أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ | وفرعُ اعتلاءَ لاحَ في دَوْحة ِ العُرْب |
ووارثُ أعلامِ العلا نَشِبَ النّدى | ومَوْقِدُ نورِ البِشْرِ في ظُلَمِ الكرب |
نَطَقْت فحُزْتَ الحُكمَ فَصْلاً خطابُه | يُقَلَّبُ من وَشْي البلاغة ِ في عَصْب |
ومَنْ كأبي بكرٍ عميدا مؤملا | خُلاصَة َ شَعْب العِلْمِ ناهيكَ من شعب |
كفيلٌ بنَيْلِ الجودِ قبل سُؤالهِ | وَصُولٌ إلى الغاياتِ في المَرْكَبِ الصعب |
وأي انْسِكابٍ في سحائب كفِّه | إذا كَلَحَت شهباءُ عن ناجذِ الجدب |
وأي مضاءَ في لطيفِ طِباعِه | كما سكَنَ التّصْميمُ في ضُبَّة ِ القُضْب |
سُلالة ُ أعْلامٍ وفَرْعُ مكارِم | بهم فَلَكُ العَلْياءِ دارَ على قُطْب |
عَشَوْا نحوَ نورِ الله يَقْتبسونه | وقد خَرَقُوا من دُونِه ظُلمَ الحُجْب |
حَمَوْا حائمَ التّهْويم وِرْدَ جُفونِهِم | وشَدُّوا وثاقَ السُّهد في شَرَكِ الهُدْب |
أتوْا دَوْحة َ التّحقيقِ تَدْنو قُطوفُها | فحازُوا جناها وهي معْرِفة الرَّب |
وهَزُّوا فُروعَ العلْمِ وهي بواسِقٌ | فلله ما جازُوهُ من رُطَبِ رَطب |
فإن جَرَتِ الأيامُ في غُلُوائها | وجرَّت وشيجَ القَسْر في مأزقِ الخَطْب |
فما لقِيتْ إلا شُجاعا مُجرَّبا | ولاّ عَجَمَتْ إلا على عُودِكَ الصُّلْب |
وإن أغْفَلْتُ من فرضِ بِرَّكَ واجباً | على أنها قد أوطأتْك ذُرى الشُّهْب |
فقد دَرأتْ حقّ الوصِيّ سفاهَة ً | عليّ وأعْلتْ من قِداح بني حَرْب |
ورُبّما حادَ اللئيمُ بنائلٍ | وشَنّ بأقْصى سرْجِه غارَة َ العضْب |
وأنت من الصِّيدِ الذين سَمَت بهم | أرُومَة ُ لَخْمٍ في حدائقِها الغُلْب |
إلى عمرِ هندٍ حيثُ يخْتَصِمُ العلا | ويَشْهَدُ نَصْلُ السَّيفِ في حَومَة الحرب |
إلى مُرْتَقى ماء السَّماء الذي كسا | زمانَ احتدام المَحْل أردِيَّة َ الخِصْب |
فلا العِزُّ يُعْزَى مُنْتهاه لحاجِبٍ | ولا الجودُ يُجْدي أن تُذُوكِرَ في كَعْب |
فكم أنجبوا من صارم ذي حفيظة ٍ | إذا كَهَمَتْ ذُلْقُ الصِّفاحِ لَدَى الضَّرْب |
وكم أعقبوا من ضَيْغَم يرغَم الطُّلا | ويهزِمُ أسبابَ الكتائب والكُتْب |
إذا عَمَّ طرسَ اليومِ نفسُ دُجُنَّة ٍ | وعمَّمَ بُرْسُ الغُرِّ في هامَة ِ الهُضْب |
حشا باهظُ الأجزالِ وقد ضِرامِها | فأوْرتْ جحيما لافِحاً أوجهَ السُّحْب |
وأعملَ في الكَوْماء حَدَّ حُسامِه | فخَرَّت وشِيكاً للجبينِ وللجَنْب |
فأثقل أكْتاداً وعمَّ حقائباً | وأنْهَلَ ضَيْماً نبعَ مطّرِدٍ عذب |
يروم بسَكْبِ الجُود كَسَب ثنائهم | فلله من سَكْبٍ كريمٍ ومن كَسَب |
مآثرُكُم آل الحكيمِ بقِيتُم | بَلَغْنَ مَدى الحصرِ المُواصِلِ والحَسْب |
فماذا عسَى أحصي وماذا عسَى أفي | أيُنْضِبُ لُجَّ اليَمِّ مُسْتَنزَرُ الشُّرْبِ |
على أنني مهما اقتضبتُ بديهة ً | على خبَرِ العنْقاء إن ذُكِرَتْ تُرْبي |
وما الشِّعرُ إلا ما أفوهُ بسحْرِهِ | وما خَلَّصَت إبْريزَه شُعْلة ُ اللُّب |
ولستُ كمن يَعْتَدُّ بالشِّعرِ مَكْسَباً | هَبِلتُ رضيعَ المجدِ إن كان منْ كَسْب |