قولا له هل دارَ في حوبائهِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قولا له هل دارَ في حوبائهِ | أن القلوبَ تُحومُ حولَ خبائهِ |
رئم إذا رفعَالستائرَ بيننا | أعشاني اللألاءُ دون روائهِ |
نمَّ الضياءُ عليه في غسقِ الدُّجى | حتى كأن الحسن من رقبائه |
أهدى لنا في النوم نجداً كلّهُ | ببدوره وغصونهِ وظبائهِ |
وسفرنَ في جنح الدجى فتشابهتْ | في الليل أنجمُ أرضه وسمائهِ |
وجلا جبيناً واضحاً كالبدر في | تدويره وبعاده وضيائه |
حتى إذا حطَّ الصّباح لثامه | ومضى الظلامُ يجرُّ فضلَ ردائه |
و الزهرَ كالحدق النّواعسِ خامرت | نوماً وما بلغتْ إلى استقصائه |
حيّا بكأس رضابه فرددتها | نفسي فداءُ رضابهِ وإبائه |
ورأى فتى ً لم يبق غيرُ غرامه | وكلامه وعظامه وذمائه |
قلبي فداؤك وهو قلبٌ لم يزلْ | يذكي شهابَ الشوق في أثنائه |
جاورتهُ شرَّ الجوارِ وزرته | لما حللت فناءه بفنائه |
احرق سوى قلبي ودعه فإنني | أخشى عليك وأنت في سوادئه |
فمتى أجازي من هويتُ بهجره | وصدوده والقلب من شفعائه |
ما أبصرتْ عيناي شيئاً مونقاً | إلا ووجهك قائمٌ بإزائه |
إني لأعجب من جبينك كيف لا | يطفي لهيبَ الوجنتين بمائه |
لا يطمعنّك نورُ كوكب عامر | فوراء قرب سناه بعدُ سنائه |
حتى سيوف رجاله وهي القضا | أشوى جراحاً من عيون نسائه |
لله عزمٌ من وراء تهامة ٍ | نادى فثرتَ ملبّياً لندائه |
حتى ظفرتَ من المظفر بالمنى | عفواً وتهتَ على الزمان التائه |
بمهذّبٍ لولا صفيحة ُ وجهه | لجرى على الخدين ماء حيائه |
لا خلقَ أعظمُ منهُ عندي منة ً | إلا زمان جاد لي بلقائه |
ينبيكَ رونقُ وجهه عن بشره | و السيفُ يعرف عتقهُ من مائه |
سمح الخليقة والخلائق وجههُ | بشرٌ يبشّرُ وفدهُ بعطائه |
زان الرئاسة وهي زينٌ للورى | فازداد رونقُ وجهها بعلائه |
كالدّر يحسنُ وحده وبهاؤه | في لبّة الحسناء ضعفُ بهائهِ |
ما زالَ يطرد ماله بنواله | حتى حسبنا المالَ من أعدائه |
يبني مآثره ويهدمُ مالهُ | و المجدُ ثالثُ هدمه وبنائه |
وترى العلاءَ يحفّهُ بيمينهِ | وشماله وأمامه وورائه |
وترى له حلماً أصمَّ ونائلاً | ندساً يجيب الوعد قبل دعائه |
من للكرام بأنْ ترى أبواعهم | كذراعه ومديحهم كهجائه |
هيهاتَ يشركهُ الورى في مجده | أبداً وإن شركوه في أسمائه |
حلوُ الثناءِ ممدّحٌ يلهيك عن | حسن الثنايا الغرّ حسنُ ثنائه |
نطقَ العداة بفضله لظهوره | كرهاً وقد حرصوا على إخفائه |
لما تزايد في العلوِّ تواضعاً | لله زاد الله في إعلائه |
يسقي الفتى الصادي إلى معروفه | بالريّ ماءَ حبابه وحبائه |
إن حلّ حلّ الجودُ في أفنائه | أو سار سار النصرُ تحت لوائه |
بعساكر من جنده وعساكر | من بأسه وعساكر من رايه |
يخفي النوالَ بجهده فيذيعهُ | وإماتة المعروف من إحيائه |
سلبتْ خلائقهُ الرياضَ أريجها | والماءَ طيبَ مذاقه وصفائه |
أعدى أنابيبَ اليراع بفهمه | ونفاذه فمضين مثل مضائه |
إن المخالبَ في يديْ ليث الشّرى | تمضي وتنبو في يمين سوائه |
يرضي الكتيبة والكتابة والندى | بفعاله ومقاله وسخائه |
يجلو الخطابة والخطوبَ بكفّه | قلمٌ يرجى الرزقُ في أثنائه |
وكتيبة قرأتْ كتاباً منك فان | فضّت كما فضّتْ ختام سحائه |
لما تأمّلَ ما حواهُ كميُّها | رقصتْ بناتُ الرعب في أحشائه |
وكأنَّ أسطرهَ خميسُ عرمرم | وهلالَ رايتهِ استدارة ُ رائه |
كذب المبخل للزمان وأنت من | جدوى أناملهِ ومن إهدائه |
زان البلادَ وأهلها بك فاستوى ال | أموات والأحياءُ في آلائه |
أم الزمانُ وإن أساء ملامتي | أألوم دهراً أنت من أبنائه |