طَرَقَتْ وَدُونَ طُرُوقِهَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
طَرَقَت وَدونَ طُروقِها | مِن قَومِها الأُسدُ الغِضابُ |
وَاللَيلُ في أَذيالِهِ | شَفَقٌ كَما ذُبِحَ الغُرابُ |
وَرِواقُهُ المَضروبُ مِن | دونِ العُيونِ لَها حِجابُ |
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ سَقا | ها ماءَ رَونَقِهِ الشَبابُ |
تَروى دَمالِجُها وَيغ | رُبُ في مَوَشَّحِها الحِقابُ |
فَوَشى بِها عَبقٌ وَطي | بٌ لِلوُشاةِ بِها اِرتِيابُ |
وَبَدا لَنا ما كانَ يَس | تُرُ مِن مَحاسِنِها النِقابُ |
فَكَأَنَّها قَمَرٌ تَفَر | رَقَ عَن مَطالِعِهِ السَحابُ |
وَسَقَتكَ عَذباً مَن مَرا | شِفِها مَراشِفُها العِذابُ |
وَأَدارَتِ البِكرَ الشُمو | لَ كَأَنَّها ذَهَبٌ مُذابُ |
عَذراءَ أَلبَسَها وَشا | حاً مِن لَآليهِ الحَبابُ |
فَطَفِقتُ لا أَدري أَخَم | رٌ قَد سَقَتني أَم رُضابُ |
في لَيلَةٍ رَقَّ النَسي | مُ بِها كَما رَقَّ العِتابُ |
حَتّى إِذا طُوِيَت مُلا | ءَتُها كَما يُطوى الكِتابُ |
وَفَرا الصَباحُ رِداءَ غَي | هَبِها كَما يَفرى الإِهابُ |
وَأَضاءَ في إِدبارِها | فَلَقٌ كَما نَصَلَ الخِضابُ |
وَاِستَلَّ نَصلٌ مِن أَدي | مِ اللَيلِ قُدَّ لَهُ قِرابُ |
قامَت تَلوثُ خِمارَها | وَبِها اِرتِياعٌ وَاِكتِيابُ |
وَرَأَت لِواءَ الفَجرِ مَن | شوراً فَأَعجَلَها الذَهابُ |
ناشَدتُها وَلِأَدمُعي | في الخَدِّ سَحٌّ وَاِنسِكابُ |
أَيُرى لِلَيلَتِنا الَّتي | سَمُحَ الزَمانُ بِها إِيابُ |
جودي بِوَعدٍ مِنكَ وَال | ظَمآنُ يَخدَعُهُ السَرابُ |
وَلَئِن بَخُلتِ وَما عَلى ال | بيضِ الحِسانِ البُخلُ عابُ |
فَالصاحِبُ الحِزقُ الجَوا | دُ لَهُ العَطايا وَالرِغابُ |
وَرَبابُهُ المُنهَلُّ يُل | هي عَن نَوالِكَ يا رَبابُ |
لِمُؤَيِّدِ الإِسلامِ كَف | فٌ لا يُساجِلُها السَحابُ |
وَأَنامِلٌ تَندى البِلا | دُ عَلى المُحولِ بِها رِطابُ |
وَنَدى يَضيقُ بِسَحِّ دي | مَتِهِ المَحاني وَالشِعابُ |
بَحرٌ لَه في كُلِّ با | دِيَةٍ وَحاضِرَةٍ عُبابُ |
نَضُّ العَطاءِ إِلى مَوا | رِدِ جودِهِ تُنضى الرِكابُ |
ما عِندَهُ لِمُؤَمِّلٍ | جَدَواهُ غَيرَ نَعَم جَوابُ |
لَولا سَحائِبُ رِفدِهِ | ما أَخضَرَّ لِلعافي جَنابُ |
طَعماهُ مُختَلِفانِ شُه | دٌ إِن بَلَوناهُ وَصابُ |
بَأسٌ يُهابُ وَرَأفَةٌ | في النازِلينَ بِها يُهابُ |
