طرقت خيالاً بعد طول صدودها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طرقت خيالاً بعد طول صدودها | وفرتْ اليك السجن ليلة عيدها |
أنّى اهتدت لا التيهُ منشؤها ولا | سفحُ المقطم من مجرّ برودها |
في ليلة ليلاء ألزم فضلها | بيضَ الليالي أن تدين لسودها |
حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها | خالاً وخالاً زينة لخدودها |
أسرتْ إليه من وراء تهامة ٍ | وجفاه داني الدرِّ غيرُ بعيدها |
مستوطناً دارَ البنود وقلبهُ | للرعب يخفق مثلَ خفق بنودها |
دارٌ تحط بها المنونُ شباكها | فتروحُ والمنجاب حلّ صيودها |
فتعثرت بعرى الأداهم فالتقى | جرسان جرسُ حليها وحديدها |
قيد وسلسلة وأدهمُ مصمتٌ | محنُ الكرام عظيمة ٌ كصفودها |
وتأوهت عن زفرة لو صادفت | حجراً جرى ماءً لفرطِ وقودها |
وأصاب درُّ الدمع لؤلؤ ثغرها | ثم استفاض قبلَّ درّ عقودها |
فعففتُ ثم ولو هممتُ بضمّها | منعتْ من استقصائه بنهودها |
ما صحَّ من تلف الحياة ضجيعها | لكن ألاح وصحّ من تنكيدها |
بثّ الفضائل خلفه وأمامه | ففناءُ مهجته كمثل خلودها |
كالشمس تودع في الكواكب نورها | فتنوبُ للسارين عن مفقودها |
محنٌ قد احتشدتْ وقلبٌ واثقٌ | بالله والزيديّ في تبديدها |
بفؤاد أسرتها ودرّة تاجها | وسوادِ ناظرها وبيتِ قصيدها |
بأغرَّ يحسده أفاضلُ عصره | قدرُ الفضيلة ِ مثل قدرِ حسودها |
حاشا من اعتمدت عليه دولة ٌ | من أن يضيق بفكّ بعض عبيدها |
ولربَّ مصطنع يداً تقليدهُ | صدرَ الحسام أخفُّ من تقليدها |
وأراه لا يرضى بفعل صنيعة ٍ | حتى يتابعها كفاءَ حدودها |
صلة ُ اللهيف هي الصلاة ُ بعينها | وتمامها بركوعها وسجودها |
والله لو ضمن الرُّقاد حميته | عيني فما اكتحلت بطيبِ هجودها |
ونظمتُ أجفانَ العلى لجبينها | نظماً وأسفلها إزاء خدودها |
وصفدتُ نفسي بالوفاء وضيقه | إن الوفاء لمن أشدَّ قيودها |
ولقيتُ نعمتهُ بأحسن خلة | تلقى بها النعماءُ عند ورودها |
حزتُ العلاء إفادة ً وولادة | فأعنت طارفَ رتبة ٍ بتليدها |
إن المآثرَ كالخضاب نصولها | عجّل إذا لم تسعَ في تجديدها |
نفسُ الشريف كحلّة ٍ موشية ٍ | فإذا تناهت طرزت بجديدها |
وإذا اعتبرت فروعهُ بأصوله | أيقنت أنّ دخانهُ من عودها |
ومحاسن الأشياء في تركيبها | طوقُ الحمامة ِ خلقة في جيدها |
وفضائلُ الإنسان تتبع أصلهُ | قطع الصّوارم تابعٌ لحديدها |
أدنى بنيها من ولادة خامل | لا ينسلُ الأشبالَ غير أسودها |
تفديك طائفة ٌ إذا ما فوخرت | فزعتْ إلى أجداثها ولحودها |
لغوٌ كحرف زيدَ لا معنى لهُ | أو واو عمروٍ فقدها كوجودها |
وأعدتَ ما بدتْ جدودك من على ً | سبحان مبديها بكمُ ومعيدها |
يا ابن الأئمة من قريش دعوة ً | نظمت دعاويها بسلك شهودها |
دلّتْ عليك فأجزأت عن غيرها | يغني اشتهارُ الحال عن تحديدها |
إن كان أولادُ الوصيّ كواكباً | فاعلم بأنك أنت سعدُ سعودها |
نقلتْ فضائلهم إليك كأنها | زرجونة ٌ نقلت إلى عنقودها |
أنضيع نفساً أنت من تامورها | وصميمها كالجزء من توحيدها |
جعلتكَ واسطة إلى منجاتها | وأباك واسطة ً إلى معبودها |
لا أبخل الأيام بخلاً بعد ذا | حسبي بأنك نفحة ٌ من جودها |