أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ | أودى ، وذلك شأوٌ غيرُ مطلوبِ |
وَلَّى حَثيثا ، وهذا الشَّيبُ يَطلبُهُ | لو كَانَ يُدرِكُه رَكَضُ اليَعاقِيبِ |
أودَى الشّبابُ الّذِي مَجْدٌ عَواقبُهُ | فيه نلذ، ولا لذات للشيب |
يومان : يوم مقامات وأتدية | ويوم سير إلى الأعداء، تأويب |
وكرنا خيلتا أدراجها رجعا | كس السنابك، من بدء وتعقيب |
والعاداتُ، أسابيُّ الدماءِ بها | كأنَّ أعناقَها أَنصابُ تَرجِيبِ |
من كلّ حتٍّ إذا ما ابتلَّ ملبدهُ | ضافي السَّبِيبِ ، أسِيلِ الخَدِّ يَعبوبِ |
ليس بأقنى ، ولا أسفى ، ولا سغلٍ | يسقى دواءَ قفيِّ السَّكنِ مربوبِ |
في كلِّ قائمة ٍ منه، إذا اندفعتْ | مِنهُ ، أساوٍ كفَرغِ الدَّلوِ ، أُثعوبِ |
كأنَّهُ يرفئيٌّ نام عن غنمٍ | مُستنفَرٌ فِي سَوادِ اللَّيلِ مَذؤوبِ |
تمَّ الدسيعُ إلى هادٍ له بتعٍ | في جُؤجُؤٍ ، كَمَداكِ الطِّيبِ مَخضُوبِ |
تَظَاهَرَ النَّيُّ فيهِ ، فهُوَ مُحتَفِلٌ | يعطي أساهيَّ من جريٍ وتقريبِ |
يحاضرُ الجونَ مخضرّاً جحافلها | ويسبقُ الألفَ عفواً، غيرَ مضروبِ |
كمِ من فقيرٍ، باذن الله، قد جيرتْ | وذِي غِنًى بَوَّأَتْهُ دَارَ مَحروبِ |
مِمّا يُقدِّمُ في الهَيجا ، إِذا كُرِهَتْ | عند الطعان، وينجي كلَّ مكروبِ |
همَّتْ معدٌّ بناهمّاً، فنهنهها | عنّا طعانٌ، وضربٌ غيرُ تذبيبِ |
بالمَشرَفيِّ ، ومَصقولٍ أسِنَّتُها | صمّ العواملِ، صدقاتِ الأنابيبِ |
يجلو أسنَّتها فتيانُ عادية ٍ | لا مُقرِفينَ ، ولا سُودٍ ، جَعابِيبِ |
سوَّى النّقافُ قناها،فهيَ محكمة ٌ | قَليلة ٌ الزَّيغِ ، مِنْ سَنٍّ وتَركيبِ |
كأنَّها ، بأكُفّ القومِ إِذ لَحِقُوا، | مَواتحُ البِئرِ ، أو أشطانُ مَطلوبِ |
كِلا الفَرِيقَينِ: أعلاهُم وأسفَلُهْم | شَجٍ بأرماحِنا غَيرَ التَّكاذِيبِ |
إِنِّي وَجَدتُ بني سعدٍ ، يُفضِّلُهُمْ | كُلُّ شِهابٍ على الأعداءِ مَصبوبِ |
إِلى تَميمٍ ، حُماة ِ الثَّغرِ ، نِسبتُهُمْ | وكلٍّ ذِي حَسَبٍ في النّاسِ ، مَنسوبِ |
قومٌ، إذا صرَّحتْ كحلٌ، بيوتهمُ | عزُّ الذليل، ومأوى كلِّ قرضوبِ |
ينجيهمِ من دواهي الشرّ. إنْ أزمتْ | صَبرٌ عَلَيها ، وقِبْضٌ غَيرُ مَحسوبِ |
كنّا نَحُلُّ ، إذا هَبَّتْ شآمِيَة ً | بكلّ وادٍ، حطيبِ البطنِ، مجدوبِ |
شِيبِ المَباركِ ، مَدْروسٍ مَدافعُهُ | هابي المراغِ. قليلِ الودقِ. موظوبِ |
كنّا، إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ | كان الصُّراخُ له قرعَ الظنابيبِ |
وَشَدَّ كُورٍ ، على وَجناءَ ناجِية ٍ | وشَدَّ لِبْدٍ ، على جَرداءَ سُرحُوبِ |
يقالُ: محبسها أدنى لموتعها | ولو تَعادَى بِبَكْءٍ كُلُّ مَحلوبِ |
حتّى تُرِكْنا ، وما تُثْنَى ظَعائِنُنا | يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ |