شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شُكري لسَيْبِ نَوالِكَ الغَمْرِ | شُكرُ الرِّياضِ لوابلِ القَطْرِ |
يا من أمِنْتُ بجُودِ راحتِهِ | مَا كُنْتُ أَحْذَرُهُ مِنَ کلدَّهْرِ |
بنَداكَ يا ابن أبي المَضاءِ مضى | عنّا زمانُ البُؤسِ والعُسْرِ |
وبجودِ شمسِ الدينِ أسفَرَ لي | حَظِّي وَعَادَ مُسَالِمِي دَهْرِي |
لولا الأميرُ محمّدٌ درِسَتْ | سُبُلُ الهُدى ومَعالمُ البِرِّ |
رَبُّ السماحة ِ والفصاحة ِ والـْ | إقدامِ والمعروفِ والبِشْرِ |
عبَقُ الشمائلِ في سِيادَتِهِ | حُلوُ الفَكاهة ِ طيّبُ النَّشْرِ |
غَمْرُ کلرِّدَاءِ خَلَتْ جَوَانِحُهُ | لِلنَّاسِ مِنْ حِقْدٍ وَمِنْ غِمْرِ |
يَجلو الظلامَ ضياءُ غُرَّتِهِ | وَتَغَارُ مِنْهُ مَطَالِعُ کلْبَدْرِ |
مُتواضِعٌ لعُفاتِهِ كَبُرَتْ | أخلاقُهُ وعلَتْ عنِ الكُبْرِ |
ذو عَزمة ٍ كالنارِ مُضرَمة ٍ | وَخَلاَئِقٍ كَکلْمَاءِ وَکلْخَمْرِ |
وَيَدٍ يُقْصِّرُ دُونَ غَايَتِهَا | فِي کلْجُودِ جُودُ کلْغَيْثِ وَکلْبَحْرِ |
يا ابنَ الأُولى ناطُوا مَناقِبَهمْ | بمَعاقدِ العَيُّوقِ والنَّسْرِ |
أنتَ الذي جَلَّلْتَني نِعَماً | لاَ يَسْتَقِلُّ بِعِبْئِهَا شُكْرِي |
كَمْ مِنَّة ٍ أَوْلَيْتَنِي ضَعُفَتْ | عن حملِها لكَ مُنَّة ُ الشِّعرِ |
مَا زِلْتَ تَسْحَبُ فِي ثَرَى أَمَلي | كرَماً سَحابَ عطائِكَ الثَّرِّ |
حَتَّى غَدَوْتُ بِو | َصْفِ جُودِكَ مَكْـ |
ضاقَتْ مَعاذِيرُ الزمانِ بما | فِي کلنَّاسِ مِنْ بُخْلٍ وَمِنْ غَدْرِ |
أَحْصَاهُمُ عَدَداً فَمَا کشْتَمَلَتْ | مِنْهُمْ جَرِيدَتُهُ عَلَى حُرِّ |
ـدُودَ کلْقَرِيحَة ِ مُتْعَبَ کلْفِكْرِ | |
فَكَأَنَّهُ لَيْلٌ تَبَسَّمَ مِنْ | لأْلاَءِ وَجْهِكَ عَنْ سَنَا فَجْرِ |
سكنَتْ لأَوْبَتِكَ القلوبُ وكانتْ من تَطاوُلِها على ذُعْرِ | نَتْ مِنْ تَطَاوُلِهَا عَلَى ذُعْرِ |
وَحَلَلْتَ زَوْرَاءَ کلْعِرَاقِ كَمَا | حَلَّ الغَمامُ بماحلِ القَفرِ |
أبا عليٍّ عَداكَ المَخُوفُ والمَحذورُ | |
ورُبَّ هاوٍ في حَضِيضِ الثَّرى | طارَ به الجَدُّ معَ النسْرِ |