أمنْ تذكرِ أهلِ البانِ والبانِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أمنْ تذكرِ أهلِ البانِ والبانِ | أمْ منْ تبدلِ جيرانٍ بجيرانِ |
جعلتَ دمعكَ وقفاً في محاجرهِ | يفيضُ في الخدِّ هتاناً بهتانِ |
حالي كحالكَ أشتاقُ النسيمَ فلوْ | هبَّ النسيمُ لحياني وأحياني |
إني إذا غردَ القمريُّ في سحرٍ | بذي الأراكة ِ أسهاني وألهاني |
و كلما لاحَ برقُ الغورِ مبتسماً | في الغورِ حركَ أشجاني وأشجاني |
وقفتُ في الحيِّ بعدَ الظاعنينَ فلنْ | أرى سوى الوحشِ أو آثارَ غزلان |
يا دمنة ً حلها البلوى فعوضها | عصماً وعفراً بقضبانٍ وكثبانِ |
و طالما كنتَ مصطافى ومرتبعي | و حيثُ مألفُ إخواني وخلاني |
فكمْ أحنُّ حنبنَ الثاكلاتِ على | نجدٍ وتنجدني بالدمعِ أجفاني |
لا والذي نصبَ الأجبالَ راسية ً | فردَ البقاءِ وكلُّ غيرهُ فاني |
ما طالَ ليلي وليلي في الغويرِ ولا | أوهى فؤادي هوى نعمٍ ونعمانِ |
إلا شغفتُ بخيرِ الخلقِ منْ مضرٍ | مولى الفريقين قحطانٍ وعدنانِ |
هداية ِ اللهِ في الدنيا وخيرتهِ | منْ خلقهِ فهو هادي كلَّ حيرانِ |
واللهِ ما حملتْ أنثى ولا وضعتْ | كمثلِ أحمدَ منْ قاصٍ ولا داني |
مهذبٌ شرفَ اللهُ الوجودَ بهِ | وخصهُ بدلالاتٍ وبرهانِ |
في أمة ٍ كانَ هاديها وليسَ لها | إلا عبادة ُ أصنامٍ وأوثانِ |
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللبِّ منْ مضرٍ | مستغرقُ الفضلِ فردٌ مالهُ ثانِ |
حامي الحمى سيدُ الساداتِ أشجعُ م | نْ في الله جاهدَ في سرٍ وإعلانِ |
لمْ يبقِ للشركِ عوناً يطمئنُّ بهِ | و لا نصيراً لذي بغيٍ وعدوانِ |
و أصبحتْ ملة ُ الإسلامِ ظاهرة ً | بالحقِّ فالناسُ في ايمنٍ وإيمانِ |
و بدلَ الغيَّ رشداً والضلالَ هدى | في الأرضِ والدينَ فرداً بعدَ أديانِ |
آياتهُ الغرُّ في التوراة ِ بينة ٌ | و في زبورٍ وإنجيلٍ وفرقانِ |
كمْ أخبرتنا بهِ منْ قبلِ مبعثهِ | فينا بشائرُ أحبارٍ ورهبانِ |
متى تجلتْ لناأنوارُ مولدهِ | منَ الحجازِ إلى بصرى وكنعانِ |
تتابعتْ منهُ آياتُ الظهورِ فما | خمودُ نارٍ وما شقٌّ بإيوانِ |
ومعجزاتٌ بعدِّ الرملِ لوْ كتبتُ | لمْ يحصها ماءُ سيحانٍ وجيجانِ |
يا صاحِ إنْ خفتَ في الأيامِ نائبة ً | منْ ظالمٍ قاهرٍ أو جورِِ سلطانِ |
و لم نجدْ في الورى حراً لهُ كرمٌ | يرجى نداهُ ولا صفحٌ عنِ الجاني |
فلذْ بمنْ سبحَ الحصباءُفي يدهِ | واقصدْ كريمَ السجايا مطلقَ العاني |
محمدٍ سيدِ الكونينِ والثقل | ينِ والفريقينِ منْ عجمٍ وعربانِ |
وقلِّ فضلَ ضجيعيهِ فإنهما | السيدانِ المجيدانِ الرفيعانِ |
وثقْ بحبلِ شهيدِ الدارِ تلوهما | شيخُ الكرامة ِ عثمانُ بنُ عفانِ |
ثمَّ أبلغَ الغاية َ القصوى أبو حسنٍ | وابناهُ أيضاً وعماهُ الكريمانِ |
أئمة ٌ زينَ اللهُ الوجودَ بهمْ | غرٌّمهذبة ٌأبناهُغرانِ |
لا غروَ إنْ جعلوني منْ تفضلهمْ | سلمانَ بيتهمُ منْ بعدِ سلمانِ |
أوْ شرفوا قدرَ مدحي وهو شيمتهمْ | أو بشروني بالحسنى كحسانِ |
الحمد لله همْ ركني وهمْ عضدي | و همْ نجاتي وهمْ روحي وريحاني |
ياسيدي يارسولَ اللهِ يا أملي | يا موئلي يا ملاذي يومَ تلقاني |
هبْني بجاهكَ ما قدمتُ منْ زللٍ | جوداً ورجحْ بفضلٍ منكَ ميزاني |
واسمعْ دعائيَ واكشفْ ما يساورني | منَ الخطوبِ ونفسْ كلَّ أحزاني |
فأنتَ أقربُ منْ ترجى عواطفهُ | عندي وإنْ بعدتْ داري وأوطاني |
وفيكَ يا بنَ خليلِ اللهِ يومَ غدٍ | ألوذُ منْ سوءِ زلاتي وعصياني |
نوالكَ الجمُّ يطويني وينشرني | بالمكرماتِ وعينُ اللطفِ ترعاني |
وجاهُ وجهكَ يحميني ويمنعني | منْ بغيِ ذي حسدٍ أوْ شامتٍ شاني |
إني دعوتكَ منْ نيابتيْ برعٍ | وأنتَ أسمعُ منْ يدعوهُ ذو شانِ |
أستعينك بكَ يا فردَ الجلالِ على | دهرٍ يحاولُ بعدَ الريحِ خسراني |
فاعطفْ حناناً على عبدِ الرحيمِ ومنْ | يليهِ في الناسِ منْ صحبٍ وإخوانِ |
وامنعْ حمايَ وأكرمني وصلْ نسبي | برحمة ٍ وكراماتٍ وغفرانِِ |
لاتعدُ عيناكَ عني بالرعاية ِ في | نفسي وسْرى ومنْ في اللهِ والاني |
وبعدُ صلى عليكَ اللهُ ما اعتنقتْ | ريحُ الصبا عذباتِ الأثل والبان |
وعمَِّ صبحكَ والآلَ الكرامَ سناً | تحية ٍ منهُ تهدى كلِّ رضوانِ |
وجادَ أرضاً حوتكَ الغيثُ منسجماً | يا منتهى صفتيْ حسنٍ وإحسانٍ |