وَسَدادُ رَأيٍ لا يَضِل | لُ عَلى بَديهَتِهِ الصَوابُ |
أَسَدٌ لَهُ يَومَ الطِعا | نِ عَواسِلُ الخِطِيِّ غابُ |
وَمِنَ التَريكَةِ لُبدَةٌ | وَمِنَ الظُبا ظُفرٌ وَنابُ |
تَعنو الوُجوهُ لِبَأسِهِ | وَتَلينُ في يَدِهِ الصِعابُ |
أَموالُهُ وَعَتادُهُ | جُردٌ مُطَهَّمَةٌ عِرابُ |
وَصَوارِمٌ أَبقى القِرا | عُ بِها فُلُولاً وَالضِرابُ |
في غِمدِها وَشَكيمِها | مِنها الجَداوِلُ وَالهِضابُ |
وَعَواسِلٌ لُدنٌ إِذا اِش | تَجَرَ الكُماةُ بِها صِلابُ |
حَيّاتُ وادٍ في نُحو | رِ الدارِ عينَ لَها اِنسِيابُ |
يَحمِلنَ زُرقاً لِلنُفو | سِ بِها اِختِطافٌ وَاِستِلابُ |
ضَرِيَت ثَعالِبُها كَما | ضَرِيَت عَلى البُعدِ الذِئابُ |
يَرمي العَدُوُّ بِسَهمِها | فَلِكُلِّ شَيطانٍ شِهابُ |
يُنمى إِلى بيضِ المَآ | ثِرِ طابَ خَيمُهُمُ فَطابوا |
قَومٌ رُبوعُهُمُ وَبو | عُهُمُ لِوَفدِهِمُ رِحابُ |
في غَيرِ ما يَزكو بِهِ ال | أَحسابُ لَيسَ لَهُم حِسابُ |
إِن أَومَضوا صابوا وَإِن | أَوموا إِلى غَرَضٍ أَصابوا |
وَإِذا دُعوا لِمُلِمَّةٍ | وَثَبو وَإِن سُئِلوا أَجابوا |
ياطالِباً مَسعاةَ مَج | دِ الدينِ أَنفُكَ وَالتُرابُ |
أَجهَدتَ نَفسَكَ طالِباً | ما لَيسَ يُدرِكُهُ طِلابُ |
مِن دونِ ما تَبغي عِقا | بٌ في تَوَقُّلِها عِقابُ |
لَكَ يا أَبا الفَضلِ المَسا | عي الغُرُّ وَالمِنَنُ الوِعابُ |
وَعَميمُ طولٍ لا يُطا | وِلُ لِلنُهوضِ بِها الرِقابُ |
أَدأَبتَ نَفسَكَ ما لَها | غَيرَ اِصطِناعِ العُرفِ دابُ |
وَحَمَلتَ ما يَعنى بِهِ ال | قُلَلُ الشَوامِخُ وَالهِضابُ |
فَاللَهُ في سَيفِ الخِلا | فَةِ أَن يُفَلَّ لَهُ ذُبابُ |
يَفديكَ أَغمارٌ بُرو | قُهُمُ لِشائِمِهِم خِلابُ |
قَومٌ نَصيبُهُم مِنَ ال | عَلياءِ أَن يَزكو النَصابُ |
كُلٌّ عَلى الآباءِ أَو | وَلُهُم بِآخِرِهِم يُعابُ |
لَهُمُ بُيوتُ سِيادَةٍ | لَكِنَّها بِهِمُ خَرابُ |
ما عِندَهُم إِلّا اِفتِخا | رٌ بِالأَوائِلِ وَاِنتِسابُ |
لا خَيرَ في المَوروثِ لا | يُنميهِ سَعيٌ وَاِكتِسابُ |
فَاِسلَم فَأَنتَ لِكُلِّ عا | رِفَةٍ وَمَأثُرَةٍ مَآبُ |
وَتَمَلَّ مُلكاً لا يُشا | بُ وَصَفوَ عَيشٍ لا يُشابُ |
يا كَعبَةَ الإِحسانِ قَد | نَزَلَت بِكَ الخَودُ الكَعابُ |
أُختُ القَناعَةِ لا تَخِف | فُ لَها إِلى طَمَعٍ رِكابُ |
وَفدُ الهَناءِ فَلا خَلا | لَكَ مِن وَفودِ الحَمدِ بابُ |