ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا | ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا |
لَوْ وَقَفُوا ساعة ً نُسَائلُهُمْ | رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ |
فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ | دَّلّ، عروبٌ يسوءها الخلفُ |
بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها | قصدٌ، فلا جبلة ٌ ولا قضفُ |
تغترقُ الطَّرفَ وهيَ لاهية ٌ | كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ |
قَضى لهَا اللَّهُ حين يَخْلُقُها الـ | ـخالقُ ألاَّ يكنَّها سدفُ |
تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا | قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ |
حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها | كأنّها خُوطُ بَانَة ٍ قَصِفُ |
تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ | ـرَّملِ إلى السّهلِ دونهُ الجرفُ |
ولا يغثُّ الحديثُ ما نطقتْ | وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّة ٍ طَرِفُ |
تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ | وهوَ إذا ما تكلمت أنفُ |
كأنَّ لبّاتها تبدَّدها | هَزْلى جَرَادٍ أجْوَازُهُ جُلُفُ |
كأنّها دُرَّة ٌ أحَاطَ بِها الـ | ـغوَّاصُ، يجْلو عن وجهها الصَّدَفُ |
واللهِ ذي المسجدِ الحرامِ وما | جُلِّلَ مِنْ يُمْنَة ٍ لها خُنُفُ |
إِنّي لَأَهواكَ غَيرَ ذي كَذِبٍ | قَد شُفَّ مِنّي الأَحشاءُ وَالشَغَفُ |
بَل لَيتَ أَهلي وَأَهلَ أَثلَةَ في | دارٍ قَريبٍ مِن حَيثُ تَختَلِفُ |
أَيهاتَ مَن أَهلُهُ بِيَثرِبَ قَد | أَمسى وَمَن دونَ أَهلِهِ سَرِفُ |
يا رَبِّ لا تُبعِدَن دِيارَ بَني | عُذرَةَ حَيثُ اِنصَرَفتُ وَاِنصَرَفوا |
أَبلِغ بَني جَحجَبى وَقَومَهُمُ | خَطمَةَ أَنّا وَراءَهُم أُنُفُ |
وَأَنَّنا دونَ ما يَسومُهُمُ ال | أَعداءُ مِن ضَيمِ خُطَّةٍ نُكُفُ |
نفلي بحدّ الصَّفيحِ هامهمُ | وفلينا هامهمْ بنا عنفُ |
إنّا وَلَوْ قَدَّمُوا التي عَلِمُوا | أكْبادُنَا مِنْ وَرَائهِمْ تَجِفُ |
لمّا بدتْ غدوة ً جباههمُ | حنتْ إلينا الأرحامُ والصُّحفُ |
كقيلنا للمقدِّمينَ: قفوا | عن شأوِكُمْ، والحِرَابُ تخْتَلِفُ |
يتبعُ آثارها إذا اختلجتْ | سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكِفُ |
قالَ لنا النّاسُ: معشرٌ ظفروا | قلنا: فأنّى بقومنا خلفُ |
لنا معَ آجامنا وحوزتنا | بَيْنَ ذُرَاها مَخارِفٌ دُلُفُ |
يذبُّ عنهنَّ سامرٌ مصعٌ | سودَ الغواشي كأنّها عرفُ |