بكرتْ سمية ُ غدوة ً فتمتعِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكرتْ سمية ُ غدوة ً فتمتعِ | وَغَدَتْ غُدُوَّ مُفارقٍ لَمْ يَرْجِعِ |
وَ تزودتْ عيني غداة َ لقيتها | بلوى عنيزة َ نظرة ً لم تنفعِ |
وَ تصدفتْ حتى استبتكَ بواضح | صلتٍ كمنتصبِ الغزال الأتلعِ |
و بمقلتيْ حوراءَ تحسبُ طرفها | وَ سنانَ ، حرة ِ مستهلَّ الأدمعِ |
وإِذا تُنازعُكَ الحديثَ رَأَيْتَها | حسناً تبسمها لذيذَ المكرعِ |
كغريضِ سارية ٍ أدارتهُ الصبا | مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ |
ظَلَمَ البِطاحَ به انْهلالُ حَريصَة ٍ | فصفا النطافُ بها بعيدَ المقلعِ |
لعبَ السيولُ به فأصبحَ ماؤهُ | غللاً تقطعَ في أصول الخروعِ |
فسميَّ ، ويحكِ ! هلْ سمعتِ بغدرة ٍ | رفعَ اللواءُ بها لنا في مجمعِ |
إِنَّا نَعِفُّ فَلا نَريبُ حليفَنا | ونَكُفُّ شُحَّ نفوسنا في المَطْمَع |
وَ نقي بآمن مالنا أحسابنا | وَنُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وَنَدَّعي |
وَ نخوضُ غمرة َ كلَّ يوم كريهة ٍ | تردي النفوسَ وَ غنمها للأشجعِ |
وَ نقيمُ في دار الحفاظ بيوتنا | زَمَناً، وَيَظْعَنُ غَيْرُنا للأَمْرَعِ |
بسَبيل ثَغْرٍ لا يُسَرِّحُ أَهْلُه | سَقِمٍ يُشارُ لقاؤهُ بالإِصبَعِ |
فسميَّ ما يدريكِ أنْ ربَ فتية ٍ | باكرتُ لذتهمْ بأدكنَ مترعِ |
محمرة ٍ عقبَ الصبوح عيونهم | بمرى ً هناكَ منَ الحياة وَ مسمع |
مُتَبَطِّحينَ على الكَنيف كَأَنَّهُمْ | يبكونَ حولَ جنازة ٍ لمْ ترفعِ |
بَكَرُوا عَليَّ بسُحْرَة ٍ فَصَبَحْتُهُم | منْ عاتقٍ كدم الذبيح مشعشعِ |
وَ معرضٍ تغلي المراجلُ تحته | عجلتُ طبختهُ لرهط جوعِ |
وَ لديَّ أشعثُ باذلٌ ليمينه : | قسماً لقدْ أنضجتَ ، لمْ يتورعِ |
وَ مسهدينَ منَ الكلال بعثتهم | بعدَ الرقاد إلى سواهمَ ظلعِ |
أَوْدَى السِّفارُ برِمِّها فَتخالُها | هيماً مقطعة ً حبالَ الأذرعِ |
تخدُ الفيافي بالرحال وكلها | يعدو بمنخرق القميص سميدعِ |
وَ مطية ٍ حملتُ رحلَ مطية ٍ | حَرَجٍ تُتَمُّ مِنَ العِثارِ بِدَعْدَع |
وَ مناخِ غيرِ تئية ٍ عرستهُ | قَمِنٍ مِنَ الحِدْثان نابي المَضْجَعِ |
عَرَّسْتُهُ وَوِسادُ رَأْسِي ساعِدٌ | خاظي البَضيعِ عُروقُهُ لم تَدْسَعِ |
فَرَفَعْتُ عنْهُ وهو أَحْمَرُ فاتِرٌ | قَدْ بان مِنِّي غَيْرَ أَنْ لَمْ يُقْطَعِ |
فَتَرَى بِحَيْثُ تَوَكَّأَتْ ثَفِناتُها | أثراً كمفتحصِ القطا للمضجعِ |