هَذَا كِتَابي عَنْ كَمَالِ سَلامِة ِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هَذَا كِتَابي عَنْ كَمَالِ سَلامِة ِ | عِنْدِي وَحَالِ شَرْحِهَا في الجُمْلَة ِ |
همٌّ وإقتارٌ وعمرٌ ذاهبٌ | وَفِرَاقُ أَوْطَانٍ وَفَقْدُ أَحِبَّة ِ |
يا إخوتي وإذا صدقتُ فأنتمُ | منْ إخوة ِ الأيَّامِ لا مِنْ إخوتي |
بُعْداً لآمالي التي عَلَّقْتُها | بكُمُ فجارَت في السبيلِ وضلتِ |
أَأَغِيبُ عَنْ حَلَبٍ ثَلاثَة َ أَشْهُرٍ | لمْ تكتبُوا فيها إليَّ بلفظة ِ |
حتَّى كأنِّي قدْ جنيتُ عليكمُ | ما أستحقُّ بهِ عظيمَ الجفوة ِ |
لا حرمة َ الآدابِ راعيتمْ ولاَ | حَقَّ الإخَاء وَلا ذِمَامَ الصُّحْبَة ِ |
وَكَأَنَّني بِكُمُ إِذَا لَفَّقْتُمُ | عُذْراً كَمِثْلِ الحَاجَة ِ المَعْرُوفَة ِ |
قُلْتُمْ شُغِلْنَا بالحِصَارِ وَصَدَّنَا | ما كانَ بعدَكَ منْ معزِّ الدولة ِ |
وَصَدَقْتُمُ فَبِأَيِّ حُكْم صُدِّرَتْ | كُتُبُ التّجَارِ خِلالَ تِلكَ التَّوْبَة ِ |
أعجزتمُ عنْ مثلِ ما همُّوا بهِ؟ | بُعداً لِمَنْ هُوَ دُونَهُمْ في الهِمَّة ِ |
طابَ التنصرُ منكمُ فتوقعُوا | بعدَ الصيامِ حديثَ معموديتي |
لوْ شئتُ أهربُ مرة ً منْ عندكمْ | ما كنتُ أقصدُ غيرَ قسطنطينية ِ |
ولأكتبنَّ إذا نشطتُ إليكمُ | منْ ديرِ أرمانوسَ بالرومية ِ |
يا ابنَ المقلدِ والكلامُ جميعهُ | عطفٌ عليكَ وأنتَ رأسُ الزمرة ِ |
أجلبتَها وبرئتَ منْ تبعاتهَا | هذي فعالُ الشيخِ والدَ مرة ِ |
بالله خَبِّرني لأَيَّة ِ عِلَّة ٍ | أَعْرَضْتَ عَنْ عَهْدِي لكُمْ وَوَصِيَتي |
ألوصلِ مؤنسكَ الذي أحضرتهُ | وجعلتَ خدمتهُ برسمِ الخلوة ِ؟ |
مَا هَكَذَا يَتَنَاصَفُ الخِلاَّنُ في | حكمِ المودة ِ بينهمْ والخُلة ِ |
كنْ كيفَ شئتَ فإنَّ قربكَ بعدَهَا | حدُّ الرجاءِ وغاية ُ الأمنية ِ |
أَمَا أَخُوكَ أَبُو العَلاء فَإِنَّني | مَا زِلْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ لُؤمَ العِشْرَة ِ |
قدْ كنتُ أعدَمُ في الحضورِ سؤالَهُ | عَنِّي فَكَيْفَ يَكُونُ عِنْدَ الغَيْبَة ِ |
ومتى يحنُّ ومَا يزالُ مرنحاً | في نشوة ٍ ومطوحاً في سكرة ِ |
ولخلكَ الخمريِّ عذرٌ واضحٌ | عندِي فلستُ ألومهُ في الجفوة ِ |
والذنبُ لي فيما جناهُ فإنَّني | رمتُ المروءة َ منْ تجارِ الكوفة ِ |
وَمِنَ العَجَائِبِ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ | وهوَ القديمُ العهدِ بالقدموسة ِ |
ينسَى هوايَ فمَا أمرُّ ببالهِ | شُغْلاً بِتِلكَ العُصْبَة ِ السُّوقيَّة |
يَا صَاحِبَ الخُفَّين قَدْ ذَهَبَا إلى | عِنْدَ المُبَارِزِ والشَّبابِ المُصْمَتِ |
