظّلماء من دولة الهدى ودولة طيّ شمسها ومنيرها
كتبنا على أعناقها وخدودها حرام إلى غير الأمير مسيرها
نقيسُ عطاياه وليس مواهبٌ تقايس هذا الدّر إلا نحورها
له منطق ينبيك عن بأسه كما يدلُّ على بأس الأسود زئيرها
فللبيض والجدوى بطونُ بنانه معاً ولتقبيل الملوك ظهورها
ولو أن تقبيلاً محا الكفّ لانمحت براجم كفّيه وبان دثورها
تقرّ لهُ بالسبق طيٌّ وإنهُ ليسبق أجواد الرجال حسيرها
فأشرفُ أعضاء الرجال قلوبها وأشرفها إن قبَّلتهُ ثغورها
يقلّدها طوقَ العطايا فإن نبت عن الشكر عاد الطوق غلاً يديرها
ويصغر كلّ الناس في جنب طيئٍ ويصغر في جنب الأمير كبيرها
إلا إن وجه المجد طيٌّ وعينهُ كرامُ حنينٍ والمفرّج نورها
وقد كان أولاها يطول بحاتمٍ كما بأبي الذواد طال أخيرها
فلو قيس أهل الأرض دع عنك حاتماً بخنصره أربى عليهم قصيرها
فإن كنت مرتاباً بقولي فهذه مواهبُ كفّيه فأين نظيرها
ألا إن للعلياء والمجد كتبة تلوحُ على وجه الأمير سطورها
ولا دولة ٌ إلا ويهتزّ تاجها ويرتج من شوق إليه سريرها
وتختال أعوادُ المنابر باسمه فيرقص تيهاً بالوقور وقورها
وللعربِ العرباء منهُ معاقلٌ تُطلُّ على الشّعرى العبور قصورها
شرائفها زرقُ الأسنة والقنا دعائمها والضرب والطّعن سورُها
بعزّ أبي الذواد عزَّ ذليلها وذلت أعاديها وسُدّت ثغورها
إذا قيل في الهيجاء هذا مفّرج فأنجب فرسان العداة فريرها
تفرّ الأعادي باسمهِ قبل جسمهِ وهمهمة ُ الأسد الضواري زئيرها
يزينُ دمُ الأبطال أكتافَ درعه كما زان أثوابَ العروس عبيرُها
ويفري بيمناه الكليل من الظُبى ويزداد طولاً في يديه قصيرها
كذا الليث يفري كل ظُفر بكفه وتنبو بكفٍّ من سواه ظفورها
وما ذكرُ الأسياف إلا كغيره إذا لم يؤيّد بالذكور ذكورها
يخوضُ به زرق الأسنة سابق على مثلهِ خوض الوغى وعبورها
شمالٌ اذا ولّى جنوبٌ إذا أتى وإن يعترض فهو الصِّبا ودبورها
يرضّ الحصى منهُ حوام كأنما مناسرُ أفواه النّسور نُسورها
لقد ضاع أمرُ لا يكون يديره وأنساب مجد لا يظلُّ يعيرها
وخابت جيوشٌ لا تكونُ أميرها لدى الروع أو يؤتى إليك أمورها
فإنك ما أنسلت إلا أجادلاً تخطّف بازاتِ الملوك صقورها
قعدت بمرصاد لكلّ فضيلة ٍ فلا رتبة ٌ إلا إليك مصيرها
وكيف يفوت المجدُ أبلجَ أروع شموس العلى في أصله وبدورها
أبى عزُّ طيٍّ أن تقبّل منّة لغيرك أو تحدى لغيرك غيرها
فهم مثل أشبال الضّراغم لم تكن لتطعمَ إلا ما يصيدُ كبيرها
لكل امرئٍ منهم من المجد رُتبة ٌ على قدرٍ أو خطة يستديرها
فيلقاك بالجود الجنيِّ غنيّها ويلقاك بالوجه الطليق فقيرها
تفيضُ على العلات ماء جنابها وماءَ أياديها على من يزورها
تباشرُ بالأضياف حتى كأنما أتاها مع الضيف المنيخ بشيرها
إذا ضاق صدرُ المجتدي وفناؤهُ فقد رَحُبت ساحاتها وصدروها
هي الأسد لكن يأمن الغدرَ جارها ولا يأمن الآسادَ من يستجيرها
تنافس في عزّ المعالي كأنها عقائلُ لكنّ العطايا مهورُها
وأحييتَ بالآلاء أموات طيئٍ بذكرك من قبل النشور نشورها
أرى المجد إنساناً وقحطان قلبه وسوداؤهُ طيٌّ وأنت ضميُرها

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (علي بن محمد التهامي) .

طرقت خيالاً بعد طول صدودها

إيهاً أبا حسنٍ حللتَ من العلى

ظفر الأسى بمتيَّمٍ لم يظفرِ

حازكِ البينُ حين أصبحت بدراً

أبان لنا من دره يوم ودّعا


روائع الشيخ عبدالكريم خضير