حديثٌ على رغم العلا غيرُ كاذبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حديثٌ على رغم العلا غيرُ كاذبِ | تغصُّ النوادي عندَهُ بالنوادِب |
ولله من سهم على البعْدِ صائبٍ | رمى ثغرَة َ المجد الصريح المناسِبِ |
أيا صاحبي نجواي دعوة َ صاحبٍ | أطافَتْ به الأشجانُ من كلِّ جانِبِ |
ألمَّا بأجداثِ العُلى والمناقِبِ | تحيى ثَراها واكفاتُ السَّحائب |
يغصُّ الغمامُ الجَوْنُ يوْمَ انْسِكابِهِ | إذا صَدَرَتْ عن راحتَيْكَ المواهِبُ |
ويَصْغُرُ عند الشّمسِ في روْنقِ الضًّحى | سَناها إذا دارَت عليْكَ المواكِبُ |
بِك ارْتاحَ دينُ اللهِ في عُنْفوانِهِ | وشُيِّدَ رُكْنٌ منهُ واعْتَزّ جانِبُ |
وأصْبَحَتِ الأيامُ رائقة َ الحُلا | وقدْ حُلِيَتْ منها الطُّلا والتَّرائِب |
وفاخَرَ بعضُ الأرضِ بعْضاً فأصْبَحَتْ | مشارِقُها تُزْرِي عليها المغارِبُ |
لِواؤُكَ منصورٌ وحِزْبُكَ ظافِرٌ | وملْكُك محْفوظٌ وسيْفُكَ غالِبُ |
ورِفْدُكَ موْهوبٌ وعزْمُكَ مُبْرَمٌ | وبأْسُكَ مَرْهوبٌ وسهْمُكَ صائبُ |
مجازُ المعاني الغُرِّ فيك حقيقة ٌ | وحبُّكَ فرْضٌ في العقائدِ واجِبُ |
فتُهْدى بك الأمْداحُ قَصْدَ صوابِها | إذا أعْوَزتْها في سواكَ المذاهِبُ |
سما بِكَ في الأنصارِ بيْتٌ سما بهِ | إلى ذِرْوة ِ البيتِ الرّفيعِ المَناسِبُ |
وأطْلَعَ سَعُْد منك بدْرَ خلافة ٍ | تُنيرُ به الدُّنيا وتُجْلَى الغياهِبُ |
ومن ذا له فخْرٌ كسَعْدٍ على الوَرى | فسعْدٌ وزيرٌ للنّبيّ وصاحِبُ |
مكارِمُ لم تخْلُقْ على بُعد المَدَى | ولا شابَ منها الخالِصَ البَحْتَ شائِبُ |
لك الله من ليثٍ حمى حوزَة َ الهُدَى | وعضْبٍ يمانٍ لم تخُنْهُ المضارِبُ |
وبدْرِ كمالٍ ضاء تلْتاحُ حولهُ | من الأمراء الغالبين الكواكِبُ |
إذا ذُكرِ الأملاكُ من مثل يوسُف | يُسالِمُ في ذات الهُدى ويحارِبُ |
ويُعطي الرّماحَ السَّمْهريّة َ حقّها | ويضْمنُ عُقْبى الدَّهرِ والدهرُ عاتِب |
وتضْفُو على أعْطافِهِ حُللَ العُلا | مُطَهَّرة ٌ ما دَنَّستْها المعائب |
وتخْتَرِقُ الأرجاءَ من طيبِ ذكرِهِ | جنادِبُ تحْدوها الصّبا والجنائبُ |
هل المسْكُ مفْتوتٌ بمدْرَجة ِ النّدى | أم ادُّكِرَتْ منك العُلا والمناقِبُ |
لعمْرُكَ ما ندري إذا ما سَمَتْ بنا | بمجْلِسكَ السّامي الجَلال المراتِب |
وقَرَّت بمرْآكَ العُيون وقيَّدَتْ | بمنْطِقكَ الفَصْل الحِسانُ الغرائبُ |
أتِلْكَ شمولٌ صِرْفة ٌ أم شمائلٌ | وهلْ ضَرَبٌ عَذْبُ الجنى أم ضرائبُ |
مهابة ُ مُلْكٍ في مخِيلة ٍ رحْمة ٍ | كما اسْتَرْسَلَتْ عند البُروق السَّحائِبُ |
أما والقِلاصِ البُدْنِ في لُجَج الفلا | غوارِبِ حتى ما تبينً الضّرائبُ |
إذا هاجَ بحرُ الآل من هبَّة الصبا | فهنَّ طواف في السّرابِ رواسِبُ |
قطعْنَ إلى البيتِ العتيقِ على الوجا | مفاوزَ لا تنجو بهِنَّ النجائبُ |
لأنتَ عمادُ الملكِ والله رافِعٌ | وأنتَ حسامُ الدين والله ضارِبُ |
ندبْتَ إلى الأمنِ البلادَ وأهلها | ولا قلْبَ إلا بالمخافة ِ واجبُ |
وسكّنت بحرَ الخطْبِ واللجُّ مزبدٌ | وموجُ الردى آتيهُ متراكِبُ |
وصلتَ على الشكِّ الملجلجِ بالهدى | وقد رُجِمت فيك الظّنونُ الكواذبُ |
وأوضحْتَ طرْقَ الحق للخلقِ بعدما | عفَتْ منه آثارٌ ومحَّت مذاهبُ |
ووافق شهرُ الصوم منكَ خلفية ً | له في مقامِ الذّكرِ قلبٌ مراقبُ |
فأزمعَ عنكَ السّير لا عن ملالة ٍ | وقد كمُلت بالبر منه المآرِب |
ووافاكَ عيد الفِطْر يطوي لك المدى | وحطّت له في مُنْتداكَ الركائبُ |
وما هو إلا من عُفاتكَ قد أتى | ترغِّبه فيما لديك الرّغائبُ |
أمولاي خُذْها في امتداحك غادة ً | تغارُ بمرآها الحِسان الكواعبُ |
وروض بنانٍ أينعَتْ ورقاتُهُ | وقد سحّ فيها من بنانِكَ ساكِبُ |
ولا زلت تجْني النَّصر من شجَرِ القنا | وتُدني الأماني وهي شمسٌ مصاعِبُ |
وتثني لعلياكَ الرّكائب في السُّرى | ولو سكتوا أثنَتْ عليك الحقائب |