عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ | ونأى ولمْ أكُ ذاكَ مِنْهُ أريدُ |
يُمسي ويُصبِحُ مُعرِضاً متَغضبِّاً | وإذا قصَدتُ إليهِ فَهوَ يَحِيدُ |
ويَضِنُّ عَنّي بالكَلامِ مُصارماً | وبمُهجتي وبما يُريدُ أجودُ |
إني أحاذِرُ صَدّه وفراقه | إنّ الفِراقَ على المحبّ شديدُ |
يا من دعاني ثمّ أدبرَ ظالماً | إرجِعْ وأنْتَ مُواصِلٌ مَحمودُ |
إني لأكثرُ ذكركمْ فكأنّما | بعُرى لساني ذِكركمْ مَعقودُ |
أبكي لسُخْطِكِ حينَ أذكرُ ما مضَى | يا ليتَ ماقد فاتَ لي مَردودُ |
لا تَقْتُليني بالجَفَاء تَمادِياً | واعنَيْ بأمري إنّني مَجهودُ |
ما زالَ حُبّكِ في فؤادي ساكناً | وَلهُ بِزَيدِ تنفُّسي تَردِيدُ |
فَيَلِينُ طوراً للرّجاء وتارة ً | يَشتدّ بينَ جوانحي ويزيدُ |
حَتى برَى جِسمي هواك فما تُرى | إلاّ عِظامٌ يُبّسٌ وجلودُ |
لا الحبُّ يَصرِفُهُ فُؤادي ساعة ً | عنَه ولا هو ما بقِيتُ يَبيدُ |
وكأنّ حبّ النّاسِ عنديَ ساكنٌ | وكأنّهُ بجوانحي مشدودُ |
أمسى فُؤادي عندَكمْ ومحلّهُ | عندي فأينَ فُؤادي المفقودُ |
ذهَبَ الفُؤادُ فما أحسّ حسيسه | وأظنُّه بوصالكمْ سَيعُودُ |
والله لا أبغي سوِاكِ حبيبة ً | ما اخضرّ في الشّجرِ المُورّقِ عودُ |
لله دَرُّ الغانِياتِ جَفَونَني | وأنا لَهُنّ على الجَفاء ودودُ |
يَرعينَ عهدي ما شَهِدتُ فإن أغبْ | يوماً فما لي عندَهنْ عُهودُ |