وَعَلَيْكَ أَجْرُ الحِمْلِ فَأنْقُدُه فَمَا | فيهِ خلافٌ عندَ أهلِ القبلة ِ |
وَبِحَقِ دِينَاٍر عَلَيْكَ فَإنَّهُ | إِنْ كُنْتَ تَهْوَاهُ أَجَلَّ إِليَّة ِ |
أبلغْ أبَا الحسنِ السلامَ وقلْ لهُ | هَذَا الجَفَاء عَدَاوَة ٌ للشِّيعة |
فلأطرقنَّ بمَا صنعتَ مكابراً | وأبُثُّ ما لاقيْتُ مِنْكَ لنُكتة ِ |
وَلأَجلسنَّكَ لِلْقَضِيَّة ِ بَيْنَنَا | في يومِ عاشوراءَ بالشرقية ِ |
حتَّى أثيرَ عليكَ منهَا فتنة ً | تُنْسِيكَ يَوْمَ خَزَانَة ِ الصُّوفِيَّة ِ |
دعْ ذَا وقلْ لي أنتَ يا ابنَ محسنٍ | وَجَفَاء مِثلِكَ مِنْ تَمَام المِحْنَة ِ |
كَانَتْ وزارتُكَ الَّتي دَبَّرْتَني | فيها كمثلِ الخدمة ِ الرحبية ِ |
صاحَ الغرابُ بهَا ففرقَ شملَنا | قَدَرٌ رَمَتْ فِيهِ الخُطوُبُ فَاصْمَتِ |
مَا كنَ حَقُّكَ أَنْ تَمَلَّ وإنَّما | تَارِيخُ وَصْلِكَ من حصارِ القَلْعَة ِ |
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكَ في عقابِ هِرَقْلَة ٍ | وَجِبَال نِيقِيَّة ٍ وَثَلْجِ الحِمَّة ِ |
وَصَدِيقُكَ الخبَّازُ مَشْغُولٌ عَلَى | أدبارهِ بالقصة ِ المكتومة ِ |
حَيْرَانُ يَطْلُبُ مَوْضِعاً يَخْلُو بِهِ | فيهِ وذلكَ منْ تمامِ المحنة ِ |
واقرَ السلامَ على الفقيهِ وقلْ لهُ | وهو العتادُ لدفعِ كلِّ ملمة ِ |
حاشاكَ أن تصفَ الودادَ وأهلهُ | ويكونَ حبكَ كلهُ بالقوة ِ |
مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ بَعَثْتَ تَحِيَّة ً | وكتبتَ خمسة َ أسطرٍ في رقعة ِ |
أَبِمِثْلِ هَذَا يَخْصِبُ البُسْتَانُ أَوْ | يَزْدَادُ حُسْنَ الدَّارِ في السَّهْلِيَّة ِ؟ |
واعلمْ أبا الحسنِ الوكيلَ صديقهُ | حَمْدِي لِتلْكَ القِصَّة ِ المشْكُورَة ِ |
وَوَقَفْتَ مِنهُ عَلَى كِتَاب وَاحدٍ | تَاريخُهُ للنِّصْفِ مِنْ ذي القِعْدَة ِ |
فَوَجَدْتُهُ مُتَضَمِّناً ذِكْري بِلا | خبرٍ أسكنُ منهُ بعضَ اللوعة ِ |
عملاً كبيراً أيْ بأنِّي سالك | طرقَ التجارة ِ لازمٌ لمعيشتي |
ما كنتُ أطلبُ منهُ إلاَّ ذكرَ أخبارِ | الجماعة ِ دونَ حالِ البلدة ِ |
يَا قَوْمُ مَا بَالي ثَقِلْتُ عَلَيْكُمُ | منْ بعدِ تلكَ النية ِ المحروسة ِ |
وَأَظُنُّ شَوْقَكُمُ إِليَّ كَأَنَّهُ | شَوْقُ اليَهُودِ إِلى زَمَانِ الفِتْنَة ِ |
شَاهَدْتُ بَعْدَكُمُ عَجَائب جَمّة | ورأيتُ كلَّ طريفة ٍ وغريبة ِ |
ولقيتُ قوماً ما أبو الفضلِ بنِ | الأنباريِّ إلاَّ دونهمْ في الخسة ِ |
لَو جَامِعٌ رُسُلَ المسيحِ إليهم | الإنجيلُ ما ذادُوهُمُ عنْ فرية ِ |
أتلُو الحديثَ عليهِمُ فكأنَّني | قَدْ صِرْتُ مِنْهُمْ في خِطَابِ القُوَّة ِ |