بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ- | بُرَيقٌ شجاني، والدُّجى لِمَمٌ شُمْطُ |
كَأَنَّ خِلالَ الغَيْمِ مِن لَمَعانِهِ | يَدَي قادحٍ يَرْفَضُّ مَن زَندهِ سِقْطُ |
تَناعَسَ في وَطفاءَ، إن حلَّتِ الصِّبا | عَزالِيهَا بالوَدقِ عَيَّ بِها الرَّبطُ |
فَلا بَرِحَتْ تُروي الغَميمَ بِوابِلٍ | يَدُرّ على رَوضٍ، أَزاهِيرُهُ تَغْطو |
إذا نَشِيَتْ أَرواحَهُ العِيسُ مَوْهِناً | دَعاها القَصِيصُ الجَعْدُ والنَّفَلُ السَّبْطُ |
هُوَ الرَّبعُ، لا قَوسي عَلى مَيعة ِ الصِّبا | مُعَطَّلَة ٌ فيهِ، وَلا أَسْهُمي مُرْطُ |
عَهِدْتُ بِهِ غَيْداءَ تُلْقِي على الثَّرى | أَساوِدَ فَرعٍ في القلوبِ لهَا نَشطُ |
إذا نَظَرتْ أَوْ أَتْلَعَتْ قُلتُ جُؤذَرٌ | رَأَى قانِصاً فَارْتاعَ، أَوْ ظَبْيَة ٌ تَعْطو |
وَبَيْضاءَ تَرْوى دُونَها السُّمْرُ مِن دَمٍ | وَكَمْ حَصَدَ الأَرْواحَ ما أَنْبَتَ الخَطُّ |
تَبَسَّمُ عن أَحْوى اللِّثاتِ يَزِيْنُهُ | جُمانٌ يُباهيه عَلى جِيدها السِّمطُ |
تَرَدَّدَ فيهِ الظَّلْمُ حتَّى كَأَنَّهُ | عَلى الشَّيْمِ مِن ظَنّي إذا ذيقَ إسفِنْطُ |
وَتُرْخِي على المَتْنَيْنِ أَسْحَمَ وارِداً | يَمُجُّ فتِيتَ المِسكِ مِن نشرِهِ المِشطُ |
إذا اللَّيلُ أَدناها إِليَّ نأَى بها | صَباحٌ كَما أوفْى عَلى اللِّمَّة ِ الوَخْطُ |
وَعُدْتُ أَكُفُّ المَشيَ مِنْ حَذَرِ العِدا | عَلَى قَدَمٍ يُخفي مَواطِئَها المِرطُ |
وَكُنّا شَرَطنا الوَصلَ لَولا ثَلاثة ٌ | إذا ما تواصوا بالنَّوى انتقضَ الشَّرطُ |
مُهيبٌ بِأُخرى َ النّاجياتِ، ونَاعِبٌ | وَغَيرانُ يَقضي بِالظُّنونِ وَيَشْتَطُّ |
جَلَوا مِن عَذارَى الحَيِّ لِلْبَيْنِ أوْجُهاً | شَرِقْنَ بِدَمْعٍ يَمْتَري خِلفَهُ الشَّحطُ |
كَأَنَّ الرِّياضَ الحُوَّ يَنْفُضْنَ فَوقَها | شَقائِقَ فِيها مِن دُموعِ الحَيا نَقْطُ |
وَلَيلٍ طَوَتِ كسرَيه بي أَرْحبيَّة ٌ | عَلى نَصَبِ المَسرى بآمالِنا تَمطُو |
أَقول لَها الوَجى ، وكَأَنَّها | فُوَيْقَ سِنانِ الزّاعِبيِّ بِنا تَخْطُو |
خِدي بِي رَعاكِ اللّهُ إنَّ أَمامَنا | أَعزَّ بِهِ في كُلِّ حَادِثَة ٍ نَسْطُو |
فَسِيري إلَيْهِ واهْجُري أَجْرَعَ الحِمَى | يَرفُّ عَليكِ العِزُّ لا الأَثلُ وَالخَمْطُ |
إلى مُسْتَقِلٍّ بِالنَّوائِبِ والوَغى | تُرِمُّ مَذاكِيهِ فَأَصواتُها النَّحْطُ |
