ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا | وقطّعوا منْ وصالكِ السَّببا |
قادتهمُ للفراقِ شاطنة ٌ | فشطَّ وليُ الحبيبِ فاغتربا |
لَمْ أدْرِ قَبْلَ النّوَى بِبَيْنِهِمُ | حتّى استطارتْ عصاهمُ شعبا |
هِنْدٌ تَجَنّى الذُّنُوبَ عاتِبة ً | يا حبَّ بالعاتبِ الذي عتبا |
أقسمتُ لولا الذي زعمتُ وما | خبرتُ قوماً عن مجدهمْ كذبا |
وقدْ أضعتِ الذي حفظتُ منَ الـ | ـودّ -لقدَّ متُ مدحة ً عجبا |
أفنيتُ دهري وطولَ دهركِ لا | نَنْفَكُّ نُزْجي مَقالة ً لَعِبَا |
يَسْلُكُ منْها الصَّعودَ مَنْ طَلَبَ الـ | ـقصدَ وتعوي سباعها كلبا |
هلاَّ إذِ الخورُ في أصرَّتها | والحفلُ في الذَّرّ تقطعُ العصبا |
لاقَيْتِ أمري والرَّأيُ مُؤْتَنِفٌ | أتبعُ رأساً وأتركُ الذَّنبا |
في غيرِ ما كنههِ سفهتِ وما | أحدثتِ حالاً فتحدثي الخطبا |
الحَمْدُ للَّهِ البَنِيّة ِ إذْ | أمستْ دحيٌّ قدْ أثخنتْ غلبا |
يَرْكَبُ حَزْنَ الطّرِيقِ أوَّلُهُمْ | يدعو يني عمهِ وقدْ كربا |
غودرَ عندض المكرّ سيّدهمْ | فيهِ سنانٌ تخالهُ لهبا |
وابنا حرامٍ وثابتٌ كشفتْ | خَيْلاهُما عَنْهُما وقَدْ عَطِبَا |
زُرْنَاهُمُ بالخَمِيسِ ضَاحِية ً | نُزْجي إلى المَوْتِ جَحْفَلاً لَجِبَا |
جاءتْ بنو الأوسِ عارضاً برداً | تَحْلِبُهُ الرّيحُ مُقْبِلاً حَلَبا |
أرْعَنَ مِثْلَ الأتيّ أعْقَبَهُ | صَوْبُ مُلِثٍّ يُسَيِّلُ الحَدَبَا |
إنَّ بني الأوسِ حينَ تستعرُ الـ | ـحَرْبُ لَكالنّارِ تأكلُ الحَطَبَا |
إنَّ بني الأوسِ معشرٌ صدقوا الـ | ـضَّرْبَ وَسَنُّوا الإساءَ والنَّدَبَا |
فَصَمَدُوا رَأس كَبْشِ إخْوَتِهِمْ | حتّى تولَّوا واستنفروا هربا |
بكُلّ لَيْنٍ ماضٍ ضَرِيبَتُهُ | عَضْبٍ إذا ما هَزَزْتَهُ رَسَبا |
قالتْ بنو الأوسِ منْ عفافهمُ | مرُّوا ولا تأخذوا لهمْ سلبا |
تسوقُ أخراهمُ أوائلهمْ | كما يسوقُ المعارضُ الجلبا |
لمّا دعاهمْ للموتِ سيّدهمْ | ثَابَتْ إليهمْ جُمُوعُهُمْ عُصَبَا |