ألمتْ ودوني من تهامة بيدها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألمتْ ودوني من تهامة بيدها | وعهدي بها عني كثير صدودها |
يمانية ٌ للبدر شبّه وجهها | وللظّبي منها مقلتاها وجيدُها |
سرت تستزيد الودَّ بيني وبينها | وهل ليَ ودّ غيرها فأزيدها |
ألمت وصحبي بين شعب رَمت بهم | ولي هممٌ في رفعة ٍ أستزيدها |
وقد علقوا أنضاءنا برؤوسهم | ولو خليت كان الكلالُ قيودها |
وساعدها في النوم بيضٌ أوانس | قصار الخطى سود السوالف غيدها |
تضّوع منهن العبيرُ كأنما | أتتك بفأر المسك غبّاً برودُها |
أغضُّ من الرود الجنيّ خدودها | وأرشق من غصن الرياض قدودها |
فكم من يدٍ أولينني فجحدتها | وشكر أيادي الغانيات جحودها |
سل الله تهويم الكرى ليس غيره | لعل الكرى يوماً إليك يعيدها |
أيا حبذا أرضُ العراق وحبذا | تهائمها من أجله ونجودها |
على أنهم بانوا وبين جوانحي | هوى مثل لذع النار شب وقودها |
ولم أنسها يوم النوى وقد التقى | جمانان جاري دمعها وعقودها |
لها مبسمٌ تحكي المساويك إنه | بعيد الكرى عذبُ الثنايا برودها |
فدع ذكر سعدى إن فيك بقية ً | ألا إنما يبغي المها من يصيدها |
أترضى بعيش المقترين وهذه | أناملُ نور الدولة انهلّ جودها |
دعا جودُ ذي العزّين هوجاءَ لم تزل | من اليمن الأقصى نداهُ يقودها |
فجاءته مكتوباً على حُرِّ وجهها | حرامٌ إلى غير الأمير وخيدها |
سليل ملوك من ذؤابة عامرٍ | ترجّى عطاياها ويخشى وعيدها |
تخرُّ لهُ الأملاك في الأرض سجّداً | وقلّ لهُ تعفيرها وسجودها |
إذا ما ابتدا يوماً بنعمى أعادها | ويا رُبّ مبدي نعمة ٍ لا يعيدها |
يحنُّ إلى أسمائهِ كلُّ منبر | فلو يستطيع اهتزّ واخضر عودها |
يدافع عن أحسابهابنوالهِ | ويحملُ عن أسيافها ما يؤودها |
ويردي أعاديها بكلّ كتيبة ٍ | يرد عيونَ الناظرين حديدُها |
هو البحر إلا أنهُ طاب وردهُ | وكم من بحار لا يطيبُ ورودها |
رأيت الورى لو زار آل مسيّب | لقاسمه درَّ الرَّضاع وليدها |
تقرّ عقيلٌ بل نزارٌ بفضلهم | ولو أنكرتْ يوماً أقرّتْ جلودها |
ملوك أضافت ما اجتبت بسيوفها | وزادت على ما أورثتها جدودها |
يلوحُ ضياء الملك فوق جباهها | إذا خفقت راياتها وبنودها |
فلو كان جودُ المرء يخلدُ ربه | لدام على رغمِ العدوِّ خلودها |
غيوثٌ ولكن قطرها المال والندى | ليوثٌ ولكنَّ الملوك صيودها |
لقد بلغت كعب مناها وربُّها | يتمُّ لها نعماءها ويزيدها |
ودانَ لهُ شرقُ البلاد وغربها | وذلَّ لهُ شمسُ الملوك وصيدها |
فكم صعدت خطابها كلّ منبر | ولولاكم والله قلّ صعودها |
أتى العيد فاسلم ألفَ عام بمثله | فأنت لأبناء المظالم عيدها |
إذا ما حللتَ الأرض غابت نحوسها | وأقبل من كلّ الجهات سعودها |
وكيف يحلِّ الجدبُ أرضاً تحلها | وكفُّك غيثٌ لا يزال يجودها |
فكم ليلة سرنا إليك سوارياً | سواءٌ عليها ميلها وبريدها |
ومالت ركاب القوم بالنوم فالتقت | مناكبُ أبناء السُّرى وخدودها |
وغنى مغنّينا بمدحك مثل ما | عوى بشرورى آخر الليل سيدها |
وقد وعدتني النفس عندك بالغنى | فأخلق بها أن لا تخيب وعودُها |
ولولاك ما جبنا الفلاة ولا انطوى | لأنضائنا طيّ الرداء بعيدها |
سأكسوك من مدحي على النأي حلة | يدوم على مرّ الجديد جديدها |