وَتَصدُرُ عَنْ لَبّاتِهِنَّ نَواهِلاً | صُدُورُ العَوالي وَهيَ مُزوَرَّة ٌ تَقطو |
أَخو مَأقطٍ إن طَاولَ القِرن قدَّهُ | وَضَرْبَتُهُ إنْ عارَضَ البَطَلَ ، القَط |
تُخاطُ عَلَيهِ مِن عَجاجٍ مُلاءَة ٌ | وَلكنَّها بالسَّمْهَرِيَّة ِ تَنعَط |
وَيطوي عَلى البَغضاءِ جَنبيهِ كاشِحٌ | تَخَطَّى بِهِ رَهواً إلى الحَسَدِ الغَبطُ |
يُحاوِلُ أَدنى شَأُوِهِ فَهْوَ جاهِدٌ | عَلى الأَينِ كَالعَشواءِ أَجهَدَها الخَبطُ |
إليكُمْ فَدُون المَجدِ مَن لا يَخُونُه | شَبا نابِهِ المَذْرُوبُ والمِخلَبُ السَّلطُ |
يَلَذُّ بِأَفْواهِ المُلوكِ بِساطُهُ | فَقَدْ كادَ أَنْ تَبْلَى مِنَ القُبَلِ البُسطُ |
مِنَ القَوْمِ عَدَّ النَّاسِبُونَ بُيُوتَهُمْ | فَلَم يُنكِروا أنَّ النُّجومَ لهُمْ رَهْطُ |
مَغاويرُ وَالهَيْجاءُ تُلقي قِناعَها | مَغازيرُ والغَبْراءُ يُلْوِي بِها القَحْطُ |
لَهُمْ قَسِماتٌ تَسْتَنيرُ طَلاَقة ً | بِها لأَديمِ اللَّيلِ عَن فَجرِهِ كَشطُ |
هُمُ في الرِّضَى كَالْماءِ يُسْتَنُّ في الظُّبا | وَكَالنّارِ فيها حينَ يَسْتَلُّها السُّخْطُ |
فَإن يَغْضَبوا مِن سَورة ِ العِزِّ يَحْملُوا | وإنْ يَقدِروا يَعْفوا، وإنْ يسْأَلوا يُعْطوا |
وَكَمْ لَكَ يا عَدنانُ عِنديَ مِنْ يَدٍ | كَما أَنهَرَتْ أَطْباءَها اللَّقْحَة ُ البِسْطُ |
وَقَد أَنِسَتْ بالمُسْتَحقِّ فَأُنمِيَتْ | وَلَمْ يَحْبُ كُفرانٌ إلَيها وَلا غَمْطُ |
يَراني الّذي عاداكَ مِلءَ جُفونِهِ | قَذى ً وَقَتاداً لا يُشَذِّبُهُ الخَرْطُ |
تَأَبَّطَ شَرّاً مِنْ حُقودٍ قَديمَة ٍ | وَتِلكَ لَعَمري شَرُّ ما ضَمَّهُ الإبْطُ |
فقالَ تَمميميٌّ هَواهُ، وَهَل لَهُ | أَبٌ كَتَميمٍ أَوْ كَأَبنْائِهِ سِبْطُ |
تَمُدُّ حِفافَيْكَ القَوافي جَناحَها | وَهنَّ أَفاعٍ يَحتَوِشْنَ العِدا رُقطُ |
شَوارِدُ أَمثالَ اللآلِىء ِ، مَالَها | إذا انتَثَرتْ، إلاّ بِنادِيكُمُ لَقط |
كَأَنِّي قَسِيمُ الفَخْرِ فِيما بَنَيْتُمُ | مِنَ المَجْدِ، أَو لِيْ مِنْ مَناقِبِكُمْ قِسْطُ |
أَيَبْغِي عُلاً تَسْمُو إلَيْهِنَّ صاعِداً | ضَجيعُ هُوَينَى ، مِنْ سَجِيَّتِهِ الهَبطُ |
وَأَنَّى يكونُ المُلْتَقَى عِنْدَ غايَة ٍ | وَأَنْتَ غداة َ السَّبْقِ تَعْلو وَيَنْحَطُّ |
فَلازالَ مَعْصوباً- وَإنْ رَغِمَ العِدا- | بِكَ النَّقضُ وَالإبرامُ وَالقَبضُ وَالبَسْطُ |