لكلِّ خطبٍ مهمٍّ حسبيَ اللهُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لكلِّ خطبٍ مهمٍّ حسبيَ اللهُ | أرجو بهِ الأمنَ مما كنتُ أخشاهُ |
وأستغيثُ بهِ في كلِّ نائبة ٍ | و ما ملاذيَ في الدارينِ إلا هو |
ذو المنِّ والمجدِ والفضلِ العظيمِ ومنْ | يدعوهُ سائلهُ رباهُ رباهُ |
لهُ المواهبُ واللآلآءُ والمثلُ ال | أعلى الذي لا يحيط الوهمُ علياهُ |
القادرُ الآمرُ الناهي المدبرُ لا | يرضى لنا الكفرَ والإيمانَ يرضاهُ |
منْ لا يقالُ بحالٍ عنهُ كيفَ ولا | لفعلهِ لمْ تعالى ربنا اللهُ |
و لا يغيرهُ مرُّ الدهورِ ولا | كرُّ العصور ولا الأحداثُ تغشاهُ |
و لا يعبرُ عنهُ بالحلولِ ولا | بالإنتقالِ دنا أوْ ناءَ حاشاهُ |
أنشا العوالمَ إعلاماً بقدرتهِ | وأغرقَ الكلَّ منهمْ بحرَ نعماهُ |
وأوجدَ الخلقَ باري الخلقِ منْ عدمٍ | على محبة ِ خيرِ الخلقِ لولاهُ |
محمدٌ منْ زكتْ شمسُ الوجودِ به | وطابَ منْ ثمراتِ الكونِ عرفاهُ |
سرُّ النبيينَ محيي الدينِ ذو شرفٍ | طابتْ ذوائبهُ فرغاً ومنشاهُ |
فردُ الجلالة ِ فردُ الجودِ ألبسهُ | تاجَ الجلالة ِ منْ للخلقِ أهداهُ |
أغشاهُ خلعة َ نورٍ فيهِ أودعها | جبريلُ وهوَ بإذنِ اللهِ غشاهُ |
فأشرقَ الكونُ منْ أنوارِ بهجتهِ | وطابَ رياهُ لما طابَ رياهُ |
لله خرقة ُ أنوارٍ تداولها | أئمة ٌ لهمُ التمكينُ والجاهُ |
سرٌ تشعشعَ منْ سرِّ الغيوبِ فما | زالتْ بصائرُ أهلِ الحقِّ ترعاهُ |
ما بينَ جبريلَ والطهرِ بن آمنة ٍ | إلى الأمامِ عليّ كانَ مسراه |
و في الحسينِ وفي نجلِِ الحسينِ وزي | ن العابدينَ رحيمُ القلبِ أواهُ |
فباقرِ العلمِ فالميمونِ جعفرهُ | فكاظمُ الغيظِ موسى منْ كموساهُ |
إلى َ عليِّ الرضا سامى الفخارِ وكمْ | مستقبلِ السرِّ منْ ماضٍ تلقاهُ |
أئمة ٌ منْ بني الزهرا لهمْ شرفٌ ينميه | هم خمسة حيدرة ٌ فيهمْ وزهراهُ |
همْ عرفوا الشيخَ معروفاً أخا كرمٍ | أدنوهُ قبلَ سرى ّ ٍ وهوَ أدناهُ |
سارَ السرى ُّ على َ آثارِ سيرتهمْ | إلى الجنيدِ مجداً حينَ آخاهُ |
ألقى الجنيدُ إلى الشبليِّ نورَ هدى | هدى بهِ الخلقَ طراً ثمَّ أهداهُ |
إلى المحدثِ عبدِ الواحدِ القمرِ الس | اري فأودعهُ مصباحَ دنياهُ |
أعني أبا الفرجِ الهادي فخصًَّ بهِ | أبا سعيدٍ فكانَ الفردُ عقباهُ |
ومنهُ في الشيخِ عبدِ القادرِ ابتهجتْ | طلائعُ الفضلِ نوراً في محياهُ |
كالشمسِ تسفرُ منْ أقصى مطالعها | حسناً وكالبدرِ ملءُ العينِ مرآهُ |
و كالغمامِ إذا استمطرتهُ كرماً | و كالصباخلقاً إنْ رقَّ مهواهُ |
منْ آلِ فاطمة َ الزهراءِ ذو شرفٍ | أتى بهِ الدهرُ فرداً عنْ مثناهُ |
على جلالتهِ أنوارُ هيبتهِ | كالسيفِ إنْ راقَ حسناً رقَّ حداهُ |
فخرا الجيلانِ دونَ العالمينَ بهِ | إذْ غاية ُ الشرفِ الأعلى قصاراهُ |
ألقى منَ السرِّ في الحدادِ نورَ هدى | هداهُ وهوَ لفردِ العصرِ أداهُ |
محمدٍ ذي التقى َ المكي بنْ أبي | بكرٍ فذلكَ سرُ اللهِ آتاهُ |
إلى ابنهِ الشيخِ عبدِ الواحدِ اتصلتْ | أسبابهُ فأبو عثمانَ مولاهُ |
إلى أبي بكرٍ الشاميِّ منْ عمرٍ | إلى أخيهِ على ٍّ نجمِ علياهُ |
و صارمِ الدينِ إبراهيمَ صنوهما | رجا بهِ في ذرى صنويهِ عماهُ |
الناصبيُّ شهابُ الدينِ سيدنا | شمسُ الدنا والذي طابتْ سجاياهُ |
الماجدُ الحرصيُّ المنتقى شرفاً | في رتبة ٍ نالَ فيها ما تمناهُ |
