سيدي أنت عمدتي فاحتَملْني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سيدي أنت عمدتي فاحتَملْني | وتغمَّد بالفضل منكَ جَفائي |
مبتلًى أنت بالبرابر والغُزز | وأهل الجبالِ والصحراء |
وذوي أينُقٍ وأهل حميرٍ | ورجال وصِبية ٍ ونساء |
وبوادٍ يجري لك الجلفُ منهم | بكِساء طوْرا ودونَ كِساء |
ترفعُ الصَّوت إن مررتَ عليهم | كالكراكيَّ أو بناتِ الماء |
وإذا ما اعتذرتَ لم يقبلوا الأعذارَ | خصَّ القبول بالعُقلاء |
وشيوخ بيض اللحا خضَّبوا الأرجلَ | مثل الحمامِ بالحِنّاء |
وسعاة ٍ ذوي اجتداءَ والحافٍ | شديدٍ يأتون بعد العَشاء |
وأفاريد يسرُدون دويا | كدويِّ الرَّحى قليلِ الغَناء |
يكتب الشَّخص منهم ألف حولٍ | وهو لا يستبين شكلَ الهجاء |
غير ذالٍ تردُّ دالا وظاء | جُعِلت نائبا منابَ الطّاء |
وحبيشٍ كلامُهم يشبه الخُطّاف | عند انفجارِ خيطِ الضِّياء |
وتيوسٍ من أهل أندلُسٍ قد | قصدوا عن ضرورة ِ وجلاءَ |
كان منهمْ مرزبَّة ٌ وسواهُ | وهو فيهم من جملة ِ الظُّرفاءَ |
وذوو كدية ٍ وقومٌ أسارى | عبروا البحرَ رغبة ً في الفِداء |
أوقحُ القومِ ضجَّت الأرضُ منهم | نبذوا كل حشمة ٍ وحياء |
وسع الكلَّ منك خُلْقٌ جميلٌ | وجناب للفضلِ رحبُ الفِناء |
وتولوا عن انفرادٍ يبثون | وقد أسعفوا حميدَ الثّناء |
من له قدرة ٌ سواكَ على الخدمة ِ | بوركت أو على الثُّقلاء |
إنما أنت للبريَّة ِ كهفٌ | وملاذٌ في شدة ِ ورخاء |
أين ثِقلي إذا فُرضْت ثقيلا | وكثيرَ الجفاء من هؤلاء |
ومُقامي نزر وأصرفُ وجهي | لِسَلا حيثُ معدن الحُمقاء |
فأعنِّي واصرف لتجديدِ ما أصدرتُ | وجهَ الأماجِدِ الحُسباء |
وأعِدني لخَلوتي عن قريبِ | لا تعذِّب قلبي بِطول الثَّواء |
خالِصاً عند كلِّ سرٍّ وجهرٍ | لك حُبي ومِدْحتي ودُعائي |
أنت أنقذتَهُ وليس له إلاك | في كل غاية ٍ وابتداء |
ختم الله بالرضا يا ابن رضوانٍ | لك العُمرُ بعد طولِ البقاء |
شفاءُ عِيّاضٍ للنفوس شِفاءُ | فليس لفضلٍ قد حواهُ خَفاءُ |
هديّة ُ برٍّ لم يكُن لِجزيلها | سوى الأجرِ والذكرِ الجَميل كِفاءُ |
وفى لنبيِّ الله حقَّ وفائِهِ | وأكرمُ أوصافِ الكِرامِ وفاءُ |
وجاء به بحراً يقولُ بفضلهِ | على البحرِ طعمٌ طيَّبٌ وصفاء |
وحقُّ رسولِ الله بعد وفاتِهِ | رعاهُ وإغفالُ الحقوق جَفاء |
هو الذُّخر يُغْني في الحيلة عتادُهُ | ويتركُ منه للبنينَ رِفاء |
هو الأثرُ المحمودُ ليسَ ينالُهُ | دُثورُ ولا يُخشى عليه عفاءُ |
حرصتُ على الإطنابِ في نشرِ فضلِهِ | وتمجيدِهِ لو ساعدتني فاءُ |