أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ | وكَيفَ والحُبُّ إظهارٌ وإضمَارُ |
أمّا أنا فإذا أحببتُ جَاريَة ً | لمْ أنْسها أبَداً والنّاسُ أطوارُ |
ياليتَ من ولَدتْ حواءُ من ولدٍ | صُفّوا اتّباعاً لأمري ثُمّ اختارُ |
إنيّ بُلِيتُ بشَخصٍ ليسَ يُنصِفُني | باغٍ لقَتلي وربّي مِنه لي جَارُ |
صادَتْ فُؤاديَ مِكسالٌ مُنعَّمة ٌ | كالبدرِ حينَ بدا بيضاءُ مِعطارُ |
خودٌ تشيرُ برخْصٍ حفّ مِعصَمَه | دُرّ وساعدُه للوجهِ ستّارُ |
صادَتْ بِعَينٍ وثَغرٍ رَفَّ لُؤلؤُه | فالعينُ مُمرِضة ٌ والثّغرُ سحّارُ |
يا ليتَ لي قَدَحاً في راحتي أبداً | قدْ مسّ فاهَا ففيه منهُ آثارُ |
طُوبَى لثوبٍ لها إنّي لأحسدُهُ | إذا عَلاها وشَدَّ الثوبَ أزرارُ |
ما سُمّيَت قَطُّ إلاّ هِجتُ أذكُرها | كأنّما أشعِلتْ في قلبي النّارُ |
يا مَنْ يُسائلُ عن وَجدي لأُظهِرَهُ | إنّ المحبّ لتَبَدُو مِنه أسرارُ |
فاسمَعْ مُناقَلتي وانْظُر إلى نظَري | إنْ كانَ مِنكَ لما في الصّدرِ إنكارُ |
أمّا اسمُها فَهْوَ مَكتومٌ فَليسَ له | مِنّي إليكَ بإذنِ اللّهِ إظهَارُ |
كأنّما القلبُ من يوم ابتُليتُ بها | بينَ السماءِ وبينَ الأرضِ طَيّارُ |
ما للهَوى ، لا أراشَ الله أسهُمَه، | إنّ الهوى لعبادِ اللّهِ ضرّارُ |
أمسَى يُكلّفُني خوداً مُمنَّعَة ً | مِنّي ومن دُنِها حُجْبٌ وأستارُ |
تلكَ الرَّبابُ ولا إعلانَ لو عَلِمتْ | ما بيَ لقد هاجها شوقٌ وتذكارُ |
طالَ الوقوفُ ببابِ الدّار في عِللٍ | حتى كأنّني لِبابِ الدار مِسمارُ |
إني أطيلُ وإنْ لمْ أرجُ طلعتها | وَقفي وإني إلى الأبوابِ نَظّارُ |
أقولُ للدارِ إذْ طَالَ الوُقوفُ بها | بعدَ الكَلالِ وماءُ العَينِ مِدرارُ: |
يا دارُ هل تَفقَهينَ القولَ عن أحد | أم ليس، إن قال، يُغني عنهُ إكثارُ |
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي | لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ |
مالي أزورُ أناساً ليسَ يَعرِفُني | مِن أهْلِهِمْ أحدٌ؟ إنّي لَزَوّارُ |
أمَا لَئِن قَبلِوا عُذري لقد عدَلُوا | في حُكم ولئنْ ردّوا لقد جاروا |
قالوا: نسيرُ! فلا ساروا ولا وَقَفوا | ولا استقلّتْ بهمْ للبينِ أكوارُ |
ماعندهم فرجٌ في قربِ دارهمْ | وَلا لنَا مِنهمُ في البُعد أخبارُ |
إذا ترحّلَ من هامَ الفُؤادُ بهِمْ | فما أُبالي أقام الحيُّ أم سَاروا |