ذرني ونجداً لاحملت نجادي
ذرني ونجداً لاحملت نجادي | إنْ لم أَخُطَّ صعيدَهُ بِصِعادِ |
وأُخَضْخِضَنّ حشا الظلامِ إلى الدُّمى | |
وأصافحن سوالف الأجياد | |
حيث العبير وشى تأرّجه على | مَسْرَى الظباءِ وَمسْرَحِ الأبراد |
ولقد مررت على الكثيب فارزمت | فسقتهمُ، حيثُ کرْتمتْ برحالهمْ |
ابلي ورجّعت الصهيل جيادي | |
ما بين ساحات لهم ومعاهد | |
سقيت من العبرات صوب عهاد | |
ضربوا ببطن الواديين قبابهم | |
بين الصوارم والقنا المنآد | |
والورق تهتف حولهم طرباً بهم | |
فبكلِّ مَحْنِيَة ٍ ترنمُ شادي | |
يا بانة َ الوادي كفى حزناً بنا | |
الا نطارح غير بانة وادي | |
أين الظباءُ المشرئبَّة ُ بالضحى | |
في منحناك وأين عهد سعاد | |
وردوا ومن بعض المناهل أدمعي | |
ونأوا وبعض الظاعنين فؤادي | |
ينهل وابلها كما ينهل من | |
يمنى أبي الفضل الكريم أيادي | |
الأريحيُّ إلى السماحة ِ مثلما | |
يرتاحُ للماءِ المروَّقِ صادي | |
والمعتلي فوق السماك أرومة ً | |
والمزدري في الحلم بالأطواد | |
قاضٍ إذا يمَّمْتُ عَدْلَ قضَائِهِ | |
لم أُعْطِ جَوْرَ الحادثاتِ قِيادِي | |
متواضع والله يرفع قدره | |
عنْ أنْ يُقاسَ بسائرِ الأمجاد | |
ما قُلِّدَ الأحكامَ دونَ تُقى ً وهلْ | |
يُتَقَلَّدُ الصَّمْصامُ دونَ نِجَاد | |
طلقُ المحيّا واليدينِ إذا کحتبى | |
وإذا حبا رحب الندى والنادي | |
لو أُلِبسَ الليلُ البهيمُ جَلاَلهُ | |
لم تشتمل أرجاؤه بسواد | |
طاب الثناءُ تضوُّعاً منهُ على | |
حسن الشمائل طيب الميلاد | |
فإذا تنازعنا حديث علائه | |
سمراً كحلنا أعيناً بسهاد | |
تُحْدى به الأنضاءُ عندَ لُغُوبها | |
فتهيمُ بالتأويبِ والإسآد | |
وإذا الدجى أرخى السدول ورنقت | |
سِنَة ُ النُّعاسِ بأعْيُنِ الهُجَّاد | |
نبعهت للإدلاج صحبي فاهتدوا | |
بضياءِ كوكبِ عَزْمِهِ الوقَّاد | |
يا غرة الزمن البهيم وعصمت الرّ | |
جل الطريد ونجعة المرتاد | |
خُذْ من ثنائي ما يكادُ نظامُهُ | |
يننسي فصاحة يعرب وإياد | |
أنا مَنْ تَمَنَّتهُ الملوكُ فلم أُعجْ | |
منها على ذي طارف وتلاد | |
ورأت لساني كالسنان ذلاقة | |
وتذكرته يوم كل جلاد | |
لولا تزهد همتي في نيلها | |
لم تخشَ ذاتُ يدي صروفَ نفاد | |
كُنْ ناصري يا ناصرَ العَليا على | |
زَمنٍ على أهْلِ البلاغة ِ عاد | |
الدهرُ لا تصفو مشاربه لنا | |
إلاّ إذا استشفعتَ لِلوُرّادِ | |
وبنو الزمان وإن بدا ملق بهم | |
أضغانُهم كالجمر تحتَ رماد | |
لا غَرْوَ أنك قد نشأتَ خلاَلهُمْ | |
قد ينبت النوار بين قتاد | |
عجباً لمن رام استباقك منهم | |
أنّى يرومُ العَيْرُ سَبْقَ جواد | |
جلّ اعتلاؤك أن يساجله علاً | |
من ذا يُضاهي لجّة ً بِثماد | |
لا زلتَ تَرفُلُ في سَوابغِ أَنعُمٍ | |
فضفاضَة ِ الأذيالِ والأبراد | |
وبقيتَ زيناً للبلادِ ورِفْعَة ً | |
إن الصوارم زينة الأغماد |