كلُّ شيءٍ منكمْ عليكمْ دليلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلُّ شيءٍ منكمْ عليكمْ دليلُ | وضحَ الحقُّ واستبانَ السبيلُ |
أحدثَ الخلقَ بينَ كافٍ ونونٍ | منْ يكونُ المرادُ حينَ يقولُ |
منْ أقامَ السماءَ سقفاً رفيعاً | يرجعُ الطرفُ عنهُ وهوَ كليلُ |
و دحا الأرضَ فهيَ بحرٌ وبرٌ | ووعورٌ مجهولة ٌ وسهولُ |
و جبالٌ منيئة ٌ شامخاتٌ | و عيونٌمعينة ٌ وسيولُ |
و رياحٌ تهبُ في كل ِجوٍ | و سحابٌ يسقي الجهاتِ ثقيلُ |
و رياشٌ بكمٌ وشمسٌ وبدرٌ | و نجومٌ طوالعٌ وأفولُ |
حكمة ٌ تاهتِ البصائرُ فيها | و اعتراها دونَ الذهولِ ذهولُ |
فالسماواتُ السبعُ والعرشُ والكر | سيُّ والحجبُ ذكرها التهليلُ |
و جميعُ الوجودِ يسجدُ شكراً | لمبيدِ الوجودِ جلَّ الجليلُ |
ممسكُ الطيرِ في الهواءِ ومحي | الحوتَ في الماءِ فهو كافٍ كفيلُ |
سرمدى ُّ البقاِ أخيرٌ قديمٌ | قصرتْ عنْ مدى علاهُ العقولُ |
حيثُ لمْ يشتملْ عليهِ مكانٌ | يحتويهِ أو غدوة ٌ وأصيلُ |
منْ لهُ الملكُ والملوكُ عبيدٌ | و لهُ العزُّ والعزيزُ ذليلُ |
كلُّ شيءٍ سواهُ يبلي ويفني | و هَو حيٌّ سبحانهُ لا يزولُ |
ألفتْ برهُ البرايا فهمْ في | رحمة ٍ ظلها عليهمْ ظليلُ |
سيدي أنتَ مقصدي ومرادي | أنت حسبيَ وأنتَ نعمَ الوكيلُ |
أحيِ قلبي بموتِ نفسي وصلني | و أنلني إنَّ الكريمَ ينيلُ |
و أجرني منْ كلِّ خطبٍ جليلٍ | قبلَ قولِ الوشاة ِ صبرٌ جميلُ |
و افتقدني برحمة ٍ واقلني | من عثارى فإنني مستقيلُ |
كيفَ يظمأُ قلبي وعفوكَ بحرٌ | زاخرٌ طافحٌ عريضٌ طويلُ |
ربِّ صفحاً فإنًّ ذنبي كبيرٌ | و اصطباري على العذابِ قليلُ |
لا تؤاخذْ عبدَ الرحيمِ بقولٍ | أو بفعلٍ وأنتَ برٌّ وصولُ |
فهوَ يرجو رضاكَ عنهُ وعن ذي | رحمٍ همْ فروعهُ والأصولُ |
كلهمْ خائفونَ منك فآمنْ | خوفهمْ إن ألمَّ هولٌ مهولُ |
و الرجا فيكَ والرضاَ منكَ فضلٌا | و لكَ المنُّ والعطاءُ الجزيلُ |
وعلى المصطفى النبيِّ صلاة ٌ | أحمدَ الهاشميِّ نعمَ الرسولُ |
و على الآلِ ما سرى برقُ نجدٍ | أو تثنى في الاثلِ غصنُ يميلُ |