عسى منْ خفي اللطفِ سبحانهُ لطفُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عسى منْ خفي اللطفِ سبحانهُ لطفُ | بعطفهِ برٍ فالكريمُ لهُ عطفُ |
عسى منْ لطيفِ الصنعِ نظرة ُ رحمة ٍ | إلى منْ جفاهُ الأهلُ والصحبُ والألفُ |
عسى فرجٌ يأتي بهِ اللهُ عاجلاً | يسرُّ بهِ الملهوفُ إنْ عمهُ اللهفُ |
عسى لغريبِ الدارِ تدبيرُ رأفة ٍ | و برٌّ منَ البارى إذا العيشُ لمْ يصفُ |
عسى نفحة ٌ فردية ٌ صمدية ٌ | بها تنقضي الحاجاتُ والشملُ يلتفُّ |
فإنيَ والشكوى إلى اللهِ كالذي | رمى نفسهُ في لجة ٍ موجها يطفو |
فمنْ محنِ الأيامِ قلبي معذبٌ | ألمَّ بروحي قبلَ حتفِ الفنا حتفُ |
وإني لأرضي ما قضى اللهُ لي ولوْ | عبدتُ على حرفٍ لأزرى بي الحرف |
ولمْ أبنِ حسنَ الظنِّ في سيدي على | شفا جرفٍ هارٍ فينهار بي الجرفُ |
ولكنْ دعوتُ اللهَ يكشفُ كربتي | فما كربة ٌ إلا ومنهُ لها كشفُ |
فكمْ بسطتْ كفٌ بسوءٍ تريدني | فقالَ لها الكافي ألا غلتِ الكفُّ |
وكمْ همَّ صرفُ الدهرِ يصرفُ نابهَُ | عليَّ فجاء الغوتُ وانصرفَ الصرفُ |
ولمْ أعتصمْ باللهِ إلا ومدَّ لي | منَ البرِّ ظلاًّ في رضاءٍ لهُ وكفَ |
وإني لمستغن ٍ بفقري وفاقتي | إليهِ ومستقوٍ وإنْ كانَ بي ضعفُ |
وفي الغيبِ للعبدِ الضعيفِ لطائفٌ | بها جفتِِ الأقلامُ وانطوتِ الصحفُ |
فكمْ راحَ روحُ اللهِ في خلقهِ وكمْ | غدا قبلَ أنْ يرتدَّ للناظرِ الطرفُ |
بقدرة ِ منْ شدَّ الهوا وبنى السما | طرائقَ فوقَ الأرضِ فهيَ لها سقفُ |
ومنْ نصبَ الكرسيَّ والعرشَ واستوى | على العرشِ والأملاكِ منْ حولهِ حفوا |
ومنْ بسطَ الأرضينَ فهي بلطفهِ | لحيِّ بنى الدنيا وميتهمْ ظرفُ |
وألقى الجبالَ الشمَّ فيها رواسياً | فليسَ لها من قبلِ موعدها نسفُ |
وألبسها منْ سندسِ النبتِ بهجة ً | منْ القطرِ ما صنفٌ يشابههُ صنفُ |
وسخرَ منْ نشرِ السحابِ لواقحاً | إذا انتشرتْ أدرتْ سحائبها الوطفُ |
وأنشأَ منْ ألفافها كلَّ جنة ٍ | بهِ الأبُّ والريحانُ والحب والعصفُ |
ويعلمُ مسرى كلِّ سارٍ وساربِ | وما أعلنوهُ منْ خطايا وما أخفوا |
و يحصى الحصى َ والقطرُ والنبتُ في الثرى | والأحقافُ عدٌّ قلَّ أوْ كثرَ الحقفُ |
ويدري دبيبَ النملِ في الليلِ إنْ سعتْ | وإنْ وقفتْ ما أمكنَ السعيُ والوقفُ |
ووزنِ جبالٍ كمْ مثاقيلَ ذرة ٍ | وكيلُ بحار ٍلا يغيضها نزفُ |
وكمْ في غريبِ الملكِ والملكوتِ منْ | عجائبَ لا يحصى لأيسرها وصفُ |
فسبحانَ من إنْ همَّ وهمٌّ يقيسهُ | بكفءٍ وتكييفٍ يلجمهُ الكفُّ |
ولمْ تحطِ الستُّ الجهاتُ بذاتهِ | فأينَ يكونُ الأينُ والقبلُ والخلفُ |
إلهي أقلني عثرتي وتولني | بعفوٍ فإنَّ النائباتِ لها عنفُ |
خلعتُ عذاري ثمَّ جئتكَ عائذاً | بعذري فإنْ لمْ تعفُ عني فمنْ يعفو |
وأنتَ غياثي عندَ كلِّ ملمة ِ | وكهفي إذا لمْ يبقَبينَ الورى كهفُ |
فكمْ صاحبٍ رافقتهُ ليكونَ لي | رفيقاً فأضحى وهوَ بادي الجفا خلفُ |
وماشيتُ من قومٍ عدوٌ صديقهمْ | إذا استنصروا ذلوا وإنْ وزنوا خفوا |
طباعُ ذئابٍ في ثيابٍ جميلة ٍ | بصائرهمْ عميٌ قلوبهمُ غلفُ |
يلوحُ عليهم للنفاقِ دلائلٌ | وبالحكِّ يبدُ الزيفُ والذهبُ الصرفُ |
فحلْ سيدي ما عشتُ بيني وبينهم | بحولكَ حتى يخضعَ الفردُ والألفُ |
وأعلِ مقامي وانصبْ اسمي بخفضهمْ | ليصرفَ كلُّ اسمٍ يحقُّ لهُ الصرفُ |
لأنكَ معروفي ومنكَ عوارفي | إذا استنكرَ المعروفُ وانقطعَ العرفُ |
وأثبتْ بنورِ العلمِ والحلمِ منكَ لي | سعادة َ حظٍ ما لمثبتها حذفُ |
وأيدْ بحرفِ الكافِ والنونِ حجتي | ليسبقَ لي منْ كلِّ صالحة ٍ حرفُ |
وقلْ فزتَ ياعبدَ الرحيمَ برحمة ٍ | ومغفرة ٍ يومَ الملائكُ تصطفُّ |
وأكرمْ لأجلي منْ يليني وأعطنا | منَ النارِ أمناً يومَ كلٌّ لهُ ضعفُ |
وصلِّ على روحِ الحبيبِ محمدٍ | صلاة ً علاها النورُ وانتشرَ العرفُ |
وأزواجهِ والآلِ والصحبِ ما انثنتْ | أراكُ الحمى وانسابَ الإبلُ الزحفُ |