إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنَّ الفريقَ مذِ استقلَّ مغرباَ | لَمْ يُبْقِ لي في طِيبِ عَيْشٍ مَرْغَبا |
لَمَّا تَحَمَّلَ لِلرَّحِيلِ حَسِبْتُهُ | مِنْ كَثْرَة ِ الظَّبَيَاتِ فِيهِ رَبْرَبا |
وَبِمُهْجَتِي تِلْكَ الْبُدُورُ عَشِيَّة ً | إذْ نكبتْ أكنافَ غربَ غربا |
وَعَلَى الْمَطَايَا مِنْ ذُؤَابَة ِ عَامِرٍ | وَجْهٌ يَرُوقُكَ سَافِراً وَمُنَقَّبا |
ذو صفحة ٍ لوْ لمْ يصافحْ نارها | ماءُ الشبابِ لخفتُ أنْ تتلهبا |
يا غرة َ الحيَّ اللقاحِ أواجبٌ | أَنْ تَزْهَدِي زُهْدَ الْمَلُولِ وَأَرْغَبا |
أَفْدِي بِأَنْفَسِ مَا أُدَافِعُ عَنْهُ مَنْ | قَطَعَ الْحَيَاة َ تَعَنُّتاً وَتَعَتُّبا |
مَا كُنْتُ قِدْماً ذَا نَصِيبٍ في الْهَوى | فَجَعَلْتَ لِي مِنْهُ النَّصِيبَ الْمُنْصِبا |
أصليتني بالهجرِ ناراً ما خبتْ | فَعَلِمْتُ أَنَّ هَوَاكَ زَنْدٌ مَا كَبا |
وَأمرتني ألاَّ أمرَّ بداركمْ | فَمَتى مَرَرْتُ بِهَا مَرَرْتُ مُجَنِّبا |
خفتِ الرقيبَ وَلوْ وصلتِ أمنتهِ | وَنَهَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ أَنْ يَتَصَوَّبا |
وَسَنَنْتِ لِي أَنْ لا يَبُوحَ مُحَدِّثاً | أأمنتِ أنْ يملي الصدودُ فيكتبا |
لاَ تمزجي صفوَ الودادِ بجفوة ٍ | مَا الْمَاءُ مُحْتَاجٌ إِلى أَنْ يُقْطَبَا |
ما للخيالِ الطارقي مسترسلاً | قَدْ صَارَ يَطْرُقُ خَائِفاً مُتَرَقِّبا |
هلْ خافَ منْ عدواكِ حينَ أمرتهِ | أنْ لاَ يلمَّ تجنياً وَتجنبا |
لاَ تَرْدَعِيهِ عَنِ الْمَزَارِ فَإِنَّهُ | لوْ لمْ يزرْ شوقاً لزارَ تطربا |
كمْ أشتكي الإعراضَ ظناً أنني | أشكى وَأعتبُ آملاً أنْ أعتبا |