ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا هل لعهد العامريّة جاحدُ | وعنديَ من صدق المودة شاهدُ |
حكى لك عني أنني متبغّض | فلا تسمعي ما قال فيَّ الحواسد |
فوالله ما الإعراض عنك ملالة ً | أأسطيع إعراضاً وشوقيَ زائد |
ولكنْ حذاراً من وشاة ٍ عيونهم | علينا وإن أبدت هجوداً رواصد |
أناديك من شوق إليك وصبوة | وما بين دارينا مدى متباعدُ |
وكم سرتُ في طرق السّلو فلم أجد | سبيلاً وضاقت في هواك المقاصد |
وكم طلبت عيناي في الناس ماجداً | كريماً فناداني الندى ليس ماجدُ |
سوى من عليه الحمدُ وقفٌ وعنده | بلوغُ المنى إن جاء يرجوه قاصد |
أبا الفضل عبد الله يابن محمدٍ | على وجهه للمكرماتِ شواهد |
لهُ في سماء الفخر من طيب أصله | وإحسانه في المعتفين مشاهد |
كريم على أبوابه النُّجح ثابتٌ | إذا مرّ عنها وافدٌ جاء وافد |
وما خيّب الدهر الخؤون لطالبٍ | ولاذَ بها إلا أتتهُ الفوائد |
عليها ازدحام للعفاة وحولها | على كلّ فترٍ للعفاة موارد |
لئن نام عن جدوى أبي الفضل طالبٌ | فما جوده عما يحاولُ راقد |
تكادُ تناجيه بأعذب منطقٍ | على الخلق من حسن الفعال المحامد |
ومن لم يكن يعطى الخلود فإنه | بحمد الورى في الدّهر لو مات خالد |
عوائدهُ ألا يخيّب سائلاً | فيا حبّذا في الناس هذي العوائد |
أبا الفضل إن الشعر عندك نافقٌ | وعند الذي سامى علّوك كاسد |
إذا ضلت القصَّاد عن حوض ماجد | يكونُ لها من مكرماتك راشد |
وإن عدلَ المحرومُ عنك فإنه | إذا حالفَ الإقبال نحوك عائد |
أرى الغيثَ مفقوداً من الدهر برهة ً | وجودك باقٍ مالهُ الدَّهر فاقد |
يزيد على فيض البحار انسكابهُ | وعدّتها سبعٌ وإنك واحدُ |
ولو مات هذا الجودُ يا ابن محمدٍ | فأنت له دون البريّة والد |
ترفعتَ عن مدحِ الأنام جلالة | فسارت بشرّ الحمد عنك القصائد |
فنجمك في برجِ السّعادة بالغ | ومجدك في أعلى المنازلِ صاعد |
نفوسُ الورى تهواك يا ابن محمدٍ | فما لك في إحسانِ كفّك حاسد |
إذا رُمتُ أن أُثني عليك بصالح | فما ليَ في خلق الإله معاند |
وإن رمتُ أن أُ ثني عليك بغيره | فماليَ في كلّ الأنام مساعد |
فدم سالماً يا ابن المنيع مجدّداً | فلا طرقتكَ الحادثاتُ الشدائد |