يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ | حَقًّا دُعِيتَ بِنَاصِرِ الإسْلاَمِ |
حكَّمتَ حَدَّ البِيضِ في أعدائِهِ | وَالْمَشْرَفِيَّة ُ أَعْدَلُ الْحُكَّامِ |
وَنِصَرْتَ دِينَ اللَّهِ نَصْرَ مُؤَيَّدِ کلْ | آرَاءِ فِي نَقْضٍ وَفِي إبْرَامِ |
ووقفتَ أكرمَ موقِفٍ شهِدتْهُ أملاكُ السماءِ وقُمتَ خيرَ مَقامِ | ـلاَكُ السَّمَاءِ وَقُمْتَ خَيْرَ مَقَامِ |
دافعْتَ عنه فكنتَ أمْلَكَ ذائِدٍ | يَحْمِي حَقِيقَتَهُ وَخَيْرَ مُحَامِي |
ـتَرَكَ الْفَوَارِسُ وَثْبَة ُ الضِّرْغَامِ | غَلَّ الكُماة َ وكلِّ أبيضَ دامي |
بِرِقَاقِ بِيضٍ فِي الدِّمَاءِ نَوَاهِلٍ | وعِتاقِ جُرْدٍ في الشَّكيمِ صِيامِ |
جَهِلُوا الْقِرَاعَ لَدَى الْوَغَا فَتَعَلَّمُوا | من غربِ سيفِكَ كيفَ ضربُ الهامِ |
قُذِفوا بشُهْبٍ من سُطاكَ ثَواقبٍ | شَبَّتْ عليهمْ من وَرا وأمامِ |
فَدِيَارُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ لِلنَّارِ فِي | أَرْجَائِهَا وَالْخَوْفِ أَيُّ ضِرَامِ |
لَوْلاَ عِمَادُ الدِّينِ لَمْ تَظْفَرْ يَدٌ | من حربِهمْ ونِزالِهمْ بمَرامِ |
أضْحَوْا وقد غدرَتْ بهمْ أيامُهمْ | غيراً وتلكَ سَجيّة ُ الأيامِ |
فَكَأَنَّمَا كَانُوا لِوَشْكِ زَوَالِهَا | أَضْغَاثَ أَحْلاَمٍ وَطَيْفَ مَنَامِ |
كانوا ملوكاً بالعراقِ فأصبحوا | لمّا بغَوْا نُزَلاءَ أهلِ الشامِ |
غادرْتَهمْ ممّا ملأْتَ قلوبَهمْ | فَرَقاً يَرَوْنَ ظُبَاكَ فِي الأَحْلاَمِ |
طَلَبُوا ذِمَاماً مِنْكَ لَمَّا سُمْتَهُمْ | سُوءَ الْعَذَابِ وَلاَتَ حِينَ ذِمَامِ |
ورمَيْتَ جيشَهمُ اللُّهَامَ بعسكرٍ | مَجْرٍ وَجَيْشٍ مِنْ سُطَاكَ لُهَامِ |
ووَسَمْتَهُمْ بالعارِ يومَ لقِيتَهمْ | زَحْفاً بِشُمْسٍ كَالشُّمُوسِ وِسَامِ |
مِنْ كُلِّ مَنْ لَوْ كَانَ يُنْصِفُ لاكْتَفَى | بلِحاظِهِ من ذابلٍ وحُسامِ |
يُصْمِي الرَّمِيَّة َ رَاشِقاً مِنْ كَفِّهِ | طَوْراً وَمِنْ أَجْفَانِهِ بِسِهَامِ |
قومٌ إذا اعتقَلوا أنابيبَ القَنا | لِوَغًى حَسِبْتَ الأُسْدَ فِي آجَامِ |
غُلْبٌ ولكنْ في المَغافِرِ منهمُ | حَدَقُ المها وسوالفُ الآرامِ |
هذا يَكُرُّ بذابلٍ من قدِّهِ | لَدْنٍ وهذا باللواحِظِ رامِ |
فهُمُ إذا ركِبوا أُسودُ خَفِيّة ٍ | وَإذَا کنْتَدَوْا كَانُوا بُدُورَ تَمَامِ |
لولا التَّقِيَّة ُ قلتُ إنَّ وجوهَهمْ | صُوَرٌ تُبيحُ عبادة َ الأصنامِ |
رَاحُوا نَشَاوَى لِلِّقَاءِ كَأَنَّهُمْ | يَتعاقَرونَ عليهِ كأسَ مُدامِ |
وَكَأَنَّمَا لَمْعُ الظُّبَا بِأَكُفِّهِمْ | بَرْقٌ تَأَلَّقَ مِنْ مَتُونٍ غَمَامِ |
لبسوا الحديدَ على قلوبٍ مثلِهِ | بَأْساً فَشَنُّوا الَّلأْمِ فَوْقَ اللاَّمِ |
لِغُلاَمِهِمْ فِي الرَّوْعِ عَزْمَة ُ شَائِبٍ | ولكَهلِهمْ فيهِ هُجومُ غُلامِ |
تبِعوا الأميرَ أبا الفضائلِ فاقْتَدَوا | بِفَعَالِهِ فِي الْبَأْسِ وَالإقْدَامِ |
فَلْيَهْنِكَ الظَّفَرُ الَّذِي لَوْلاَكَ مَا | خطرَتْ بَشائرُهُ على الأوهامِ |
فَتحٌ جعلْتَ به العِدى أُحدوثَة ً | تَبْقَى مَدَى الأَحْقَابِ وَالأَعْوَامِ |
إنّي لأَعجَبُ والكُماة ُ عَوابسٌ | من وجهِكَ المُتهَلِّلِ البَسّامِ |
وإذا دَجى خطبٌ فرأيُكَ سافرٌ | وإذا عرى جَدبٌ فبحرُكَ طامِ |
فَتَمَلَّ مَا أَوْلاَكَ سَيِّدُنَا أَمِيرُ الْـ | ـمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنَ الإنْعَامِ |
واسعَدْ بما أُتيتَهُ من رُتبة ٍ | خَصَّتْكَ بِالتَّشْرِيفِ وَالإكْرَامِ |
وبخِلْعَة ٍ شهِدَتْ بأنّكَ حُزْتَ منْ | شرَفِ الخلافة ِ أوفَرَ الأَقسامِ |
لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابِ سَعَادَة ٍ | فضْلاً وتَسحبُ ذيلَ جَدٍّ سامِ |
تُخْشَى وَتُرْجَى سَيْفُ بَأْسِكَ قَاطِعٌ | بينَ الورى وسَحابُ جُودِكَ هامِ |