مولايَ يا خيرَ مُلوكِ الوَرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مولايَ يا خيرَ مُلوكِ الوَرى | ونُخبة النَّصر وأربابِه |
قُمت بأمرٍ أنت أهلٌ له | فلتأتِ هذا الأمرَ من بابِه |
لا تُدْن من بابك شخصاً يرى | بأنَّهُ في الناس أولى بهِ |
وعندَهُ مالٌ ومن خلفهِ | أيدٍ تعلقْنَ بأهدابِه |
لا سيما من دخلَتْ أذنهُ | وانتفخَتْ من تحت أثوابِه |
وخافَ منه الملكُ فيما مضى | وكان يَنوي قطعَ أسبابِه |
قد أفسَدت أقوالُ كهانهِ | فكرتَهُ اليومَ وحسَّابه |
ينظرُ في المرآة من وجهها | بين مواليهِ وأحزابِه |
عروسُ ملك طالما أعملتْ | في عقدِهِ أرجل خطابِهِ |
فهمُّه استبدال قوادِهِ | وفكرُهُ استنخابُ كتَّابِه |
إن نامَ كانت حلُمَ أفكارِهِ | أو قامَ كانت نصْبَ محرابِه |
ينقُدُك الغيبَة َ مهما خَلا | ما بين أهليهِ وأصحابِهِ |
ويجذِبُ الجند إلى نفسهِ | بخادع القولِ وخُلا بهِ |
كأن به إن لم تكُنْ حازماً | والوفد يبغي إذن حجَّابِهِ |
والآن وقد هابَكَ فاحذر فما | يبدأ فتكاً غير هيَّابِهِ |
وقاطِعُ الدولة مستقبلٌ | فلتستعِذْ من شرِّ أوصابِهِ |
والله يكفيك شرور العِدى | لا يستعين العبد إلا بهِ |
والملكُ لم يقصر على أمَّة ٍ | وإنما الملك لغُلابِهِ |
هذا ابن هودٍ بعد إرث العلا | فازَ بنو نصرٍ بأسلابهِ |
لا يستلذُّ العيش ليت الشَّرى | حتى يذودَ الأسدَ عن غابِهِ |
وإن أضعْتَ الحزم لم تنفلِتْ | من ظَفر الحين ومن نابِهِ |
لا تتَّهمني إنني ممتلٍ | من حكم الملكِ وآدابِهِ |
وعقلَكَ الموهوب حكمه في | الأحوال واشكرْ فضل وهَّابهِ |
وكلُّ من أدللتَه قبلها | علِّمه بالملكِ وألقابِهِ |
لم يُر مُلكٌ في زمان خلا | قام لَهُ رسمٌ بأترابه |
من قلتَ له يا عمُّ مرة | ثِق بتعاطيه وإعجابهِ |
أو سيدي دام يرى سيدي | حقًّا له قمت بإيجابهِ |
وابسُطْ على الخلق من العدل ما | يستتِرُ الخلقُ بجلبابِهِ |
وأحكِم السِّلم لهم عاقداً | عقدَة َ غرٍّ ظاهرٍ نابهِ |
ومهِّد السلطان فعل امريء | يخلِّف الملك لأعقابهِ |
وبعدَ فرض الحجِّ لا بد لي | من دار مولايَ ومن بابهِ |