مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري | وخذْ لي منْ بني زمني بثاري |
وجملني بعافية ٍ وعفوٍ | منَ الأمراضِ والعللِ الطواري |
فغمُّ البلغمِ استوفى نعيمي | ومقدمُ أمِّ ملدمَ لفحُ ناري |
أذابَ حموها لحمى وعظمي | ولستُ منَ الحديدِ ولا الحجارِ |
فيا فرداَ بلا ثان ٍ أجرني | بعزِّ علاكَ منْ شأنٍ وزارِ |
ولاَ تشمتْ بيَ الأعداءَ وانظرْ | إلى َّ برحمة ٍ نظرَ اختيار |
فقدْ هتكوا حمايَ وعاندوني | على نعمٍ تدرُّ على ديار |
وإنَّ تضرري وعنايَ منهمْ | نظيرُ تذللي لكَ وافتقاري |
فإنْ يخسرْ بسوقهمُ اتجاري | ففضلكَ سوقُ أرباحِ التجارِ |
وإنْ يكُ عقني صحبي وجاري | فجودكَ بالذي أرجوهُ جاري |
وإني بعتُ حينَ عرفتُ دهري | خيارَ بني الزمانِ بلا خيارِ |
لأنهمُ ذئابٌ في ثيابٍ | فيا لي منْ شرارٍ في شرارِ |
فكمْ لحمٍ شووهُ بغيرِ نارٍ | وعرضٍ مزقوهُ بلا شفارِ |
وكمٍ نصبوا العداوة َ لي بكيدٍ | فكادوا يهدمونَ بهِ جداري |
فهلْ لكَ يا خفي اللطفِ لطفٌ | يعودُ على احتسابي واصطباري |
فأنتَ بنيتها سبعاً شداداً | يزينُ جوها شهبٌ سواري |
ومهدتَ الأراضيَ منْ نجودٍ | واغورٍ في عمارٍ أوْ قفارِ |
وسخرتَ البحارَ السبعَ تجري | بها الأفلاكُ منْ غادٍ وسارِي |
وأنشأتَ السحابَ ولا سحابٌ | وأذريتَ الرياحَ ولاَ ذواري |
وسخرتَ الشمسَ خلفَ البدرِ تسعى | كسعيِ الليلِ في طرفِ النهار |
ِوتعلمُ كلَّ خائنة ٍ وتدري | دبيبَ النملِ في ظلمِ المجاري |
وتمسكُ في الهواءِ الطيرَ بسطاً | وقبضاً في رواحٍ وابتكارِ |
وتكفلُ كلَّ وحشٍ في البراري | وترزقُ كلَّ حوتٍ في البحارِ |
وكمْ منْ نعمة ٍ غذتِ البرايا | براها منْ لكلِّ الخلقِ باري |
كريمٌ منعمٌ برٌ رؤوفٌ | مقيلُ العاثرين من العثارِ |
إلهي عافني وأصحَّ جسمي | وصلْ واقبلْ برحمتكَ اعتذاري |
وطهرْ قالبي وتغشَّ قلبي | بأنوارِ السكينة ِ والوقارِ |
وإنْ كررتُ مسألتي فكلني | إلى كرمٍ يفيضُ بلا انحصارِ |
فتحتَ يديَّ أطيفالٌ صغارٌ | فهبني للأطيفالِ الصغارِ |
أجاهدُ فيكَ محتسباً عليهمْ | وأبذلُ فيكَ جهدي واقتداري |
وتيسيرُ الأمورِ عليكَ دوني | ففرجْ همَّ عسري باليسارِ |
ومنَّ عليَّ يومَ الكتبِ تقرأ | وتعطي باليمينِ وباليسارِ |
وعاف أبا السعود أخص صحبي | من الجرح الذي يصلى بنار |
وكنْ لدخيلِ علتهِ طبيباً | بلا نارٍ ولا طولِ انتظارِ |
فإنكَ إنْ لطفتَ به تعافى | وعادَ بلطفِ صنعكَ وهو باري |
وقلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ | منَ المحنِ العظيمة ِ في جواري |
وصلِّ على النبيِّ وتابعيهِ | وعترته الخيارِ بني الخيارِ |
فمدحُ محمدٍ شرفي وعزي | وجاهي في العشائر ِوافتخاري |