إنّي طَرِبتُ إلى شمسٍ إذا طلَعَتْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّي طَرِبتُ إلى شمسٍ إذا طلَعَتْ | كانَتْ مشارقُها جوفَ المقاصيرِ |
شَمسٌ مُمَثَّلَة ٌ في خَلْقِ جارية ٍ | كأنّما كَشحُها طيُّ الطَّوامِيرِ |
ليسَتْ من الإنسٍ إلا في مناسبة ٍ | ولا منَ الجِنّ إلا في التّصاويرِ |
فالجسمُ من لؤلؤٍ والشّعرُ من ظُلمٍ | والنَّشرُ من مِسكة ٍ والوَجهُ من نورِ |
إنّ الجَمالَ حَبَا فَوْزاً بخِلعتِه | حذواً بحَذوٍ وأصْفَاها بتحويرِ |
كأنّها حينَ تَمشي في وصائفِها | تخطو على البَيْض أو خُضْرِ القواريرِ |
أُنْبِئْتُها صرَخَتْ لمّا رأتْ أسداً | في خَاتَمٍ صوّرُوه أيَّ تَصويرِ |
يا صاحبيّ إلى رؤياي فاتَمِعا | إني رأيتُ لدى ضَوء التّباشيرِ |
كأنّ فَوزاً تُعاطيني على فَرَسٍ | إكليلَ رَيحَانِ فغْوٍ كالدّنانيرِ |
الحَمدُ لله هذَا إنّها جَعَلتْ | في راَحَتي أمرَها يا حُسْنَ تعبِيري |
إني لمُنْتَظِرٌ رُؤياي ذَا أمَلٍ | والحُكْمُ يأتي بتَقديمٍ وتأخيرِ |
طُوبَى لعينٍ رأتْ فوْزاً إذا اغتمضَتْ | وقرّتِ العَينُ مِنها كلَّ تَقريرِ |
لا تهجُرنيني على نا بي بعيشِكُمُ | إنّي لتَرحَمُ نفسي كلَّ مَهجورِ |
إنّي أراني وإخواني قد اجْتَمَعُوا | في مجلسٍ بأعالي الكَرْخِ مَحضورِ |
بكيتُ من طَربٍ عندَ السَّماعِ كما | يبكي أخو غُصَصٍ من حُسن تذكيرِ |
وصاحبُ العِشقِ يبكي عند سكرته | إذا تجاوبَ صَوتُ البَمّ والزّيرِ |
يا فوزُ يفديكِ خَلقُ اللّهِ كلّهُمُ | طوعاً وكُرهاً على صُغرٍ وتَصغيرِ |
يا فوزُ لولاكِ لمْ أنفكّ من طرَبٍ | آوي إلى آنساتٍ كالدّمى حُورِ |
يا فوزُ أهلُكِ لاموني فقلتُ لهم | أدّوا فؤادي أدعْكمْ غيرَ مزجورِ |
الله يعلَمُ أني ناصحٌ لكُمُ | جُهدي ولكنّ سعيي غيرُ مَشكورِ |
لا يُبعدِ الله غيري حين قُدتُ لَكُمْ | نفسي وبِعتُكُمُ صَفوي بِتكديري |
يا أهلَ فوزٍ أما لي عندكُمْ فَرَجٌ | ويْلي ولا راحة ٌ من طُولِ تَعزيري |
يا أهلَ فوزَ ادفنوني وهي جامِحة ٌ | حَتّى إذا يَئسوا قالوا لها سِيري |