أغشى العرابيَّ منْ أنوارِ بهجتهِ | سرُّ العناية ِ منهُ حينَ ولاهُ |
فلمْ يزلْ عمرُ الفاروقُ مرتقياً | إلى جنابِ عزيزٍ عزَّ مرقاهُ |
أولئكَ الزهرُ أربابُ الكمالِ فما | يزالُ مسمعهُ فيهمْ ومرآهُ |
أهلُ الولاية ِ والعزِ الذينَ لهمْ | فخرٌ ينيفُ على الجوزاءِ أدناهُ |
السائرينَ إلى عينِ الحقيقة ِ في | أهدى السبيلِو أسناهُ وأسماهُ |
مايبرحُ الفضلُ عنهمْ بلْ لهمْ وبهمْ | معادهُ أبداً فيهمْ ومبداهُ |
الوارثينَ رسولَ اللهِ سيرتهُ | فكلهمْ بعدهُ في الهدى ِ أشباهُ |
و كمْ خلائقَ لا يحصونَ غيرهمُ | في نهجِ خرقناتاهوا وما تاهوا |
عسى بجاهِ أولاكَ القومِ يغفرُ لي | مهيمنٌ أنا أرجوهُ وأخشاهُ |
فلى صحائفُ في الأوزارِ قدْ ملئتْ | و اخجلتي منْ كتابيِ حينَ أقراهُ |
ضللتُ بالجهلِ عنْ قصدِ السبيلِ ومنْوكنت مولاي عبدا قد خطئت وما يمحو خطاياه إلا صفح مولاه | يضلُّ عنهُ فإنَّ النارَ مأواهُسقط بيتي ص |
يا رائدَ الحيِّ بالجرعاءِ خبرَ هلْ | رأيتَ صوبَ الحيا الوسمى حياة |
و هلْ ترنحَ أغصانُ الأراكِ بهِ | لنسمة ِ الريحِ وارتاحتْ خزاماهُ |
باللهِّ سلمْ على الوادي وجيرتهِ | و ما حواهُ مصلاهُ ومسعاهُ |
كمْ يدعي حبَّ أهلِ المروتينِ معي | منْ لا تصدقهُ في الحبِ دعواهُ |
و كمْ تواجدَ منْ وجدي ليشبهني | منْ ليسَ تسعدهُ بالدمعِ عيناهُ |
أخفي محبتهمْ عنهمْ وأجحدها | و أصعبُ المذهبِ العذرى ِّ أخفاهُ |
و كيفَ أكتمُ سراً يشهدانِ بهِ | دمعٌ يصوبُ وقلبٌ ذبنَ أحشاهُ |
مالي إذا ذكروا جرعاءَ ذي سلمٍ | أرخصتُ منْ دمعي المهراقَ أعلاهُ |
ذكرى حبيباً بأرضِ الشامِ يعشقهُ | قلبي على بعدِ دارينا وأهواهُ |
طبيعة ٌ منْ طباعِ النفسِ خامسة ٌ | تملي على خطراتِ القلبِ ذكراهُ |
محبة ٌ لرسولِ اللهِ أذخرها | ليومِ اسألُ عنْ ذنبي فأجزاهُ |
حسنتُ ظني وآمالي بذي كرمٍ | تلقاكَ منْ قبلِ أنْ تلقاهُ بشراهُ |
محمدٌ سيدُ الساداتِ منْ وطئتْ | حجبَ العلاَ ليلة َ المعراجِ نعلاهُ |
مهذبُ الخلقِ والأخلاقُ بهجتهُ | تريكَ عن حسنهِ عنوانُ حسناهُ |
ومثلهُ ما رأتْ عينٌ ولا سمعتْ | أذنٌو لا نطقتْ بهِ في الكونِ أفواهُ |
كلُّ الملائكِ والرسلِ الكرامِ على | فصِّ الجلالة ِ شكلٌ وهوَ معناهُ |
راحى وراحة ُ روحي أنتَ أنتَ فما | ألذَّ ذكركَ في قلبي وأحلاه ُ |
ياسيدي يا رسولَ اللهِ خذ بيدي | في كلِّ هولٍ منَ الأهوالِ ألقاهُ |
يا عدتي يا نجاتي في الخطوبِ إذا | ضاقَ الخناقُ لخطبٍ جلَّ بلواهُ |
إنْ كانَ زاركَ قومٌ لم أزرْ معهمْ | فإنَّ عبدكَ عاتقهُ خطاياهُ |
والعفوُ أوسعُ منْ تقصيرِ منْ قعدتْ | بهِ الذنوبُ فلمْ تنهضْ مطاياهُ |
و كلنا منكَ راجونَ الشفاعة َ منْ | هوى أطعناهُ أوْ حقٍّ أضعناهُ |
فاسمعْ جواهرَ مدحٍ فيكَ حبرها | حبرٌ إذا ماجَ بحرُ الشعرِ أملاهُ |
مهاجرية ً افترتْ كمائمها | عنْ نعتِ مدحِ ثناهُ لا ثناياهُ |
فارحمْ مؤلفها عبدَ الرحيمِ وكنْ | حماهُ منْ همِّ دنياهُ وأخراهُ |
و الحمدُ للهِ حمداً لا انقضاءَ لهُ | وحسبيَ اللهُ إذْ لا ربَّ إلا هوُ |
و بعدَ زاكي صلاة ٍ ثمَّ ثاوية ٌٌ | على جلالة ِ منْ قدْ طابَ مثواهُ |
موصولة ٍ بسلامِ اللهِ دائمة ٍ | توتيه من نسمات المسك أذكاه |
و تشملُ الآلَ والصحبَ الكرامَ ومنْ | رعى الوفاءَ لهُ حقاً وأرعاهُ |
ما لاح نورٌ على أرجاءِ قبتهِ | و ما تيممتِ الزوارُ مغناهُ |