أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ | ودون ارتشاف الرّيق من ثغرها ثغرُ |
أناة ٌ براها الله اكمل صورة | فأردفت الأرداف واختصر الخصر |
ويقصر ليلي ماألمت لأنها | صباح وهل يبقى الدجى وهي الفجر |
مرى البين جفنيها على الخدِّ فالتقى | بأدمعها والمبسم الدرُّ والدَّرُ |
وقالوا تسلوا عن لذيذ رضابها | فقلتُ وهل حلت لشاربها الخمرُ |
ألم تعلمي أنّ العناء هو الغنى | وأن ابتذال التِّبر في حقها بتر |
إذا كان ترحالي بنية ِ آيبٍ | فباطنهُ وصلٌ وظاهره هجر |
ذريني أهب للمجد شرخ شبيبتي | فإن لم أبادرها استبدَّ بها العمر |
فلم أرَ هذا العمر إلا مسافة ً | إذا مرّ يومٌ مرّ من ذرعها فترُ |
فسلنيَ بالدنيا فقلبي صحيفة ٌ | على ظهرها من كلِّ نائبة ٍ سطرُ |
أوسّع صدري كلَّ يوم بزفرة ٍ | على أنه وسعٌيضيق لهُ الصدر |
أكلف أقلامي تبلّغني المنى | وقد عجزت عنها الردينية ُ السُّمر |
وإن لم تنل بالبيض تخضبُها الدما | فأهون بأقلامٍ يخضِّبها الحبرُ |
إذا فات من أربى على العشر رمحه | لقاها فقد فاتت فتى ً رمحهُ شبر |
سأنفي الأذى عني وشيكاً بفتية ٍ | طعانهمُ نظمٌ وضربهم نثر |
وبيداء لولا أنها هي مجهل | لشبهتها في الوسع صدرك يا بشرُ |
قطعتُ بملء الغرضتين وصارمٍ | كعزمك من ماء الفرند به أثر |
لقد جمع الرحمنُ فيك محاسناً | بأيسرها يُستعبدُ العبد والحرُّ |
يكفِّرُني قومٌ بشكري صنيعة | إليّ وكفر المنعمين هو الفقرُ |
ينوطُ نجادي رأيه وحسامهِ | بصدر كمثل البرّ أو دونهُ البر |
ويحلمُ عن ذي الجهل حتى كأنه | وحاشاه من فرط الوقارِ به وقرُ |
ومن يعتصم منه بعصمة ٍ خدمة ٍ | يحد عنه شيئان المذلَّة ُ والفقرُ |
وما تنجحُ الأقلامُ إلا بكفِّه | ومخلبُ غير الليث في كفّه ظفر |
سهامٌ إذا ما راشها ببنانهِ | أصيب بها قلبُ البلاغة والنحرُ |
وإن سحبَ القرطاس من وقعها به | تجلت وجوه الخطب والخطب الغر |
تخبر عما في القلوبِ كأنما | سوادُ سويداوائهن لها حبر |
ويا عجباً للدّست كيف جفافهُ | وفي كلِّ عقدٍ من أنامله نهر |
ولا عجبٌ أن يلفظ الدرَّ قائلاً | وهل عجب أن يلفظ الدُّرر البحر |
ويغشى ولا يُغشى بنور جبينهِ | عجيبٌ وهل يُغشى بأنواره البدر |
رعاك الذي استرعاك أمرَ عباده | وحيّاك من أحياك يا أيها الحَبر |
فداؤك مقبوض اليدين عن الندى | إذا جادَ كان الديكَ بيضتهُ وترُ |
إذا كان أولادُ الزّمان بوجههم | عبوس فبشر في أسرَّتهِ بشرُ |