أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُبِثُّكُمُ أَنِّي مَشُوقٌ بِكُمْ صَبُّ | وأنَّ فؤادي للأسى بعدكُمْ نَهْبُ |
تَنَاسَيْتُمُ عَهْدِي كَأَنِّي مُذْنِبٌ | وَمَا كَانَ لِي لَوْلا مَلالُكُمْ ذَنْبُ |
أَدْنَى مَحَلَّتَهَا عَلَى | شَحْطِ کلْمَزَارِ وَقَرَّبَا |
وقد كنتُ أرجو أن تكونوا على النَّوى | كما كنتمْ أيّامَ يجمعُنا القُرْبُ |
أهلاً بمنْ أدناهُ لي | طَيفُ الخيالِ ومرحبا |
زارَتْ على عجَلٍ كما | خطرَتْ على الرَّوضِ الصَّبا |
وقد كانتِ الأيّامُ سِلْمي وشَملُنا | جميعٌ فأمسَتْ وهْيَ لي بعدَها حرْبُ |
أَمْسَى عَلَى مَا كَانَ مِنْـ | وَلَثَمْتُ عَذْباً أَشْنَبَا |
فيا من لقلبٍ لا يُبَلُّ غَليلُهُ | وأجفانِ عينٍ لا يَجِفُّ لها غَرْبُ |
حظَرْتُ عليها النومَ بعدَ فِراقِكُمْ | فَمَا يَلْتَقِي أَوْ يَلْتَقِي کلْهُدْبُ وَکلْهُدْبُ |
بَاتَتْ مُجَاجَتُهُ أَرَقَّ | مِنَ کلْمُدَامِ وَأَعْذَبَا |
وِبِکلْقَصْرِ مِنْ بَغْدَادَ خَوْدٌ إذَا رَنَتْ | لَواحِظُها لم يَنْجُ من كَيدِها قلْبُ |
كَعابٌ كَخُوطِ البانِ لا أرضُها الحِمى | ولا دارُها سَلْعٌ ولا قومُها كَعْبُ |
مُنعَّمة ٌ غيرُ الهَبِيدِ طعامُها | ومنْ غيرِ أَلْبانِ اللِّقاحِ لها شُرْبُ |
جَانٍ إذَا عَاتَبْتُهُ | فِيمَا جَنَاهُ تَعَتَّبَا |
وَلاَ دُونَها بيدٌ يُخَاضُ غِمَارُهَا | قِفارٌ ولا طَعنٌ يُخافُ ولا ضَربُ |
محَلَّتُها أعلا الصَّراة ِ ودارُها | على الكَرْخِ لا أعلامُ سَلْعٍ ولا الهَضْبُ |
إذَا نُسِبَتْ آبَاؤُهَا کلتُّرْكُ | |
ـلْبِي بِکلسُّلُوِّ لَهُ أَبَا |