نفثة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي | بعد أن ذاب في الشجون شبابي |
وأنا لم أزلْ أُلملم أطرا | في، وأمشي مكبَّلاً بالصعاب |
فطويتُ الأعوامَ أزحف في التّيـ | ـهِ، وزادي ومركبي أوصابي |
تتوارى عن المسالك آرا | بي ،ويحتثُّ من خطايَ غِلابي |
وشراعي الرفّاف صبري، ومِجدا | في ثباتي، وفي الحنايا رِغابي |
كلما أَوغلَ الزمانُ بشوطي | نهشتْني سودُ الليالي بناب |
مُثْخناً بالجراح يهصرني الدا | ءُ، ويسطو على الفؤاد المُذَاب |
وتغرّبتْ في الحياة بآلا | مي، وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي |
وشربتُ القذى على نخب إخفا | قي، بكأسٍ سخيَّةٍ بالشراب |
عاقرتْني مع اليفاعة أَحْدا | ثٌ، أراها لما تزلْ في ركابي |
فإذا بالصِّبا بكفّي هباءٌ | وإذا العمرُ حفنةٌ من تراب |
بعثرتْها على الخطوب ليالٍ | تتعاوى مسعورةً كالذئاب |
وأنا بينها أُناغم آما | لي، بألحانِ مِزْهري المِطراب |
أتغنّى فيستجيب ليَ الحُسْـ | ـنُ، ويشدو بصبوتي أترابي |
ويروقُ الجمالُ حلوَ أغاريـ | ـدي، فيهفو إلى الصدى الجذّاب |
وأصوغ النشيدَ من ذوب نفسٍ | تترامى بلاهب صخّاب |
فإذا الداءُ في حواشيَّ إعصا | رٌ، ترامتْ أطرافُه في إهابي |
عِلَّتي ناشتِ الحنايا فلم أَفْـ | ـزَعْ، فجدَّت صروفُها في طلابي |
فِلذتي، زهرةُ الحياة وأغلى | ما بكفّي من الأماني العِذاب |
وفؤادي الذي وقفتُ عليهِ الْـ | ـعُمْرَ، أرويه بالدم المنساب |
في ربيع الحياة ألقتْه للدا | ءِ عليلاً، فضاع مني صوابي |
وتململتُ في مكاني من الأَيْـ | ـنِ، وجالدتُ باصطباري مُصابي |
ما شكوتُ الأسى وما ضقتُ بالدا | ءِ، وإنْ أَثلَم القضاءُ حِرابي |
وعزائي الصبرُ الجميل الذي أَنْـ | ـسُجُ من لطفه نقيَّ الثياب |
غيرَ أني لما يُعاني فؤادي | جئتُ أرجو من الإله ثوابي |