أرض منمنمة وظل سجسج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرض منمنمة وظل سجسج | وَصَباً بأنفاسِ الرُّبى تتأرَّجُ |
ومذانبٌ زُرْقُ النطافِ تَرفُّ في | وَجناتهن شقائقٌ وبنفسج |
فالماءُ مصقولُ الأديم مُفَضّضٌ | والروض مطلول النسيم مدبجُ |
صيغت أزاهره دنانيراً بها | فَترى دنانيرَ النُّضار تُبَهْرَج |
قُمْ نَصْطَبِحْها والنجومُ جوانحٌ | والصبح في أعقابها متبلجُ |
حمراءَ صافية ً كأنَّ شُعَاعَها | ضَرَمٌ بأيدي القابسين يُؤَجَّج |
تحكي رضاب مديرها فكأنها | قد مجَّها في الكاسِ منه مفلّج |
قد راض مصعبها المزاج كأنما | بخلائقِ الملكِ الحُلاحِلِ تُمْزَج |
مَلِكٌ نمتْه من الملوكِ أكابرٌ | هُمْ أَوضحَوا سُبُل العَلاءِ وأَنهجوا |
شَخْتُ الحواشي باسلٌ يومَ الوغى | ضَخْم الجَدَا طَلْقُ المحيَّا أَبْلَج |
غادٍ إلى كَسب المعالي رائحٌ | ومهجّرٌ في مُرتضَاها مُدلج |
أما يد ابن علي العليا فما | ينفك بحر نوالها يتموجُ |
فتحت ضروباً للمكارم أبهمت | غلقاً فما للجود باب مرتج |
فكأنما هُو بالسَّماح مُختَّمٌ | وكأنما هو بالعلاء متوجُ |
أسد خضيب السيف من ماء الطلا | والليث داني الظفر حين يهيّج |
شَيْحَانُ يقتحمُ العَجاجَ وثوبُه | مما تمزقه الصوارم منهج |
بأقبَّ ما طارتْ قوائمُهُ به | إلا اشتهى طيرانهنّ التّدرج |
من آل أعوج ما عهدنا قبله | وقد کنتمى ، بَرْقاً نماهُ أعوج |
كم فتكة بسيوفه وصعاده | يمضي بها العزمات منه مدججُ |
ووقائع تنسيك يوم بعاث إذ | نكصت أمام الأوس فيه الخزرجُ |
والحربُ قد نَشَرَتْ مُلاءَ عجاجة ٍ | بسنابك الجرد الصّلام تنسجُ |
في حيثُ تلمعُ للسيوفِ بوارقٌ | تهفو وينشأ للقساطل زبرجُ |
وتنير من أسل الرماح كواكب | ما إنْ لها إلا العواملَ أَبْرُج |
والسيفُ ذو ضِدَّينِ فوقَ يمينه | طوراً يسيلُ وتارة ً يتأجج |
ماءٌ له جُثَثُ الفوارسِ جَذْوَة ٌ | نارٌ لها قممُ الأعادي عرفج |
يحنيه طول ضرابه هام العدا | حتى يُرَى بيديه منه صَوْلَجُ |
للَّه منه حُسَامُ مُلكٍ مُرْتَدٍ | بحسام هند ، والوغى تتوهج |
يَسْبيه طَرْفٌ للسِّنانِ وأجردٌ | طرف ولا يسبيه طرف أدعج |
والبيض تذهله عن البيض الدمى | حتى لقد حَسَدَ القرابَ الدُّمْلُج |
يَشْجوه مُعْتَرَكُ الأسودِ صَبَابة ً | مهما شجى الركب الكئيب ومنعجُ |
فيعوج من شغف عليه كلما | عاجُوا على مَغْنَى الخليطِ وَعَرَّجوا |
يامن تفرع من ذؤابة حمير | وبحمير نشر العلا المتأرجُ |
لله أنت إذا الفوارس أحجمت | واندق في الثغر الوشيج الأعوج |
والسابغات على الكمات كأنها | غدران ماء بالنسيم تدرجُ |
والبيض تبسم ، والجياد عوابس | والسمر بالعلق الممار تضرجُ |
من كل وقاد السباق كأنما | في كلِّ ذابلة ٍ ذُبَالٌ مسرج |
واليكها من واضحاتِ قلائدي | مِدَحاً يرنُّ بها الحمامُ ويهْزج |
كقطائع البستان أينع زهرها | أو كالعذارى البيضِ إذ تتبرَّج |
وَافَتْكَ رائعة َ المحاسنِ طلقة ً | غرَّاءَ تَعْبَقُ بالثنا وتأرَّج |