تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ | فدلتْ على أنَّ الجحودَ هوَ العارُ |
وأغرتْ لبداعي الحقِّ كلَّ موحدٍ | لمقعدِ صدقٍ حبذا الجارُ والدارُ |
وأبدتْ معانيَ ذاتهِ بصفاتهِ | فلمْ يحتملْ عقلَ المحبينَ إنكارُ |
تراءى لهمْ في الغيبِ جلَّ جلالهُ | عياناً فلمْ يدركهُ سمعٌ وأبصارُ |
معانٍ عقلنَ العقلَ والعقلُ ذاهلٌ | وإقبالهُ في برزخِ البحثِ إدبارُ |
إذا همَّ وهمُ الفكرِ إدراكَ ذاتهِ | تعارضَ أوهامٌ عليهِ وأفكارُ |
و كيفَ يحيطُ الكيفُ ادراك حدهِ | وليسَ لهُ في الكيفِ حدٌّ ومقدارُ |
وأينَ يحلُّ الأينِ منهُ ولمْ يكنْ | معَ اللهِ غيرَ اللهِ عينٌ وآثارُ |
ولا شيءَ معلومٌ ولاَ الكونُ كائنٌ | ولاَ الرزقُ مقسومٌ ولاَ الخلقُ إفطارُ |
ولا الشمسُ بالنورِ المنيرِ مضيئة ٌ | ولا القمرُ الساري ولاَ النجمُ سيارُ |
فأنشأَ في سلطانهِ الأرضَ والسما | ليخلقَ منها ما يشاءُ ويختارُ |
وزينَ بالكرسيِّ والعرشِ ملكهُ | فمنْ نورهِ حجبٌ عليهِ وأستارُ |
فسبحانَ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ | ويلقاهُ رهنَ الذلِّ منْ هوَ جبارُ |
ومنْ كلِّ شيءٍ خاضعٌ تحتَ قهرهِ | تصرفهُ في الطوعِ والقهرِ أقدارُ |
عظيمٌ يهونُ الأعظمونَ لعزهِ | شديدُ القوى كافٍ لذي القهرِ قهارُ |
لطيفٌ بلطفِ الصنعِ فضلنا على | خلائقَ لا تحصى وذلكَ إيثارُ |
يرى َ حركاتِ النمل ِفي ظلمِِ الدجى | ولمْ يخفَ إعلانٌ عليهِ وإسرارُ |
و يحصى عديدَ النملِ والقطرِ والحصى | وما اشتملتْ نجدٌ عليهِ وأغوارُ |
ووزنَ جبالٍ كمْ مثاقيلَ ذرة ٍ | ذراها وكيلُ البحرِ والبحرُ تيارُ |
أضاءتْ قلوبُ العارفينَ بنورهِ | فباحتْ بأحوالِ المحبينَ أسرارُ |
وشقَّ علاَ أسمائهمْ منْ علاَ اسمهِ | على الأصلِ فهو البرُ والقومُ أبرارُ |
فذاكَ الذي يلجأْ إليهِ توكلاً | عليهِ ويعصى َ وهوَ بالحلمِ ستارُ |
فأدنى للخلق منَ بابَ فضلهِ | لتحمى إساءاتُ وتغفرَ أوزارَ |
وضامئة ُ الآمالِ تسعى َ حوائباً | إلى موردِ استغفارهِ وهو غفارُ |
تسبحُ ذراتُ الوجودِ بحمدهِ | ويسجدُ بالتعظيمِ نجمٌ وأشجارُ |
و يبكي غمامُ الغيثِ طوعاً لأمرهِ | فتضحكُ مما يفعلُ الغيثُ أزهارُ |
و ينشقُّ وجهُ الأرضِ عنْ معشبِ الثرى َ | وتجري ولا يجري سوى َ الله أنهارُ |
وإنْ غردَ القمريُّ شكراً لربهِ | تجاوبهُ بالسجعِ أيكٌ وأطيارُ |
وإنْ نفحتْ هوجُ النسيم ِ تعطرتْ | بهِ خلعُ الأكوانِ فالكونُ معطارُ |
تباركَ ربُّ الملكِ والملكوتِ منْ | عجائبَ يرويهنَّ بدوٌ وحضارُ |
فيا نفسُ للإحسانِ عودي فربما | أقلتِ عثاراً فابنُ آدمَ معثارُ |
ويا فرنة َ الأحبابِ بالرغمِ لا الرضا | لعلَّ بلطفِ اللهِ تجمعنا الدارُ |
فأصبحَ في الأرضِ البعيدة ِ عهدها | فلا ثمَّ أوطانٌ ولا ثمَّ أقطارُ |
وأدركَ منْ ريحانة ِ القلبِ نظرة ً | وراها لصومِ القلبِ عيدٌ وإفطارُ |
إلهي أذقني بردَ عفوكَ واهدني | إليكَ بما يرضيكَ فالدهرُ غرارُ |
وصلْ حبلَ أنسي باجتماعِ أحبتي | ففي صرم ِحبلِ الأنسِ يشمتُ غدارُ |
وصنْ ماءَ وجهي عنْ مقامِ مذلة ٍ | وحصنهُ منْ جورِ الطغاة ِ إذا جاروا |
فإني بتقصيري وفقري وفاقتي | على أملٍ منْ مصرِ جودكَ أمتارُ |
خلعتُ عذارى واعتذرتكَ سيدي | ولمْ يبقَ لي بعدَ اعتذاريَ أعذارُ |
فقلْ فزتَ يا عبدَ الرحيمِ برحمتي | وطبتَ ولا خزيٌ لديكَ ولا عارُ |
وأكرمْ لأجلي منْ يليني وأعطنا | منَ النارِ أمناً يومَ تستعرُ النارُ |
وصلِّ على روحِ الحبيبِ محمدٍ | حميدِ المساعي فهوَ في الخلقِ مختارُ |
وأزواجهِ والآل والصحبِ إنهمْ | لهُ ولدينِ الحقِّ بالحقِ أنصارُ |