يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا | جَرْياً على عاداتِهِ الأُوَلِ |
إنَّ الزمانَ رمى ولِيَّكُمُ | فِي مُقْلَتَيْهِ بِحَادِثٍ جَلَلِ |
فَمَتَى يُسَرُّ بِمَنْظَرٍ حَسَنٍ | والحظُّ عندَ الحُسنِ للمُقَلِ |
أَهْدَيْتَهَا مِثْلَ الْخُدُودِ خُدُودَ | الْبِيضِ قَدْ دَمِيَتْ مِنَ الْخَجَلِ |
حسناءَ جاءَتْ من مَلابِسِها | مُخْتَالَة ً فِي أَحْسَنِ الْحُلَلِ |
في غيرِ مَوسمِها وقد ذهبَتْ | أيامُها والدهرُ ذو دُوَلِ |
فَكَأَنَّهَا كَانَتْ قَدِ کنْفَرَدَتْ | عن جِنسِها تمشي على مهَلِ |
لَمْ أَحْظَ مِنْهَا وَهْيَ حَاضِرَة ٌ | عندي بغيرِ الشمِّ والقُبَلِ |
فعرَفْتُ عَرْفَكَ من رَوائِحِها | وفهِمتُ منها حُسنَ رأيِكَ لي |
كَمْ مِنْ يَدٍ لَكَ لَسْتُ أُنْكِرُهَا | مَشكورة ٍ أمثالُها قِبَلي |
عَذْرَاءَ يَضْعُفُ عَنْ تَحَمُّلِهَا | شُكري كما يَقْوى بها أمَلي |
أذْكَرْتَني عصرَ الشبابِ بها | ومواسِمَ الأفراحِ والجَذَلِ |
أيامَ لا أُرعي لعاذلة ٍ | سَمعي ولا أُصغي إلى العَذَلِ |
فاليومَ عُودُ الدهرِ مُحتَطَبٌ | ذاوٍ وشمسُ العُمرِ في الطَّفْلِ |
لَمْ يَبْقَ لِي فِي لَذَّة ٍ أَرَبَّ | أَنَا مِنْ زِحَامِ الْهَمِّ فِي شُغُلِ |
أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا | وَعَلَى کقْتِرَابِ مَسَافَة ِ الأَجَلِ |
فَکسْحَبْ ذُيُولَ سَعَادَة ٍ فُضُلا | فِي ظِلِّ عَيْشٍ نَاعِمٍ خَضِيلِ |